شهر رمضان من أعظم الشهور عند الله تعالى، فهو شهر الرحمة والمغفرة، والعتق من النيران، أوجب الله -تعالى- صيامه على المسلمين، وأنزل فيه القرآن الكريم، ويتعيّن على المسلم استغلال الشهر الفضيل بمعرفة كيفية تنظيم الوقت في رمضان حتى لا تضيع تلك الأيام المباركة سُدى.
تنظيم الوقت في رمضان
- بدء اليوم بالسحور، ويُفضّل تأخير السحور إلى أقصى وقتٍ ممكنٍ، فكلّما اقترب وقت السحور من الفجر كان ذلك أفضل.
- الاستعداد لصلاة الفجر، فيتوضأ المسلم، ويتحضّر ثمّ يخرج إلى المسجد قبل أذان الفجر.
- صلاة ركعتين تحية المسجد عند دخول المسجد، ثمّ الجلوس وقراءة القرآن، أو الدعاء، أو الذكر إلى أن يحين وقت أذان الفجر، فيردّد الأذان مع المؤذّن، ثمّ ذكر الدعاء الذي ورد عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بعد الانتهاء من الأذان.
- القيام لصلاة ركعتي سنة الفجر الراتبة، وبعدها الجلوس لانتظار إقامة الصلاة، ويمكن استغلال وقت الانتظار بالذكر، أو الدعاء، أو قراءة القرآن، حيث يُعدّ وقت انتظار الصلاة من الصلاة.
- أداء صلاة الفجر جماعةً، ثمّ ترديد أذكار ما بعد الصلاة الواردة عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ويُفضّل الجلوس في المسجد للذكر، وقراءة القرآن، والدعاء إلى طلوع الشمس، كما كان يفعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد صلاة الفجر.
- صلاة الضحى، فتُصلّى ركعتان أو أكثر، ويبدأ وقتها بعد طلوع الشمس بربع ساعةٍ تقريباً، ويُفضّل تأخيرها إلى حين ترمض الفصال، وهو وقت ارتفاع الشمس، واشتداد الحرارة.
- أخذ قسطٍ من النوم والراحة، بنيّة التقوّي على العبادة، وكسب الرزق قبل الذهاب إلى العمل إن أمكن ذلك، مع الحرص على آداب النوم الشرعيّة، حتى يحصل الأجر والثواب خلال النوم.
- الذهاب إلى العمل، وعند حضور وقت صلاة الظهر الذهاب إلى المسجد، ويُفضّل التجهّز للصلاة مُسبقاً؛ ليتسنّى أداء صلاة السنة القبليّة؛ وهي أربع ركعات، ثمّ الجلوس وقراءة القرآن، أو الذكر، أو الدعاء إلى أن تُقام الصلاة، وبعد صلاة الظّهر تُسنّ صلاة ركعتين.
- إكمال ما تبقّى من المهام إلى حين انتهاء وقت العمل، فإن وُجد متسعٌ من الوقت قبل صلاة العصر يُفضّل المغادرة إلى المنزل، وأخذ قسط من الراحة.
- في حال لم يبقَ لصلاة العصر إلّا القليل يُفضّل الذهاب إلى المسجد مباشرةً، أو الذهاب إلى السوق لشراء بعض حاجيات المنزل إلى أن يحين وقت الصلاة، ثمّ الذهاب إلى المسجد وأداء الصلاة جماعةً.
- أخذ قسطٍ من الراحة بعد صلاة العصر وذلك من أجل تهيئة الجسم لقيام الليل، ويُمكن الجلوس في المسجد وقراءة القرآن في حال عدم الشعور بالتعب والإرهاق.
- الاستعداد للإفطار قبل أذان المغرب، ويُمكن استغلال هذا الوقت بالدعاء، أو الحديث المفيد مع الأهل، أو قراءة القرآن، ومن أعظم الأمور التي تُورث السعادة في القلب المساهمة في تحضير الطعام للصائمين، والمشاركة في توزيعه عليهم.
- الإفطار، ثمّ الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة المغرب جماعةً، ومن ثمّ صلاة السنة الراتبة وهما ركعتان، والعودة إلى البيت، وتناول الطعام، ويُنصح عدم الإسراف فيه، كما يُوصى باستغلال وقت العائلة بما ينفعهم؛ مثل: قراءة القصص، أو الحديث المباح، أو أي فكرةً أخرى، ويُبعدهم عن المحرّمات، والمنكرات الأخلاقية والعقائدية التي تبثّها وسائل الإعلام.
- الاستعداد لصلاة العشاء، والتبكير بالخروج إليها.
- أداء صلاة العشاء جماعةً، ثمّ أداء سنة العشاء ركعتين، والقيام لصلاة الترويح خلف الإمام إلى أن ينصرف، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّهُ من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرِفَ كُتِبَ لَه قيامُ ليلةٍ).
اقرأ أيضا: أهمية الوقت في حياة الفرد والمجتمع
حال السلف في رمضان
كان السلف الصالح -رحمهم الله- يُكثرون من العمل الصالح في رمضان، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض أحوالهم:
قيام الليل
حيث كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأصحابه -رضي الله عنهم- يحافظون على قيام الليل، كما قالت عائشة رضي الله عنها: (لاَ تدع قيامَ اللَّيلِ فإنَّ رسولَ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم- كانَ لاَ يدعُهُ وَكانَ إذا مرضَ أو كسلَ صلَّى قاعداً).
وكذلك كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقوم الليل، حتى إذا انتصف الليل أيقظ أهله، وقال: (الصلاة الصلاة)، وكان يتلو قول الله تعالى: (وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى).
الصدقة
كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أكرم الناس، وأكرم ما يكون في شهر رمضان على وجه الخصوص، وكذلك اقتدى به الصحابة رضي الله عنهم.
الدليل على ذلك ما قالته سُعدى بنت عوف المرية، زوجة طلحة بن عبيد الله: (دخل عليّ طلحة ذات يومٍ وهو خائر النفس، فقلت له: ما لي أراك كالح الوجه، أرابك مني شيء فأعينك، فقال: لا، ولنعم حليلة المرء المسلم أنت، قلت: فما شأنك؟ قال: المال الذي عندي قد كثر وأربكني، قلت: ما عليك، اقسمه، فقسمه حتى ما بقي منه درهماً واحداً)، وسُئل خازن المال كم كان المال حينئذ، فقال: كان أربع مئة ألفٍ.
اقرأ أيضا: أحاديث عن تضييع الوقت