القرأن الكريم ملئ بالأمثله والقصص العظيم عن حسن ظن الأنبياء بالله تعالي وبقدرته وحكمتة ومغفرته واستجابته… ولقد خصصنا هذا المقال لنتعرف على قصص الأنبياء في حسن الظن بالله
حسن الظن بالله
المؤمن الصالح إذا ابتلاه الله سبحانه وتعالي بما يكره أحسن الظن به وعلم أنه أرحم الراحمين، وأحكم الحاكمين هو ومن ابتلاه ليمتحن رضاه وصيره، وليسمع ابتهاله وتضرعه، ودعاءه وليراه لائذاً بجنابه مكسور القلب بين يدي رحمته وكرمه وليس ليعاقبه بالابتلاء كما جاء في قوله سبحانه وتعالي في سورة البقره (وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)
لفظ الظن
ورد ذكر لفظ الظن في القرأن الكريم في كثير من الأيات كقوله تعالي ” إن يتبعون إلا الظن” والظن هو العلم بالشئ ولكن ليس علي وجه اليقين ويقصد به الاعتقاد فالشئ ويقول الله تعالي ” والذين يظنون انهم ملاقو ربهم” اي يعلمون انهم محشورون إليه يوم القيامه وقوله تعالي ” وظن أنه الفراق” وقوله تعالي ” إنني ظننت أني ملاقي حسابيه” أي إنه نجا بخوفه من يوم الحساب
مواطن حسن الظن بالله
لابد أن يحسن العبد المؤمن الظن بالله في كل الأحوال الخير والشر، الضيق والفرج، العسر واليسر، المرض والصحه ومن أكثر مواطن حسن الظن بالله ما يلي
1- الكرب والشده
هناك كثير من الناس يشكرون الله في رخائهم، ولكن إذا أصابتهم شدة وضاقت بهم الأرض اساؤوا الظن بالله ويأسوا من رحمته
2- في الدعاء
استجابة الله سبحانه وتعالي قد تكون في الحال فيفرح العبد ولكن اذا تأخرت الاستجابة لدعاءه يقول دعوته ولم يستجب وكثير من الألفاظ الداله علي عدم حسن الظن بالله
3- ضيق العيش
من ضاقت سبل العيش عليه أن يلجأ إلي الله عز وجل وأن يحسن ظنه به فهو الرزاق، ولايجب أن يلجأ للخلق ففي ذلك ذل واهانه
4- الموت
فقد أوصي رسولنا الكريم أن يموت العبد وهو يحسن ظنه بالله فالله هو أرحم الراحمين
5- التوبه
أمر الله عز وجل عبيده بالاستغفار والتوبه عندما يرتكبوا معصية، ووعدهم بالعفو والمغفره، مهما عظم الذنب فباب الله لا يغلق في وجه تائب كما جاء فالحديث القدسي “قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال الله تعالي : يابن أدم إذا بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ”
حسن الظن بالله في حياة وقصص الانبياء
هناك العديد من المواقف العظيمه التي يتجلي فيها حسن ظن الانبياء فالله نذكر بعضا منها
1- خاتم الانبياء سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام
أعطانا رسوال الله درسا خالدا وعظيما في حسن الظن بالله عندما اختفي عن الكفار مع صديقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه في الغار فقال له أبو بكر لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال له رسول الله ” ما ظنك باثنين الله ثالتهما” فظن الرسول عليه الصلاة والسلام هنا كان في ثالتهما الله عز وجل وليس فالاثنين فحفظه الله هو وصديقه ونجاهما كما جاء فالقرأن الكريم
(إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
2- موسي عليه الصلاة والسلام
عندما رد موسي عليه السلام علي قومه عندما خافو أن يدركهم فرعون وجنوده فكان سيدنا موسي عليه السلام كله ثقه وقلبه مليئ بحسن الظن بالله وقال لهم بكل ثقه ” كلا إن معي ربي سيهدين” فكانت النتيجه سريعه وهي بالوحي عليه فضرب البحر فإنفلق فنجا موسي وقومه وغرق فرعون وجنوده فالبحر
فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
3- ابراهيم عليه السلام
قصة نبي الله ابراهيم من أعظم القصص التي تبين حسن الظن بالله
فيقين ابراهيم عليه السلام وحسن ظنه بالله يترك زوجته هاجر وابنه اسماعيل في الصحراء بدون ماء لأن الله عز وجل أمره بذلك فتقول هاجر له ( اين تذهب وتتركنا في هذا الوادي وقالت له :آلله امرك بهذا؟ غفال لها نعم فقالت : اذن لا يضيعنا) ثم دعا ابراهيم ربه فقال
رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)
فلما نفذت الماء من السيده هاجر دعت ربها حتي انفجرت بئر زمزم وكان في فراقهما مجمع الناس إلي يوم القيامه.
المراجع
المصدر الأول