قصة فيلم 365 يوم سعادة
فيلم (365 يوم سعادة) تم عرضه في مصر والعديد من الدول العربية. في محاولة من قبل شركات الإنتاج والتوزيع تعويض جزء من الإيرادات، نتيجة ضعف الإقبال الجماهيري على الأفلام في القاهرة بعد أحداث ثورة 25 يناير، حيث أصبح الهبوط الشديد في سوق السينما المصرية مؤشراً واضحاً للدفع بالعديد من الأعمال إلى السوق الخليجي لتقليل الخسائر وهنا سنتعرف على “قصة فيلم 365 يوم سعادة”.
قصة فيلم 365 يوم سعادة
فيلم (365 يوم سعادة)، ينتمي إلى الأعمال الكوميدية الخفيفة، التي تهدف فقط إلى تسلية الجمهور، من دون الحاجة إلى مواقف تأملية أو مشاهد تحتاج الشرح والتحليل، بل هو خلاف ذلك، إذ يستدعي الاسترخاء والاستسلام لقفشاته ومواقفه وحواراته الطريفة.
قصة الفيلم
ويحكي الفيلم قصة شاب وسيم ورث عن والده كل مقومات الثراء من الشركة (التي حولها إلى مملكة للنساء) حتى القصر (الأقرب إلى القصور الملكية). وفي هذا العالم المترف يعيش (هادي)، الذي يجسده أحمد عز، على هواه فهو الأهم قبل الجميع، ولو على حساب مشاعرهم، حتى أن أرقام سيارته تحمل حروف (أ هـ م ـ 1) وتعني أهم واحد، معتمداً نظرية السعادة إلى أبعد مداها. ومن مقوماتها بخلاف الفخامة المحيطة به، هوسه بالجميلات اللواتي يستدرجهن بعقد زواج عرفي، ويتركهن بعملية مدبرة مع صديقه الطبيب (شادي خلف)، بعدما يوهمهن بأن أيامه في الحياة معدودة وهو لا يريد أن يبقى عبئاً عليهن.
وهكذا يودع هادي كل مرة حبيبة حسناء جديدة بالدموع والهدايا، منتزعاً منها وعداً بأن تعيش حياتها من بعده، وتتمتع بها بشرط أن تسمي ابنها المستقبلي هادي، صوناً للذكرى الجميلة التي تركها في نفسها، وهذه النظرية التي يرتكز عليها الفيلم في بدايته، أسقط منها، وفي حوار كوميدي بين هادي ومدير شركته أنه لا يزال على تواصل مع كل النساء اللاتي تزوجهن.
وكلهن على استعداد لدعمه فيما يتعرض له من فشل في بعض الصفقات التجارية، ما يتناقض مع هذه (اللعبة) التي تفترض انقطاع التواصل وانقطاع الود بينه وبين (زوجاته السابقات)، وآخرهن المذيعة اللبنانية، والتي تقوم بدورها لاميتا فرنجية، والتي يفترض أن تكون أولى المتابعات لحفل زواجه الضخم، حين تأتي (نسمة) ، تؤدي دورها دنيا سمير غانم، لتقلب السحر على الساحر، فتوقعه بحبها وبأدواته نفسها، بعدما تحبك اللعبة مع صديقه الدكتور وزوجته ومدير شركته (لطفي لبيب)، فيعدها هادي بـ365 يوم سعادة، وهي المدة المتبقية لها في الحياة، بعد أن يصدق أنها مريضة، وستنتهي إلى موت محتم.
التزام مخرجه بوقع سريع لأحداثه
التزم سعيد الماروق بإيقاع السريع، مع موسيقى منتقاة بعناية، وتقطيع محترف للمشاهد، وركز بشكل موفق على جماليات اللقطات، مستفيدا من لغة «الفيديو كليب» البصرية التي برع فيها. ورغم أن النقد الذي وجه إلى فيلم الماروق هو تحديدا حول هذه النقطة، فإنها قد تكون واحدة من ميزات الفيلم الممتعة التي أغنت الشريط بصريا. ولا بد أن متفرجين لبنانيين وعربا كثيرين سيكتشفون مصر بأسلوب مختلف هذه المرة، من خلال عيون مخرج لبناني، التقط من القاهرة، ما اعتبره الأجمل والأجدر بالتصوير. وقد تكون المشاهد التي صورها لبطله وهو يراقص حبيبته أمام الأهرامات المضاءة في الليل هي من أجمل ما التقطته السينما العربية لهذا المكان التاريخي، ولو أن هذا المشهد بدا مفتعلا بعض الشيء بالنسبة لسياق القصة.
