احتياجات المراهق النفسية
تعتبر المراهقة من أكثر مراحل الحياة التي يتعرض خلالها الشخص لتقلبات نفسية شديدة قد تغير شخصيته وغالباً ما يحتار الأهل بكيفية التعامل الصحيح مع المراهق لمنعه من الوقوع في الأخطاء، لذلك سنوضح في المقال التالي احتياجات المراهق النفسية والاضطرابات التي يتعرض لها وكيفية التعامل الصحيح معها من قبل الأهل.
الاحتياجات النفسية للمراهق
لا بد من معرفة الاحتياجات النفسية للمراهقين التي يمكن من خلالها التقرب منهم، فمثلاً يكون المراهق بحاجة إلى:
- البحث عن الذات: المراهق في هذه المرحلة يبدأ بتكوين شخصيته فيبدأ بالبحث عن ذاته فيجرب أن يقرأ الروايات ويشاهد الأفلام ويبحث عن الأشياء التي تشبه أفكاره ويتعلق بها، وقد يمارس هوايات بناء على رغبة شخصية منه، وقد يستمر في تعلمها واحترافها فيما بعد.
- التعامل معه كشخص ناضج: من المهم التعامل مع المراهق كشخص ناضج وعدم تذكيره في كل مشكلة بأنه لازال صغير ومراهقاً وغير واع لما يفعل لأن هذه التصرفات تجعله يبتعد عن الأهل ويفقد ثقته بهم على العكس يجب مناقشته حتى بالأمور الكبيرة والخاصة التي لا علاقة له فيها من أجل إعطائه شعور أن رأيه مهم هذا يبني ثقة قوية بين الأهل والمراهق.
- الشعور بالانتماء: يحتاج المراهق في هذه المرحلة إلى الشعور بالانتماء إلى الأهل أو إلى مجموعة من الأصدقاء المقربين ويكون بحاجة للشعور بأنه شخص مرغوب ومحبوب لكي يتقبل الوسط المحيط فيه، مع ثقته الكاملة بأن أهله سوف يدعمونه في أي وقت يحتاج فيه إليهم.
- الاستقرار الأسري: إن الاستقرار الأسري من أهم الأشياء التي تؤثر في نضج شخصية المراهق بالشكل الصحيح لأن الجو المتوتر في الأسرة سوف ينعكس بشكل سلبي على شخصية المراهق التي تجعله ينفر أكثر من المنزل باتجاه الرفاق وقد ينخرط برفاق سيئين لذلك الجو الأسري الآمن هام جداً لحماية المراهق من الخطر، كما أنه يجعله يكبر تحت أنظار الأهل ويكون صادقاً معهم كأصدقاء له وليس كاهله.
التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة
تبدأ التغيرات النفسية لدى المراهق مع الانتقال من مرحلة الطفولة للشباب حيث تختلف الأفكار والاحتياجات والرغبات، ويجب على الأهل تفهم هذه التغيرات بشكل كامل لمعرفة الطرق الصحيحة للتعامل معها، وتتمثل هذه التغيرات بالتالي:
- الرغبة بالاستقلال: من أوائل التغيرات التي تحصل في فترة المراهقة هي محاولة بناء الشخصية بشكل مستقل عن الأهل، حيث يشعر المراهق بأن أهله لا يفهمون متطلباته ولا يشعرون به، وهذه الرغبة تجعله أكثر عناداً تجاه الأشياء الخاصة به، كما أنه لا يخضع لرغبات أهله إطلاقاً مما يجعله أكثر عدوانية بالتصرف معهم ومع المحيط بشكل عام.
- تقلبات المزاج: من أبرز التغيرات في مرحلة المراهقة هي تأثير اضطراب الهرمونات على الحالة المزاجية للمراهق مما يجعله متقلب المزاج دون سبب، فمثلاً قد يخالط أهله ويسهر معهم ويعيش بجو من الهدوء وفي اليوم التالي قد يتجنب الاقتراب منهم إطلاقاً، وقد يتحول جدال بسيط على نوع الطعام مثلاً إلى مشكلة كبيرة في المنزل.
