المراهقة المتأخرة في علم نفس النمو

المراهقة المتأخرة هي مصطلح يطلق على انتقال الهوية وتغيير الثقة بالنفس، والتي يمكن أن تحدث لدى الأفراد في منتصف العمر، وعادة ما يكون بين 45 و55 سنة، ويتم وصف هذه الظاهرة بأنها صدمة نفسية ناجمة عن الأحداث التي تظهر لدى الأشخاص في سن ما بعد الشباب، وموضوالأشخاص العمر أو حتى الوفاة التي لا مفر منها، وربما أوجه القصور في الإنجازات في الحياة، وقد ينتج عن ذلك مشاعر من الاكتئاب الشديد والندم، ومستويات القلق العالية، أو الرغبة في تحقيق الشباب.

أعراض المراهقة المتأخرة

بالنسبة للرجال فإن أعراض المراهقة المتأخرة متفاوتة لكن أكثرها شيوعاً وانتشاراً هي:
  • الاهتمام المبالغ بالشكل الخارجي والصورة العامة والنظافة الشخصية في محاولة للفت نظر النساء والفتيات الصغيرات في العمر.
  • قيام الرجل بصبغ شعره لإخفاء الشعر الأبيض والتخلص من شكل الشيب في شعر الرأس لإعطاء منظر أكثر شباباً.
  • انجذاب الرجل لمواعدة الفتيات اللاتي يصغرنه بالسن بفارق كبير أي الفتيات في مقتبل العشرينيات من العمر.
  • عدم اتزان نفسي وعاطفي وفكري بما يتعلق بالمستقبل والوقت الراهن ومحاولة تجاهل فكرة الزمن والوقت والتقدم بالعمر.
  • الابتعاد عن الأشخاص من فئته العمرية والاتجاه نحو الأشخاص من فئات عمرية أصغر ليبقي نفسه ضمن روح الجيل الجديد.
  • الاهتمام الزائد بالأمور الجنسية والأحاديث الجنسية والمواعدات الغرامية والخيانات وغيرها من السلوكيات التي قد لا تكون جزءاً من شخصية هذا الرجل الأربعيني الذي يمر بمرحلة مراهقة متأخرة.
أما عند النساء فإن هنالك مجموعة من الأعراض التي تظهر مرور المرأة بالمراهقة المتأخرة ومن هذه الأعراض:
  • التسرع وإصدار الأحكام بانفعال وعصبية وتوتر والتصرف ثم التفكير وقد تكون عكس شخصية المرأة في الوضع الاعتيادي.
  • الخوف من ظهور علامات التقدم بالسن فتبدأ بعض النساء بالمبالغة بالإجراءات الطبية والتجميلية بما يتعلق بإخفاء التجاعيد والتخلص منها وغيرها من الإجراءات التجميلية.
  • محاولة إثبات الأنوثة وخاصة مع شبان أصغر سناً من هذه المرأة التي تمر بمرحلة المراهقة المتأخرة.

مشاكل المراهقة المتأخرة للرجال والنساء

قد ينجم عن المراهقة المتأخرة عدد من المشاكل وليس فقط أعراض عابرة للرجال والنساء على حد سواء ومنها:
  1. نشوب مشاكل أسرية وزوجية بين المتزوجين: في مرحلة المراهقة المتأخرة تزداد حساسية الرجل والمرأة عموماً تجاه الانتقاد والآراء السلبية وأي نقطة خلاف قد تتحول في لحظة إلى فتيل لمشكلة أسرية أو زوجية كبيرة حتى وإن كان الموضوع بسيطاً من الأساس.
  2. وقوع الطلاق للمتزوجين: في سن الأربعين أو سن الأمل يتصرف بعض الرجال والنساء بشكل منفر وغير مفهوم وقد يتم القيام بسلوكيات شاذة كالخيانة وإقامة علاقات جنسية محرمة خارج إطار الزواج ما ينتج عنه دمار المؤسسة الأسرية وفشل العلاقة الزوجية ووقوع الطلاق.
  3. الوقوع ضحية استغلال من طرف آخر: قد يتعرض الشخص الذي يمر بمرحلة مراهقة متأخرة رجلاً كان أم امرأة إلى الاستغلال والابتزاز من قبل شخص آخر يعرف المشكلة التي يمر بها ويوهمه بأنها سيقدم له المساعدة فيها، ما يضعه تحت رحمته ومجبراً على تنفيذ طلباته وأوامره خوفاً من الفضيحة أو فقدان الوهم الذي يعيشه.
  4. ضعف الثقة بالنفس: يحدث لدى البعض زعزعة في طريقة رؤيتهم لذواتهم وضعف في ثقتهم بأنفسهم نتيجة الصور النمطية في المجتمع والأفكار السلبية حول التقدم بالعمر والعجز وغيرها.
  5. دخول عادات سلبية وسيئة على نمط الحياة: كأن يدخل الشخص إلى نمط حياته عادة التدخين وشرب النرجيلة أو التطور لمرحلة شرب الكحول والإدمان على المخدرات وغيرها من السلوكيات الخاطئة.

