سيرة ذاتية عن الشاعر أبو فراس الحمدانى .. شاعر السيف والقلم كيف نشأ ؟ وأشهر قصائده
أبو فراس الحمدانى ، أو الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان التغلبي ، كان أميرًا عربيًا وشاعرًا فكان ابن عم سيف الدولة وعضو العائلة النبيلة من الحمدانيين الذين كانوا حكام في شمال سوريا وأعالي بلاد ما بين النهرين خلال القرن العاشر . إليك سيرة ذاتية عن الشاعر أبو فراس الحمدانى :
سيرة ذاتية عن الشاعر أبو فراس الحمدانى :
حياته ونشأته :
ولد أبو فراس الحمدانى في 932 ، على الأرجح في العراق وتحديدًا في بغداد حيث إحتل والده أبي العلاء سعيد ابن مؤسس عائلة حمدان بن حمدون موقعًا متميزًا في بلاط الخليفة العباسي المقتدر فحكم من عام 908 حتى عام 932
كانت والدة أبو فراس جارية من الجوارى حيث إشتراها والده وأنجبت منه أبو فراس فأعتقها وتحررت وكان ذلك مصدر إحتقار وتهكم من أقارب أبو فراس له حتى إنعكس ذلك على شعره
قُتل والده في عام 935 أثناء نزاع على حيازة الموصل مع ابن أخيه ناصر الدولة ثم فرت والدة أبو فراس لطلب الحماية من سيف الدولة وعندما إحتلّ سيف الدولة مدينة حلب وشمال سوريا تم الترحيب بأبو فراس وهناك نشأ وتربى تحت إشراف إبن عمه سيف الدولة الذي تزوج أيضاً من أخته ، كما ولاه سيف الدولة حاكم على مدينة منبج على مقربة من الحدود مع الإمبراطورية البيزنطية .
أبو فراس الحمدانى والأسر :
على الرغم من براعة أبو فراس فى الشعر إلا أنه رغم شبابه تميز فى كل الصراعات مع القبائل النزارية من ديار مودار والصحراء السورية وكذلك في حملات الإغارة المتكررة لإبن عمه على الأراضي البيزنطية ، حيث هزم البيزنطيون عام 952
ولكن لم يحافله الحظ كثيرا فوقع أسير من قبل البيزنطيين وفقا لإبن خليكان حيث قال أنه تم القبض عليه لأول مرة من قبل البيزنطيين في عام 959 لكنه فر من الأسر في قلعة خرشانة بالقفز إلى نهر الفرات ، ثم قاموا البيزنطييون بمحاصرة مدينة منبج التى يحكمها أبو فراس الحمدانى وإتخذوه أسيرا عام 962 وظل كذلك عدة سنوات حتى أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى في عام 966
خلال فترة أسره كتب أبو فراس بعضا من القصائد والشعر وسميت هذه المجموعة من القصائد بإسم”الروميات” نسبة إلى الروم والبيزنطيين وفي هذه الأثناء توفيت والدة أبو فراس
بعد إطلاق سراحه أعيد أبو فراس إلى منصبه وعين محافظ على حمص ، ولكن سرعان ما تغير الوضع فبعد أقل من سنة توفي سيف الدولة وبدأت الإمارة الحمدانية في حلب فى الإنهيار ، وسرعان ما تشاجر أبو فراس مع وريث سيف الدولة أبو المعالى البالغ من العمر 15 عاما حيث أعد جيشا ودارت معركة كبيرة وقع فيها أبو فراس قتيلا .
حياته الأدبية :
كان يتمتع أبو فراس بمكانة بارزة بين عظماء الشعر العربي الكلاسيكي ، حيث قال فيه الباحث المرموق المعاصر وهو رجل الدولة البارز صاحب بن عباد ، “بدأ الشعر بملك أى أمرؤ القيس وانتهى بملك أي أبو فراس”
تضم أعمال أبو فراس المبكرة قصائد كلاسيكية في مدح الحمدانيين وأعمالهم ، وقصائد في الشكل العراقي في موضوعات عن الحب والخمر والصيد والصداقة .
أعماله الأدبية :
تضمنت عدد قصائده 272 قصيدة أبرزها :
- أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ
- صاحبٌ لمَّـا أساءَ
- كانَ قضيباً لهُ انثناءُ
- أيَا سَيّداً عَمّني جُودُهُ
- أقَنَاعَة ً، مِنْ بَعدِ طُولِ جَفاءِ
- أما يردعُ الموتُ أهلَ النهى
- كأنما تساقطُ الثلجِ
- أتَزْعُمُ أنّكَ خِدْنُ الوَفَاءِ
- أَسَيْفُ الهُدَى ، وَقَرِيعَ العَرَبْ
- تُقِرّ دُمُوعي بِشَوْقي إلَيْكَ
- و ما أنسَ لا أنسَ يومَ المغارِ
- الشّعرُ دِيوانُ العَرَبْ
- لنْ للزمانِ ، وإنْ صعبْ
- ألا إنّمَا الدّنْيَا مَطِيّة ُ رَاكِبٍ
- منْ كانَ أنفقَ في نصرِ الهدى نشباً
أبرز أبيات شعره فى قصيدة الشّعرُ دِيوانُ العَرَبْ :
الشّعرُ دِيوانُ العَرَبْ
أبداً وعنوانُ النسبْ
لَمْ أعْدُ فِيهِ مَفَاخِري
ومديحَ آبائي النجبْ
و مقطعاتٍ ربمـا
حَلّيْتُ مِنْهُنّ الكُتُبْ
لا في المديحِ ولا الهجاءِ
أبرز أبيات شعره فى قصيدة أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ :
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ
أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة
ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى
وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي
إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ
معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ
إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ!
المراجع