- تكوين الشخصية: تبدأ ملامح تكوين الشخصية مع الخروج من الطفولة فيعمل المراهق على بناء محيط خاص فيه، ومع تزايد شعوره بأن لا أحد يفهمه هذا يجعله أكثر انطوائية وانعزالاً بغرفته أمام وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب التكنولوجية، وحتى عند وجوده بين أهله قد يضع السماعات تجنباً للتواصل معهم أو مجادلتهم.
- بروز الميول والحاجات الجنسية: يبدأ ظهور الاحتياجات الجنسية في هذه المرحلة على شكل احتياجات عاطفية فقد تكون نوع من تقليد الأقران لكي لا يشعر بأنه أقل منهم خاصة عند الإناث في هذا العمر حيث تسيطر الغيرة عليهن، وقد تكون لإشباع الرغبة العاطفية، وقد تكون لإثبات النفس.
- الرغبة في استكشاف الأشياء الممنوعة: يشعر المراهق بأنه لم يعد صغيراً وبالتالي يبحث عن الأشياء الممنوعة ويرغب باستكشافها وقد يبدأ بالتدخين على سبيل المثال، وفي حال كان المحيط من حوله سيء بالتزامن مع عدم قدرة الأهل على السيطرة عليه قد يصبح متعاطياً للمخدرات أو الكحول ظناً منه بأن هذه الأشياء هي ما يجعله يشعر بالمتعة.
الاضطرابات النفسية عند المراهقين
يتعرض معظم المراهقين بشكل عام لاضطرابات نفسية قد تكون شديدة في هذه المرحلة وقد لا تستقر هذه التغيرات إلا لبعد انتهاء مرحلة المراهقة، حيث تتمثل هذه الاضطرابات بالنقاط التالية:
- نوبات الغضب: تؤدي الاضطرابات النفسية عند المراهقين بشكل عام إلى نوبات من الغضب قد لا يكون لها مبرر، حيث يختلف مفهومه عن الصح والخطأ عن باقي الأشخاص من حوله، وقد تأتي هذه النوبات على شكل بكاء أو صراخ وبعدها قد يخرج من المنزل بشكل متهور لذلك لا يجب الضغط عليه بشكل سلبي ومحاولة استيعابه قدر الإمكان مع الحرص على عدم تجاوزه للخطوط الحمراء مع الأهل.
- اضطرابات عاطفية: المراهق في هذه المرحلة غير قادر على التحكم في عواطفه مما يدخله في حالة من الاضطراب العاطفي الشديد، وقد يدخل بعدة علاقات عاطفية يتعلم من خلالها كيف يتصرف مع الجنس الآخر والأمر الذي لا يتقبله الأهل في كثير من الأحيان خاصة في حالة الأنثى مما يجعلها تتمرد أكثر لذلك تحتاج إلى من يفهمها لا من يضغط عليها أكثر.
- القلق والتوتر: يدخل المراهقون بحالات فوضوية من القلق والتوتر ويشعرون بأن جميع من حولهم يكرهونهم، وينتظرون فشلهم، ويدخلون بحالات من التفكير الزائد وعدم إيجاد حلول لمشكلاتهم خاصة في حال عدم إيجاد دعم من المحيط فقد تؤدي هذه الاضطرابات إلى الاكتئاب والذي يحتاج إلى تدخل أخصائي نفسي في بعض الأحيان.
- الشعور بالوحدة: الشعور المرافق للمراهقين بشكل عام هو الوحدة التي يضع نفسه داخلها نتيجة شعوره بالنفور ممن حوله، فيبتعد عن الجميع ويشكل بيئة خاصة فيه.
اقرأ أيضًا: كيف أقوي شخصية ابني المراهق