يعد أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيي التنوخي الطائي الملقب بالبحتري أحد الشعراء البارزين في العصر العباسي فقد استطاع أن يتفرد بمكانة متميزة مع المتنبي ,وأبو تمام حيث كانوا أشهر أبناء عصرهم ,ولمزيد من المعلومات عن موضوع سيرة ذاتية عن الشاعر البحتري تابع معنا المقال التالي .
سيرة ذاتية عن الشاعر البحتري
نشأته وحياته
ولد البحتري في مدينة منبج التي تقع شمال شرق حلب السورية وذلك عام 206 ه , 820 م ,وتعددت الروايات التي ترجع أسباب اتخاذه لقب البحتري حيث يري البعض أنه لقب بذلك نظرا لقصر قامته بينما يرجع آخرون هذا اللقب إلي انتسابه لبني بحتر أحد فروع قبيلة طي , وقد ظهرت علامات النبوغ الشعري عليه منذ نعومة أظفاره .
كان قدوته في ذلك الوقت أبي تمام حيث كان حريصا علي سرد قصائده الشعرية علي مسامعه فقد كان بمثابة أبا روحيا طالما قدم له العديد من النصائح, والتوجيهات حول مايجب انتهاجه في الشعر.
– أصبح من شعراء البلاط المشهورين أمثال المتوكل ,والمنتصر, والمستعين , والمعتز بن المتوكل وقد حرص علي تدعيم صلته مع وزراء الدولة العباسية, وقادة الجيوش .
نبوغه الشعري
أخذ من قومه الطائيين فصاحتهم حيث تتلمذ علي يد أبي تمام ,واتبع أسلوبه في المديح ثم أقام في حلب ,وهناك تعلم فنون البلاغة والشعر عشق المغنية الحلبية ( علوة ) ,وتغزل بها كثيرا في قصائده ثم بعد ذلك تناقل بين البلدان السورية ثم ذهب إلي بغداد ,وقد كانت في ذلك الوقت ميدانا للقلق العام فقد كانت جذور الخلافة ضعيفة نظرا لإستيلاء الأتراك علي أمور الدولة فتردد البحتري علي قصور الطبقة العليا ليصبح شاعر القصر وتغدق عليه كثير من الأموال .
البحتري شاعر الوصف
يعتبر البحتري شاعر الخيال الخصب حيث تأثر في موضوعاته بالطبيعة والعمران وقد تنوع أسلوبه الوصفي بين البداوة والحضارة الجديدة وقد أخذ من الحضارة الترابط الفكري والتصويري وحسن التأليف بينما أخذ من البيئة البدوية ماديتها ونقلها للصور الصادقة فأصبح شعره بعيدا عن أي تعقيد وزخرفة فلم يبالغ في تصوير الأشياء .
ومن أبرز الموضوعات التي صورها ووصفها في أشعاره مشاهد الربيع ,والمطر, والأزهار والذئب, والأسد .
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتي كاد أن يتكلما
أبدع في وصف مظاهر العمران حيث وصف القصور وأبدع في وصف تفاصيلها البارزة فقد كان يمتلك حسا تصويريا في رسم التفاصيل فقد قال في وصف بركة المتوكل :
يامن رأي البركة الحسناء رؤيتها والآنسات إذا لاحت مغانيها
صفات وأخلاق البحتري
– رغم تميز البحتري بحسن الخلق والرقة إلا أنه اتصف بالبخل الشديد علي نفسه وعلي غيره فقد روت الكتب والمراجع عنه أنه كان يتفاخر ويتشادق في مشيته مع قيامه بهز رأسه وقد كان دائم الإشارة بكمه ناحية كل بيت قائلا أحسنت مقبلا علي المستمعين قائلا لهم لماذا لاتقولون لي أحسنت ؟
– كان دائم العرفان بالجميل وينسب الفضل لأهله فقد سمع بعض الناس شعره فقالوا له أنت أفضل من أبي تمام فرد عليهم ما ينفعني هذا القول ولايضر أبو تمام والله ماأكلت الخبز إلا به وذلك تقديرا لمعلمه .
سمات شعره
يوصف شعره بأنه كسلاسل الذهب فمن ضمن آثاره الشعرية التي تركها ديوانا ضخما أكثره في المديح وأقل مافيه في الرثاء والهجاء كما تنوعت قصائده بين مختلف الأغراض الشعرية كالفخر والعتاب, والإعتذار, والحكمة ,والغزل, والوصف
من أشهر قصائده التي يصف فيها إيوان كسري والربيع وقد حكي عنه الصولي ,أبو الميمون راشد
اتسم شعره بتقليد المعاني القديمة من حيث ألفاظها فقط مع الحرص علي تجديد المعاني والدلالات
كان حريصا علي مسايرة منهج القصيدة العربية الأصيلة إلي جانب إلتزامه بعمود الشعر
يتميز شعره بجمالية ألفاظه والدقة في اختيارها مع قدرته علي اختيار البحور والقوافي الملائمة إضافة لخياله المبدع
سمات غزله
يتميز غزل البحتري بكونه متدفق المعاني حيث وصف حبيبته علوة في أشعاره بما يبرز حقيقة شعوره وقد أبدع في ذكر خيال الحبيب لذلك أطلق عليه (شاعر الطيف )
حيث قال : ويامدرك عينيه ليقتلني …. إني أخاف عليك العين من عيني
ليت مابين من أحب وبيني …… مثل مابين حاجبي وعيني
أسلوب البحتري في الرثاء
يتميز أسلوب البحتري في الرثاء بطغيان عاطفته الفنية علي عاطفته الحقيقية وأفضل رثاء هو ماقدمه في رثاء المتوكل ووزيره الفتح بن خاقان
إذ ا نحن زرناه أجد لنا الأسي …. وقد كان قبل اليوم يبهج زائره
لم أنس وحش القصر , إذ ريع سربه .. وإذ ذرعت أظلاؤه وجاذره
آثاره الشعرية
من أبرز كتب البحتري ( كتاب الحماسة ) مع ديوان شعر كبير متنوع بين المدح ,والرثاء ,والفخر ,والعتاب وقد كان مدحه للولاة وسيلة للكسب كما طبع ديوانه في القسطنطينية ودمشق وبيروت ومصر, وقد قام أبو العلاء المعري بشرح ديوان البحتري واسماه ( عبث الوليد ) .
أبرز قصائده الشعرية
– قصيدة أبي الليل
أبي الليل إلا أن يعود بطوله علي عاشق نزر المنام قليله
– طيف الحبيب
طيف الحبيب ألم من عدوائه وبعيد موقع أرضه وسمائه
– تري الليل
تري الليل يقضي عقبه من هزيعه أم الصبح يجلو غرة من صديعة
وفاة البحتري
توفي البحتري بمنبج وذلك في عام 284 ه , 897 م .