نظريات الذكاء في علم النفس

يعد الذكاء من أكثر الموضوعات التي يتم الحديث عنها في علم النفس، ولكن لا يوجد تعريف موحد لهذا المفهوم، ولكن اقترح بعض الباحثين أن الذكاء هو قدرة عامة واحدة، و نظريات الذكاء في علم النفس ترى أن الذكاء يشمل مجموعة من القدرات والمهارات والمواهب.

ما هو الذكاء؟

الذكاء في علم النفس
الذكاء في علم النفس

الذكاء ينطوي على قدرات عقلية مثل المنطق والاستدلال وحل المشكلات والتخطيط على وجه التحديد، وتميل التعريفات الحالية إلى الإشارة إلى أن الذكاء هو القدرة على:

  • التعلم من التجربة: يعد اكتساب المعرفة والاحتفاظ بها واستخدامها عنصرًا مهمًا في الذكاء.
  • التعرف على المشاكل: لاستخدام المعرفة، يجب على الناس أولاً تحديد المشاكل التي قد تعالجها.
  • حل المشكلات: يجب على الأشخاص بعد ذلك استخدام ما تعلموه للتوصل إلى حلول للمشكلات.

يلعب البحث عن الذكاء دورًا مهمًا في العديد من المجالات بما في ذلك تمويل البرامج التعليمية وفحص المتقدمين للوظيفة والاختبار لتحديد الأطفال الذين يحتاجون إلى مساعدة أكاديمية إضافية.

تاريخ الذكاء في علم النفس

فيما يلي بعض النظريات الرئيسية للذكاء التي ظهرت في المائة عام الماضية.

المخابرات العامة

وصف عالم النفس البريطاني تشارلز سبيرمان (1863-1945) مفهوم الذكاء العام، أو “عامل g”.
بعد استخدام تحليل العوامل لفحص اختبارات القدرات العقلية، خلص سبيرمان إلى أن النتائج في هذه الاختبارات كانت متشابهة بشكل ملحوظ.
يميل الأشخاص الذين أدووا بشكل جيد في أحد الاختبارات المعرفية إلى الأداء الجيد في الاختبارات الأخرى، بينما أولئك الذين سجلوا نتائج سيئة في أحد الاختبارات يميلون إلى تحقيق نتائج سيئة في اختبارات أخرى، وخلص إلى أن الذكاء قدرة معرفية عامة يمكن للباحثين قياسها والتعبير عنها عدديًا

القدرات العقلية الأساسية

ركز عالم النفس لويس إل ثورستون (1887-1955) على سبع قدرات عقلية أولية بدلاً من قدرة واحدة عامة.

  • الذاكرة الترابطية: القدرة على الحفظ والاستدعاء.
  • القدرة العددية: القدرة على حل المسائل الرياضية.
  • السرعة الإدراكية: القدرة على رؤية الاختلافات والتشابهات بين الأشياء.
  • الاستدلال: القدرة على إيجاد القواعد.
  • التصور المكاني: القدرة على تصور العلاقات.
  • الفهم اللفظي: القدرة على تعريف وفهم الكلمات.
  • طلاقة الكلمة: القدرة على إنتاج الكلمات بسرعة.

الذكاءات المتعددة

من بين الأفكار الأكثر حداثة حول الذكاء نظرية هوارد جاردنر للذكاء المتعدد.
اقترح أن اختبارات الذكاء التقليدية لا تصور بشكل كامل ودقيق قدرات الشخص، واقترح ثمانية أنواع ذكاء مختلفة بناءً على المهارات والقدرات التي يتم تقييمها في الثقافات المختلفة:

  • الذكاء الجسدي الحركي: القدرة على التحكم في حركات الجسم والتعامل مع الأشياء بمهارة.
  • الذكاء الشخصي: القدرة على الكشف والاستجابة بشكل مناسب لأمزجة ودوافع ورغبات الآخرين.
  • الذكاء الشخصي: القدرة على الإدراك الذاتي والتناغم مع المشاعر الداخلية والقيم والمعتقدات وعمليات التفكير.
  • الذكاء المنطقي الرياضي: القدرة على التفكير المفاهيمي والتجريدي، وتمييز الأنماط المنطقية أو العددية.
  • الذكاء الموسيقي: القدرة على إنتاج وتقدير الإيقاع والنبرة.
  • الذكاء الطبيعي: القدرة على التعرف على الحيوانات والنباتات والأشياء الأخرى في الطبيعة وتصنيفها.
  • الذكاء اللغوي اللفظي: مهارات لفظية متطورة وحساسية لأصوات الكلمات ومعانيها وإيقاعاتها.
  • الذكاء البصري المكاني: القدرة على التفكير بالصور، والتصور بدقة وبشكل تجريدي.

النهج الثلاثي للذكاء

عرّف عالم النفس روبرت ستيرنبرغ الذكاء بأنه “نشاط عقلي موجه نحو التكيف الهادف مع بيئات العالم الواقعي ذات الصلة بحياة الفرد واختيارها وتشكيلها”، وعلى الرغم من أنه يتفق مع غاردنر في أن الذكاء أوسع بكثير من قدرة عامة واحدة، إلا أنه اقترح أن بعض أنواع ذكاء غاردنر يُنظر إليها بشكل أفضل على أنها مواهب فردية، واقترح ستيرنبرغ مفهوم “الذكاء الناجح” الذي يتضمن ثلاثة عوامل:

  • الذكاء التحليلي: القدرة على تقويم المعلومات وحل المشكلات.
  • الذكاء الإبداعي: ​​القدرة على ابتكار أفكار جديدة.
  • الذكاء العملي: القدرة على التكيف مع البيئة المتغيرة.

 

اختبار الذكاء

اتخذت جهود قياس الذكاء قفزة كبيرة إلى الأمام عندما صاغ عالم النفس الألماني ويليام ستيرن مصطلح “معامل الذكاء” (IQ) لأول مرة في أوائل القرن العشرين، وبناءً على ذلك طور عالم النفس ألفريد بينيه أول اختبارات ذكاء لمساعدة الحكومة الفرنسية على تحديد تلاميذ المدارس الذين يحتاجون إلى مساعدة أكاديمية إضافية.
كان بينيه أول من قدم مفهوم العمر العقلي، وهو مجموعة من القدرات التي يمتلكها الأطفال في سن معينة
منذ ذلك الوقت، برز اختبار الذكاء كأداة مستخدمة على نطاق واسع أدت إلى العديد من اختبارات المهارة والكفاءة، ولكن يستمر اختبار معدل الذكاء في إثارة الجدل حول استخدامه، والتحيزات الثقافية، والتأثيرات على الذكاء، وحتى الطريقة التي نحدد بها الذكاء.

 

المصادر 

المصدر 1
المصدر 2
المصدر 3

مقالات ذات صلة