متى يجب الصيام على الطفل؟

يتساءل الكثير من الآباء “متى يجب الصيام على الطفل؟” حيث يُعدّ شهر رمضان المبارك فرصة ثمينة لتربية الأطفال على الصيام، ولا بُدّ من استغلالها في تعويدهم على ذلك إلى أنْ يتمكّنوا من الالتزام الكامل بالصيام، وهذه الخطوة لا تبدأ دفعة واحدة، بل تتمّ بشكلٍ تدريجيّ.

متى يجب الصيام على الطفل؟

متى يجب الصيام على الطفل؟إنّ الإجابة عن سؤال “متى يجب الصيام على الطفل؟” هي سنّ البلوغ، والدليل على ذلك ما رواه عن علي بن طالب -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، قال: (رُفِع القلمُ عن ثلاثةٍ: عن المجنونِ المغلوبِ على عقلِه وعن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ وعن الصَّبيِّ حتَّى يحتلِمَ)؛ فدلّ ذلك على عدم وجوبه على الصغير الذي لم يحتلم بعد.

ويبدأ تعويد الأطفال على الصيام وهم في سنٍّ صغيرة؛ ليعتادوه حين بلوغهم، واستدلّ القائلون بجواز تعويد الأطفال على الصيام بما ثبت عن الربيع بنت معوذ بن عفراء -رضي الله عنها- أنّها قالت: (أَرْسَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلى قُرَى الأنْصَارِ، الَّتي حَوْلَ المَدِينَةِ: مَن كانَ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَن كانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ. فَكُنَّا، بَعْدَ ذلكَ نَصُومُهُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ منهمْ إنْ شَاءَ اللَّهُ).

ولأهل العلم في مسألة تحديد السنّ التي يُؤمَر بها الطفل بالصوم تفصيل:

وتجب استشارة الطبيب قبل صيام الطفل، مع القيام بتحليل دم لدى أي معمل تحاليل؛ للتأكّد من نسبة الهيموجلوبين في دم الطفل؛ لأنّ انخفاضها يُضعِف قدرته على تحمُّل الانقطاع عن الطعام، وكذلك تحليل براز؛ للتحقّق من خلو أمعائه من الديدان؛ لأنّ وجودها يُسبّب له فقر الدم الذي يجعل الصيام شاقاً.

اقرأ أيضا: الحصول على مختصر أحكام الصيام الصادر عن دائرة الإفتاء

وسائل تعويد الطفل على الصيام

صيام شهر رمضان عبادة وفرض على من كُلِّف به، وتعويد الأطفال على أداء عبادة الصيام أمر ضروريّ؛ حتى لا يكون الأمر شاقّاً عليهم حين بلوغهم.

ونظراً لأّن الأهل هم أكثر الناس درايةً بمقدرة طفلهم على الاستمرار من عَدَمه؛ وِفقاً لبُنية جسم الطفل وعُمره؛ فيجب عليهم اتّخاذ منهج الوسطية والاعتدال في ذلك، وعدم تكليف الطفل فوق مقدرته وطاقته؛ لأنّ هذا من شأنه أن يلحق به الأذى والضرر.

في الوقت ذاته، يجدر عدم إفساح المجال لهم لتناول كلّ ما تشتهيه أنفسهم في نهار رمضان، مع ضرورة الابتعاد عن القسوة والشدّة في تعويد الطفل على الصيام؛ لأنّ الطفل غير مُكلَّف شرعاً بالصيام، وإنّما شهر رمضان فرصة لتعويده على الصيام، وليس لتنفيره من هذه العبادة.

وهناك العديد من الوسائل التي تساعد في تشجيع الطفل على الصوم، وبيان ذلك فيما يأتي:

اقرأ أيضا: آيات عن الصيام

كيف أدرّب طفلي على الصيام؟

يتمّ تعويد الطفل على الصوم في أوّل يوم حتى وقت الضحى مثلاً، وفي اليوم الثاني حتى أذان الظهر، وفي اليوم الذي يليه يمسك عن الطعام حتى أذان العصر، وبهذه السلاسة؛ من خلال زيادة عدد ساعات الصيام بطريقة تدريجيّة؛ حتى يتمكّن من الصيام حتى أذان المغرب.

ولا يُعَدّ هذا صياماً شرعيّاً، وإنّما عملية تعويد للطفل؛ حتى يألف عبادة الصيام، فلا يستصعبها عند وصوله إلى سنّ البلوغ، بالإضافة إلى ضرورة تشجيعهم على الصيام من خلال ربط الصيام بالعديد من أعمال الخير، والأجواء الروحانيّة التي تُحبّب الطفل فيه.

كما أنّ الطفل يرى في أهله القدوة؛ فإذا تعوّد على رؤية أبويه مُلتزِمين بالصيام وأداء العبادات الفضيلة في شهر رمضان، فإنّه سيقتدي بهم؛ لأنّ الآباء قدوة لأبنائهم.

اقرأ أيضا: قصص عن مراقبة الله للأطفال

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version