كيفية حساب الزكاة
كيفية حساب الزكاة أمر يحتاج إليه كل مسلم، فالزكاة ركن من أركان الإسلام الواجبة على كل مسلم غني بلغ ماله النصاب وحال عليه الحول، والزكاة هي الشكر العملي لنعمة المال التي امتن الله بها على المسلم، وتهاون المسلمين في إخراج الزكاة سبب في محق البركة والخير من حياة المسلم وتتابع المصائب عليه في ماله، ولا تجد في بلاد المسلمين فقير لا يجد قوت قومه إلا بسبب غني منع زكاة ماله والذي هو حق الفقراء والمساكين.
ما هي الزكاة؟
الزكاة لغة تحمل معاني التطهير، فيقال زكيت الحيوان أي طهرته قبل ذبحه بذكر اسم الله عليه، كما تحمل الزكاة معاني البركة والنماء وزكاة الشيء وزيادة خيره، وزكا الشيء أي زاد وفاض بالبركة.
أما شرعًا فالزكاة هو مال يتم إخراجه من المال إذا بلغ ذلك المال نصاب معين وحال عليه الحول، ويتم دفع الزكاة لفئات حددها الشرع الحنيف من الفقراء والمساكين وغيرهم من مصارف الزكاة التي حددها الله في كتابه وبينتها السنة النبوية الصحيحة.
وقد فرضت الزكاة على المسلمين في مكة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، ولكنها لم تكن بأحكام معينة محددة كما هي الآن، بل كانت متروكة لتقدير المسلم وكرمه ومدى عطفه على الفقراء والمحتاجين، فلما أصبح للمسلمين دولة قائمة في المدينة المنورة نزل التحديد للزكاة وتحديد المصارف والمقدار الذي وضحته السنة النبوية الفعلية والقولية.
كيفية حساب الزكاة
زكاة المال يتم إخراجها من المال الذي بلغ النصاب وحال عليه الحول، فيقوم المسلم في نهاية كل سنة هجرية بحساب كل ما معه من أموال سائلة أو ذهب معد للادخار أو عروض التجارة والسلع التي يبيع ويشتري فيها، ومن ثم يقيم هذا الأموال كلها ويخصم منها الديون التي عليه ويضيف الديون التي له والتي يتأكد من تحصيلها ثم يقارنها بالنصاب، فإذا بلغت الأموال ما يعادل 85 جرام ذهب عيار 21، فإنه يبدأ في حساب وقت الزكاة من بداية ذلك التاريخ، وفي السنة المقبلة يقوم بعمل نفس الحصر ويضرب ناتج الجمع في 2.5% وهو مقدار الزكاة للمال الذي حال عليه الحول وبلغ النصاب.
المال إذا لم يكن قد بلغ شراء 85 جرام ذهب عيار 21 فإن المال لم يبلغ النصاب ومن ثم لا زكاة فيه.
اقرأ أيضًا: حكم توزيع الميراث قبل الموت
ما هو نصاب الزكاة
نصاب الزكاة يختلف باختلاف طبيعة المال الذي يخرج المسلم الزكاة عليه، وفيما يلي بيان لأنصبة الزكاة في الأموال المختلفة:
- النقدان: وهما الذهب والفضة و النصاب في الذهب هو 85 جرام ذهب عيار 21، والمسلم إذا كان يمتلك فضة فنصاب الزكاة فيها هو 595 جرام من الفضة الخالصة
- الأموال الورقية والنقد: يتم تقدير نصاب الزكاة في الأموال من خلال مقارنتها بنصاب الذهب، فإذا كانت الأموال تشتري 85 جرام ذهب فقد بلغت النصاب وإلا فإنها لا زكاة فيها بعد.
- الزروع والثمار: الزروع والثمار التي تجب فيها الزكاة هو ما بلغ ستون صاعًا نبويًا وهو ما يعادل 611 كيلو جرام بالأوزان الحديثة، وتكون الزكاة بمعدل العشر إذا كانت الزروع تروى بماء المطر، وبنصف العشر إذا كانت تروى بالآلة والماكينة، وليست كل الأصناف التي تخرج من الأرض تجب فيها الزكاة بل هي أصناف معينة حددها العلماء في كتب الفقه المختلفة.
- الأنعام: وهي البقر والغنم والإبل والخراف، والشياه يبدأ النصاب فيها من أربعين شاه، والإبل يبدأ النصاب فيها من خمس من الإبل، و البقر يبدأ النصاب فيها من ثلاثين بقرة، وكلما زاد عدد الأنعام زاد المقدار وهو ما بينته كتب الفقه بالتفصيل.
- الركاز: وهي ما يتم استخراجه من باطن الأرض من معادن أو نَفْط والزكاة فيه تكون بمقدار الخمس.
مصارف الزكاة
الزكاة يتم إخراجها في ثمانية مصارف فقط وهي المصارف التي حددها الشرع وهي كما يلي:
- الفقراء: وهو ما ليس له مال.
- المساكين: المسكين هو الذي لديه مال وكسب ولكن لا يكفيه.
- المؤلفة قلوبهم: وهو الأفراد الذين دخلوا في الإسلام حديثًا فيتم إعطاؤهم من المال لتثبيتهم.
- في الرقاب: وهو عتق الرقاب والعبيد.
- الغارمون: وهم أصحاب الديون الذين عجوزا عن سدادها أو الذين تحملوا الديات.
- في سبيل الله: وهم المجاهدين في سبيل الله.
- العاملين عليها: وهم الذين يجمعون الزكاة من الناس فيتم إعطاؤهم مرتباتهم منها.
- ابن السبيل: وهو المسافر الذي انقطع به الحال والبعد عن الأهل والمال.
وبذلك نكون قد تعرفنا على كيفية حساب الزكاة، وتعرفنا على نصاب الزكاة وأنواع الأموال المختلفة التي يتم إخراج الزكاة منها، كما تعرفنا على مصارف الزكاة الشرعية الثمانية التي حددها الشرع الشريف.