أبو العلاء المعري ، أو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري ، كان فيلسوف وشاعر وكاتب عربي حيث أبدى وجهة نظر دينية غير متدينة واجهها الجدل ولكن على الرغم من ذلك ، فإنه يعتبر واحدا من أعظم شعراء العرب الكلاسيكيين . إليك سيرة ذاتية عن الشاعر أبو العلاء المعرى :
سيرة ذاتية عن الشاعر أبو العلاء المعرى
حقائق عن أبو العلاء المعرى :
- درس في حلب ثم في طرابلس وأنطاكية
- كتب عدد من القصائد الشعبية في بغداد لكنه رفض بيع نصوصه
- في عام 1010 عاد إلى سوريا بعد أن بدأت تسوء حالة والدته الصحية
- وصف المعري بأنه “متعصب متشائم” وبرر السبب فى تشاؤمه قائلا أنه بشأن الحياة واصفا نفسه بأنه “سجين مزدوج” من العمى والعزلة
- كان المعرى عقلانى مثيرا للجدل فى عصره
- هاجم المعرى عقائد الدين ، فإنتقد ورفض الإسلام وسخر من اليهودية والمسيحية والزرادشتية
- دافع عن العدالة الاجتماعية وعاش أسلوب حياة منعزلاً
- كان المعرى نباتيًا يرفض غذاء لحم الحيوانات المذبوحة أو الحليب
- أجرى المعري فكرًا مضادًا للولادة تماشياً مع تشاؤمه العام مما يشير إلى أنه لا يجب أن يولد الأطفال ليجنبهم الآلام ومعاناة الحياه
- كتب المعري ثلاثة أعمال رئيسية كانت شائعة في وقته هما “شرارة الصنابير” “الضرورة غير الضرورية” “رسالة الغفران”
- لم يتزوج المعري أبداً وتوفي عن عمر يناهز 86 عامًا في المدينة التي ولد فيها معرة النعمان
- في عام 2013 قام مقاتلون من جبهة النصرة بقطع رأس تمثاله في بلدته السورية
نشأته وحياته :
ولد أبو العلاء في معرة النعمان فى سوريا بالقرب من مدينة حلب في ديسمبر عام 973 ، وفي عهده كانت المدينة جزءًا من الخلافة العباسية أى الخلافة الإسلامية الثالثة خلال العصر الذهبي
أصيب المعرى بمرض الجدرى فى سن الرابعة مما أفقده بصره ، وقد تم تفسير تشاؤمه نتيجة لفقدان بصره والوحدة التى شعر بها ، لكن هذا لم يقف عائقا أمام المعرى فبدأ حياته المهنية سن مبكر حوالى 11 أو 12 سنة حيث تلقى تعليمه وكان من بين معلميه في حلب “ابن خلوة” الذى توفى في عام 980 م عندما كان المعري لا يزال طفلاً ، لكنه حزن حزنا شديدا لفقد ابن خلوة وودعه بعبارات قوية في قصيدة رسالة الغفرن
عندما كان المعرى في طريقه إلى طرابلس لإستكمال تعليمه ، زار ديرًا مسيحيًا بالقرب من اللاذقية حيث إستمع إلى مناقشات حول الفلسفة الهلنستية التي زرعت فيه بذور شكه لاحقًا وعدم إلتزامه الدينى ؛ لكن بعض المؤرخيين مثل إبن الأديم ينكرون أنه تعرض لأي لاهوت آخر غير العقيدة الإسلامية
عندما علم المعرى بخبر وفاة والده وهو فى بغداد إعتزل الناس والحياه وكتب رثاء حزين حيث أشاد بوالده ، وبعد سنوات من بقاؤه فى بغداد تلقى إستقبالا جيدا في صالونات الأدب رغم أنه كان شخصية مثيرة للجدل ، وبعد ثمانية عشر شهراً في بغداد عاد المعري إلى دياره لأسباب نتيجة لمرض أمه أو ربما نفد ماله في بغداد لأنه رفض بيع أعماله فعاد إلى بلدته المعرة حوالي عام 1010 وعلم أن والدته توفيت قبل وصوله
بقي المعرى بقية حياته بائس وحزين ومتشائم حيث إختار حياة الزهد وعاش فى عزلة وعلى الرغم من أنه كان معزولا عن الناس إلا أنه عاش سنواته الأخيرة في مواصلة عمله فأصبح غنيا ومتعاونا مع الآخرين وكان يتمتع بإحترام كبير فى منطقته وجذب العديد من الطلاب محليا ثم توفي في مايو 1057 في مسقط رأسه .
أعماله الأدبية :
تميز المعرى بموسوعة عالمية من القصائد والشعر حيث كتب عدد كبير جدا من القصائد وصل عددها إلى 1593 قصيدة ومن أبرز قصائده :
- إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ
من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ
ما الثريّا عنقودُ كرمٍ مُلاحـ
أطلّ صليبُ الدّلو، بين نجومه
رأيتُ قضاءَ اللَّه أوجَبَ خلْقَهُ
إذا كُفّ صِلٌّ أُفْعوانٌ، فما لهُ
إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ، فهو لي
أبرز أبياته الشعرية فى قصيدة :
إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ
غالبةٌ خابَ ذلك الغَلَبُ
خابيةُ الرّاح ناقةٌ حفَلَت
ليس لها غيرَ باطلٍ حلَبُ
أشأمُ من ناقةِ البَسوس على الناسِ
وإن يُنَلْ عندها الطلب
يا صالِ خَفْ إن حلَبت دِرّتها
أن يترامى بدائِها حَلَبُ
أفضلُ مما تضمُّ أكؤسُها
ما ضُمّنتَه العِساسُ والعُلَبُ
المراجع