تتفاوت الأخلاق بين الناس، فليس كل الناس على نفس الفطرة ولا نفس التفكير ولكن يرغب الجميع بأن يعرف كيف يكون حسن الخلق من أجل التمثل بصفات الأنبياء والرسل والحصول على رضا الله.
الأخلاق
- في اللغة العربية تعرف بأنها السجية، أو الطبع، وبمقولة أخرى تعرف على أنها المروءة، والدِّين.
- أما في الاصطلاح فتعرف بأنها عبارة عن هيئة راسخة بالنفس البشرية، يصدر عنها أفعال متعددة بشكل ميسر، وسهل دون وجود حاجة للتفكير أو التروي، هذا وأنه من الممكن أن تصدُر عنها أفعال محمودة أو مذمومة.
حُسن الخُلق
- الإنسان إذا كان حسن الخلق فهو يكون عند الله على نفس درجة المؤمن الصائم القائم بحسب ما أخبرنا رسول الله صلّ الله عليه وسلّم.
- كما أنه يعرف بأن يكون الفرد ذو صدرٍ رحب، ونفسٍ طيبة تُقبل به على الخير، وتُبتعد عن الشرّ، كما تُعود على الناس بالنفع، وتبتعد بهِم عن أي ضرّ.
- كما تكون نفس طيبة تُعامِل كل الناس بالحُسنى، وكذلك تعمل على مُدّ يد العون للضعيف، كما تُساعد المحتاج.
- وحُسن الخُلق يكون دائما مصدر للقبول بين كل الناس، كما أنه يرفع صاحبه درجات عند الله.
كيف يكون حَسَنُ الخُلُق
- التربية البيتيّة:
- فعلى الآباء دور كبير مع أولاده فيالتعميق من معاني الأخلاق الحسنة ليخرجوا للعالم الخارجيّ محملين بأخلاق تعمل على رفعة المجتمع، وأيضا لتُصبح الخصال الحسنة ثقافةً سائدة عند الجميع مما يعمل على زيادة بهجة الحياة.
- الالتزام الدينيّ الحقيقيّ
- يزداد حرص الفرد على أن يكون من ذو الأخلاق الحميدة عندما يقتدي بالمنبي المصطفي وحتي يكسب رضائه وشفاعته، وحتي يرضى عنه خالقه.
- فلا يوجد أفضل من أخلاق الأنبياء والرسل، ولابد لنا من الإقتداء بالحبيب المصطفي، فلقد قال النبي صلّ الله عليهِ وسلّم: (ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق).
- التذكير الدائم بفضائل حُسن الخُلُق
- الأخلاق الحسنة تكون دائما شفيعا لأصحابها فأنت دائما ستذذكر بالخير بين الناس وسيستمرون بالدعاء لك، وسيترحمون عليك بعد وفاتك.
- أما اذا كانت أخلاقك سيئة وتظلم الناس فدائما ما سيكرهونك ويدعون عليك، لذلك كن دائم التذكير لنفسك ولمن حولك بأهمية الخصال الحسنة.
- درّب نفسك دائماً على الأخلاق الحميدة
- دائما ضع نفسكَ مكان الآخرين، ثم تصوّر كيف تأثر عليهم أخلاقك وخصالك، فأنت اذا تدربت على الخلق الحسن والصفات الحميدة فذلك سيترك أثر طيب على من حولك ووقتها ستشعر بقيمة أخلاقك وتكسب رضا ربك.
- مُصاحبة ومخالطة الناس المشهود لهم بحسن الأخلاق وجمال الصفات
- وذلك لأن لصحبة تأثير كبير على سلوك الأنسان، وبهذا المعني قال الشاعر: (عن المرءِ لا تسَلْ وسَلْ عن قرينِهِ فكُلُّ قرينٍ بالمُقارَن يَقتدي)
- فعليك أن تقرأ وتستمع لقصص الصحابة والسلف الصالح، وغيرهم ممن عرف عنهم حسن الخلق والخصال وكذلك الاقتداء بهم.