فيلم 365 يوم سعادة وذكريات السينما القديمة
«365 يوم سعادة» أحد الأفلام التي يمكن أن تعيد عشاق الرومانسية إلى ذلك الزمن الجميل للسينما المصرية حيث كانت المشاهد تدرس تفاصيلها بعناية من ملابسها وديكوراتها وحركة شخوصها، مع إضافة ما منحته التقنيات التصويرية الجديدة للمخرج من إمكانيات استفاد منها ليمنح مشاهده حيوية نابضة.
العمل بمجمله يمشي على حد سكين، فما يكاد المتفرج يشعر بأن التركيز على «اللوكس» الحياتي للبطل والمبالغة في تصوير الفخامة والثراء قد وصلا به حد الإرهاق، حتى تبرز حكاية الحي الفقير الذي تعيش فيه نسمة بأجوائه الشعبية التي تحدث التوازن. وما إن يحس المتابع أن حكايات هذا الشاب العاطفية ورغبته في اصطياد النساء تبلغ حدا لا يجد له المشاهد من مبرر حتى يبوح الشاب بهواجسه الداخلية لنسمة ويعترف بالسبب الكامن وراء تهربه الدائم من الزواج. بقيت الجرعات كلها في حدود المسموح، لكن بعض الحبك والشد للحكاية كان سينقل الفيلم إلى حيز أقوى وأمتن.
طاقم العمل
الفيلم من إنتاج شركة «أرابيكا» للمنتج محمد ياسين، والفكرة لماجد مجدي، وأدى أحمد عز دوره الذي احتاج إلى خفة ظل بعيدة عن التهريج أو المبالغة، بما يتناسب وجرعات الفكاهة المطلوبة، بتناغم مع شريكته في البطولة دنيا سمير غانم. كما شارك في التمثيل كل من شادي خلف، صلاح عبد الله، مي كساب، يوسف داود، أندريه بو زيد، ولاميتا فرجينيا، حيث لعبت دور إحدى حبيبات هادي اللواتي يرتبطن به لفترة قصيرة.
الحبكة المكررة
بالطبع هناك الكثير يمكن الوقوف عنده في الفيلم، لكن يأتي في الأهمية الحبكة المكررة، والتي شاهدناها في فيلم (الزوجة 13). ورغم محاولات الكاتب يوسف معاطي البعد عنها، لكنه يشير إليها باسم شادية بطلة الفيلم القديم على لسان هادي، ليعيد إلى الذاكرة المواصفات نفسها للبطل رشدي أباظة، والعمل بمجمله يمشي على حد الاستفادة القصوى من الأفكار، فما يكاد المتفرج يشعر بأن التركيز على الأسلوب الحياتي للبطل، ومبالغة في تصوير الفخامة والثراء وصلت إلى حد الإرهاق، حتى تبرز حكاية الحي الفقير الذي تعيش فيه (نسمة) بأجوائه الشعبية التي تحدث التوازن.
وما إن يحس المتابع أن حكايات هذا الشاب العاطفية، ورغبته في اصطياد النساء تبلغ أيضاً حداً لا يجد له المشاهد مبرراً، حتى يبوح الشاب بهواجسه الداخلية إلى (نسمة)، ويعترف بالسبب الكامن وراء تهربه الدائم من الزواج، وما إن يشعر المتفرج بالملل من تكرار مشاهد أسرة نسمة الشعبية وتدميرهم لقصر هادي بسلوكهم السوقي، حتى يتم افتعال نهاية تفقد الكثير من بناء الفيلم ومجهود أبطاله، ما يؤكد أن العمل كان من الممكن اختصاره والتركيز على بعض العناصر والجوانب، لنقل فكرة الفيلم إلى حيّز أقوى وأكثر متانة.