التبذير في شهر رمضان

تُقام العديد من الاستعدادات إيذانًا بقُدوم شهر رمضان المُبارك، حيث تبدأ التجهيزات لتأمين احتياجات الصائمين من سِلعٍ وموادٍ غذائيةٍ، ولكن تبقى مشكلة التخلّص من كميات هائلة من الطعام بالنفايات من أكبر المشاكل التي تُواجهها الدُول العربية كل عام؛ لذلك يجب استعراض مشكلة التبذير في شهر رمضان وعواقبها وسُبل الحد منها.

التبذير في شهر رمضان

التبذير في شهر رمضانتعريف التبذير هو الإفراط في إنفاق مبالغ المال على ما لا ينبغي، بخلاف الإسراف الذي هو صرف الشيء فيما ينبغي زائدًا على ما ينبغي، وللتبذير والإسراف أضرار وعواقب وخيمة.

وعلى الرغم من أن القرآن الكريم والسُنة النبوية قد حذرا من الإسراف والتبذير، حيث جاءت الآية الكريمة تُبين حكم التبذير والإسراف: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا).

كما نهى الله تعالى عن الإسراف في قوله: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، ومن أبرز صُور الإسراف والتبذير في شهر رمضان ما يأتي:

شراء كميات كبيرة من الطعام والشراب

وهنا يظهر تأثير شهر رمضان على سلوك المستهلكين، إذ أن الاتجاه يزداد نحو شراء كميات كبيرة من الطعام والشراب بنسبة 50% عن الأيام العادية، ويزداد الطلب خاصةً على اللُحوم والدواجن، بالإضافة إلى الخُضار والفواكه ومُنتجات الألبان التي يتم شراؤها بكميات كبيرة فائضة عن الحاجة.

صنع كميات كبيرة من الطعام للأسرة

يقوم المسلمون خلال شهر رمضان بأداء فريضة الصيام، ومن الطبيعي أن تكون كميات الطعام التي يستطيع الصائم تناولها محدودة، لذلك يجب على الناس إدراك أن مصير الطعام المصنوع بكمياتٍ كبيرة هو سلة المُهملات.

وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن خُمس الطعام الذي يتم شراؤه خلال شهر رمضان يكون مصيره الإلقاء في سلة النفايات خصوصًا مع تحضير الكثير من الأطعمة في العزائم الرمضانية، والمؤسف أن هذا الطعام المُلقى يكون كافيًا لإطعام العديد من الدُول الفقيرة. 

تزيين المنازل بطريقة مبالغ فيها

يقوم غالبية الناس في شهر رمضان بتزيين المنازل تحضيرًا لقدوم هذا الشهر المُبارك وإدخال البهجة والسرور لأفراد العائلة، ولكن تحرص بعض العائلات على تزيين المنازل بطريقةٍ مُبالغ فيها وبتكاليف باهظة، وهو ما لا يتناسب مع الأوامر الإلهية بتجنب التبذير.

اقرأ أيضا: أحاديث عن التبذير

عواقب التبذير في شهر رمضان

يُعدّ التبذير عادةً سيئة لا بُد من التخلص منها لما لها من آثارٍ سيئةٍ على جميع المُستويات من اجتماعيةٍ واقتصاديةٍ، وخاصةً مع غلاء الأسعار الذي تعاني منه معظم شعوب العالم في الوقت الحالي، وتتمثل عواقب التبذير في شهر رمضان فيما يأتي:

العواقب الدينية

يُعتبر شهر رمضان من الأشهر المُباركة التي تحمل في طياتها فرصة ثمينة للحُصول على أجر الأعمال الصالحة وكسب الثواب من الله عز وجل، إلا أن هُنالك بعض السلوكيات الخاطئة التي اعتاد الناس عليها في شهر العبادة ومنها التبذير في الطعام والذي تنتج عنه عواقب دينية، نظرًا لتعدد الآيات والأحاديث النبوية التي نهت عن التبذير في تناول الطعام.

لذا لا بُد عليك كمُسلم التمسك بالاعتدال في شراء الطعام من خلال التخطيط لما يجب شراؤه وتناوله، حيث يجب علينا كمُسلمين اتباع تعاليم الاعتدال المُوصى بها في القرآن الكريم والسُنة النبوية.

العواقب الصحية

وفقًا لوزارة الصحة الماليزية فإن على الإنسان تناول الطعام باعتدال من خلال تناول وجبة غذائية مُتزنة يُقسم فيه الطبق إلى رُبع من اللحوم ورُبع من الكربوهيدرات والنصف للفاكهة والخُضار.

وبصفتنا مُسلمين مؤتمنين على أجسامنا، لا بُد علينا من تجنب التبذير في تناول الطعام خاصةً خلال شهر رمضان لما له من عواقب صحية تُؤثر على أجسامنا بالسلب.

العواقب الاقتصادية

لقد طال ذلك التبذير الجانب الاقتصادي في العديد من دُول العالم الإسلامي كأحد عواقب التبذير في شهر رمضان، حيث تم اعتبار الشرق الأوسط أكبر مُستهلك للطعام في العالم خلال شهر رمضان، وهذه نتيجة متوقعة للبذخ والتساهل وعدم اتباع تعاليم إسلامنا في اتباع الاعتدال في جميع اتجاهات الحياة.

اقرأ أيضا: هل تعلم عن الإسراف

كيفية الحد من التبذير في شهر رمضان

فيما يأتي بعض الأمور التي يُمكن اتباعها من أجل التقليل من التبذير في شهر رمضان:

  • إعداد قائمة مدروسة قبل التسوق: يجب تحديد الأصناف المطلوبة من الأطعمة والمشروبات قبل التسوق، وعدم تجاوز الحاجات الأساسية وعدد الأصناف المُحددة.
  • تحضير حصص صغيرة من الأطعمة للأسرة: يساعد الشعور بالجوع على زيادة تناول الطعام خاصةً خلال وجبة الإفطار بعد الصيام، ولتجنب الإفراط في تناول الطعام لا بُد من تحضير حصص صغيرة ومُتنوعة للأسرة، وفي حال كان الشخص ما يزال جائعًا، فيمكن تعبئة المزيد من الطعام حتى يصل إلى الشبع دون إهدار للطعام.
  • دمج الفاكهة والخضروات: يُنصح بغرس ثقافة تناول الفاكهة والخضروات على مائدة الإفطار؛ لأن الخضروات والفواكه تحتوي على كمية سوائل جيدة لحاجة الجسم، وتروي عطش الصائم دون الإضرار بصحته أو زيادة وزنه.
  • الاعتماد على التمر والماء: إن أفضل الأطعمة التي يجب على الصائم أن يحرص على تناولها، التمر والماء، بالتالي إذا استشعر فوائدهما الصحيّة والدينية فإنه سيجعل جُل إفطاره يعتمد على هذين الخيارين اللذين سوف يحدّان من الإسراف في الطعام.
  • عدم المبالغة في شراء أدوات الزينة: لا بُد من تذكر أن الزينة للفرح بحلول الشهر الفضيل وليست للبهرجة، حيث يُمكن شراء زينة تتناسب مع ميزانية المنزل دون تبذير.

اقرأ أيضا: الأخطاء الشائعة في الحياة

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version