6. مُجاهدة النّفس وتدريبها
- كن دائم الجهاد لنفسك بمنعها عن الشر وكل ما هو ضرر وكذلك دربها على الأخلاق الحميدة والخصال الحسنة حتي تكون من الصفات الراسخة بها، فلقد قال النبيّ صلّ الله عليه وسلّم: (إِنَّما العلمُ بِالتَّعَلُّمِ، وإِنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، ومَنْ يَتَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ، ومَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ).
7. مُحاسَبة النّفس
- كن دائما من الأشخاص الذين يُراجعون أنفسهم في تعاملاتهم مع الآخرين؛ فيحاسبها على ما صدر منها من الأخلاق السيئة، ويكافئها على ما صدر منه من أخلاق حسنة؛ حيث أن محاسبة النّفس يعمل على تأديبها على الإحسان في التعامل مع الناس.
8. التفكّير في الثّواب الذي سيعود عليه من حسن الخلق والذي أعده الله له، وكذلك التفكير في العقاب الذي سينتج عن الأخلاق السيئة والذي كتبه الله على كل مخطئ.
-
قائمة بالأخلاق الحميدة التي يمكن أن نتعلمها من القرآن الكريم:
- لا تكذب، لا تجسس، لا تحزن، لا تهين، لا تأخذ الرشاوى
- لا تكن وقحا مع أبويك، ابتعد عن الكلام السيئ، لا تسخر من الآخرين، المشي بطريقة متواضعة
- الرد على الشر بالخير، لا تقل ما لا تفعل، حافظ على وعودك، لا تهين الآخرين، لا تخدع الناس
- اخفض صوتك وتحدث بإعتدال، ابتعد عن الكره والحقد، والظلم.
فوائد الأخلاق الحَسنة
- للأخلاق الحَسنة العديد من الفوائد والثمراتٍ التي يجنيها كل من يتحلّى بهذه التصرفات والسلوكيات، وهذه الفوائد منها ما هو ثواب دنيوي، ومنها ما هو ثواب أخروي:
الثواب الدنيوي
- يعود الخلق الحسن على صاحبه بمحبة وتكريم كل من حوله، كما يرفع من منزلته، ومكانته بينهم، كما أنّ هذا الخلق الحسن يعود على الإنسان بحب النفس وتكريمها، كما يجنبه تلقي الإساءات والإهانات من قبل الأخرين.
أما الثواب الأخروي:
- يكون بالحصول على حب الله سبحانه وتعالى، وكذلك محبّة رسوله صلّ الله عليه وسلّم، كما يفوز صاحب الخلق الحسن برضا الله وجنّته.
- فقد قال سيدنا محمد صل الله عليه وسلّم، يروي جابر بن عبد الله رضي الله عن رسول الله أنه قال: (إنَّ من أحبِّكم إليَّ، وأقربِكم مني مجلساً يومَ القيامةِ أحاسِنكم أخلاقاً، وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني مجلساً يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ، والمُتشدِّقونَ، والمُتفيهقونَ، قالوا: قد علِمْنا الثرثارونَ والمتشدِّقونَ، فما المتفيهقونَ؟ قال: المُتكبِّرونَ).
- هذا كما روي عن رّسول الله صلّ الله عليه وسلّم، أنّه قد تعهّد ببيتٍ بأعلى الجنّة لمن كان ذو أخلاق حسنة بقوله: (أنا زعيمٌ ببيتٍ في رَبَضِ الجنةِ لمَن تَرَكَ المِراءَ وإن كان مُحِقّاً، وببيتٍ في وسطِ الجنّةِ لمَن تركَ الكذبَ وإن كان مازحاً، وببيتٍ في أعلى الجنةِ لمَن حُسُنَ خلقُه).
المراجع