علاقة المراهقة المتأخرة بالهرمونات

  • التغيرات التي تطرأ على الجسد في منتصف العمر هي تغيرات جسدية فسيولوجية طبيعية تظهر على الرجال والنساء كل حسب طبيعة جسمه ونمط حياته ونظامه الغذائي فلا يوجد قاعدة واحدة في هذه التغيرات، إلا أن التغير في عمل بعض هرمونات الجسم أمر طبيعي مع تقدم العمر ومرور الوقت فمثلاً انقطاع الطمث أو الدورة الشهرية لدى المرأة في الأربعينيات من عمرها أو مطلع الخمسينيات أمر طبيعي وفطري لكنه قد يحمل بعض التوتر النفسي الذي قد يشعر المرأة بأنها تكبر في العمر.
  • الدماغ أيضاً يتأثر بتقدم العمر فيبدأ الأشخاص بملاحظة ضعف الذاكرة لدى بعض منهم، إضافة لتغيرات هرمونية تؤثر على الأداء الجنسي لكل من الرجل والمرأة بعد منتصف العمر وقد تلعب هذه العوامل دوراً في ظهور ما يسمى بالمراهقة المتأخرة.

علاج المراهقة المتأخرة

للتعامل مع مشكلة المراهقة المتأخرة نقدم لكم مجموعة من المقترحات والنصائح المفيدة في تجاوز سلبيات وأعراض ومشاكل المراهقة المتأخرة:
  1. العناية بالصحة البدنية وممارسة الأنشطة الرياضية بشكل دوري للمحافظة على صحة ولياقة الجسم أمر ضروري.
  2. تناول الوجبات الغذائية الغنية بالعناصر الضرورية التي يحتاجها الجسم للمحافظة على اتزان الجسم واستمرار عمله وتأديته لوظائفه على أفضل صورة.
  3. التخفيف من التفكير السلبي والتعامل مع التقدم بالعمر على أنه أمر ثانوي المهم هو النشاط والصحة وحب الحياة والإنجاز.
  4. لا تجعل قيود المجتمع وأفكاره البالية تحد من حريتك لكن قم بما يناسب شخصيتك ومكانتك واسمك.
  5. خصص أوقاتاً للخروج والاستجمام والسفر إن أمكن، إذا كنت متزوجاً فقم بترتيب رحلة سفر لك أنت وزوجتك فقط وجددا فيها حبكما وأريحا نفسيكما من ضغوطات الحياة وأعبائها.
  6. الاهتمام بالمنظر الخارجي والشكل أمر ضروري وسليم وصحي لكن دون مبالغة.
  7. قم بإجراء فحوصات طبية دورية للاطمئنان على وضعك الصحي العام وفي حال كان هنالك مشاكل يجب مباشرة معالجتها مع الطبيب المختص.
  8. لا تتوقف عن ممارسة هواياتك والأنشطة التي تحبها سواء رياضية أو ثقافية أو فنية أو فكرية فالحياة متعة ويجب علينا الاستمتاع فيها والعيش بسعادة تحت كل الظروف.
  9. طلب المشورة من الأخصائي النفسي في حال وجود بعض المشاكل في التصالح مع الذات وتقبل الأمر الواقع أو قبول فكرة التقدم بالعمر وهذا أمر سليم وصحي جداً.

اقرأ أيضًا: ما هي أهم حاجات المراهق؟

المراجع

المصدر 1

مقالات ذات صلة