كيفية تعليم الأطفال الامتنان
في الوقت الذي يحمل فيه العديد من أطفال المدارس الإعدادية هواتف بحوالي 300 دولار، ويعتبرونها أمرًا مفروغًا منه، فإن تعليم الامتنان قد يبدو وكأنه معركة شاقة بالنسبة للأهل، ولكن على الرغم من التحديات التي قد تواجهها في مساعدة الأطفال على الشعور بالامتنان في عالم يبدو أنه يقدر الوفرة الزائدة، إلا أننا سنحاول من خلال هذا المقال تقديم بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك في كيفية تعليم الأطفال الامتنان.
كيفية تعليم الأطفال الامتنان
البحث والأدلة
وجدت دراسة نشرت عام 2019 في مجلة دراسات السعادة أن الامتنان مرتبط بالسعادة عند الأطفال في سن الخامسة، وهذا يعني أن غرس الامتنان في أطفالك في سن مبكرة يمكن أن يساعدهم على النمو ليصبحوا أكثر سعادة.
وفقًا للدراسات، يميل الأطفال الممتنون (الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 13 عامًا) إلى أن يكونوا أكثر سعادة وتفاؤلًا ولديهم دعم اجتماعي أفضل، كما أنهم يشعرون بارتياح أكبر لمدارسهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم وأصدقائهم وأنفسهم. يميل الأطفال الممتنون إلى تقديم المزيد من الدعم الاجتماعي للآخرين.
وفقًا لدراسة نشرت في مجلة “التقييم النفسي” الطبية الأمريكية، فإن المراهقين الممتنين (الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 19 عامًا) أكثر رضا عن حياتهم، ويستخدمون قوتهم لتحسين مجتمعاتهم، ويشتركون بشكل أكبر في أعمالهم المدرسية وهواياتهم، ويحصلون على درجات أفضل، وقد ثبت أيضًا أنهم أقل حسدًا واكتئابًا من نظرائهم الأقل امتنانًا.
صحيح أن الكثير من أبحاث الامتنان تركز على البالغين، لكن فوائد الامتنان عديدة للجميع، حيث ربطت دراسة نشرت عام 2010 في Clinical Psychology Review 4 الامتنان لكل شيء من تحسين الصحة النفسية إلى تحسين الصحة البدنية، كما يميل الأشخاص الممتنون إلى النوم بشكل أفضل وحتى العيش لفترة أطول.
علم طفلك أن يقول شكرا لك
شجع طفلك على قول “شكرًا” بشكل منتظم، وقدم تذكيرات لطيفة مثل، “أخوك سمح لك بأن تلعب بلعبته، ماذا تقول له؟ أو “ماذا تقول لجدتك لمنحك الحلوى؟”.
حتى إذا كان لا يبدو تقديرًا حقيقيًا لطفلك عندما يحتاج إلى تذكير، فإن تشجيعه على التعبير الشفهي عن التقدير يمكن أن يكون أداة تعليمية مهمة للامتنان الحقيقي في المستقبل.
يمكنك تشجيع أطفالك على كتابة ملاحظات “شكر” للأشخاص الذين يقدمون لهم هدايا أو يظهرون لهم اللطف، وقد يقوم طفلك بتلوين صورة لجده الذي اشترى هدية عيد ميلاد له، أو يمكنك تشجيع ابنك المراهق على كتابة رسالة “شكر” إلى مدرب خاص كان له تأثير على حياته.
تأكد من الإشارة إلى الأوقات التي يظهر فيها طفلك الامتنان دون مطالبة منك، وامدح السلوك الاجتماعي الإيجابي بقول أشياء مثل، “تعجبني حقًا الطريقة التي شكرت بها صديقك اليوم”، أو “أحسنت بتذكر قول” شكرًا “لمعلمك عندما أعاد شرح الدرس”، تذكر أنَّ الاهتمام الإيجابي سيعزز أهمية إظهار الامتنان.
اسأل أسئلة الامتنان
بمجرد أن يتذكر طفلك قول “شكرًا” بشكل منتظم، فقد يكون الوقت قد حان للبحث بشكل أعمق قليلاً للتأكد من أنه لا يفعل هذا لأجلك فقط أو من أجل التباهي أمام الناس والادعاء.
ابدأ في إجراء محادثات حول معنى أن تكون شاكرًا، وانتقل بفهمهم للامتنان إلى مستوى جديد تمامًا من خلال دمج المزيد من مكونات الامتنان.
- ملاحظة – التعرف على الأشياء التي يجب أن تكون ممتنًا لها.
- التفكير – التفكير في سبب منحك هذه الأشياء.
- الشعور – المشاعر التي تشعر بها كنتيجة للأشياء التي أعطيت لك.
- العمل – الطريقة التي تعبر بها عن التقدير.
نموذج الامتنان
وجدت دراسة نشرت عام 2016 في مجلة Applied Developmental Science أن الآباء الممتنين يميلون إلى تربية أطفال ممتنين.
هناك فرصة جيدة لأن يتعلم الأطفال الامتنان من خلال سماع ورؤية والديهم وهم يشعرون بالامتنان، وفيما يلي عدة طرق يمكنك من خلالها تقديم نموذج للامتنان لأطفالك:
- قل شكرا، ” سواء أكنت تشكر الموظف في المتجر أو تشكر طفلك على تنظيف الطاولة، تأكد من أنك تشكر الناس كثيرًا.
- تحدث عن الامتنان، واجعلها نقطة لمشاركة ما أنت ممتن له، حتى عندما يمر بيوم عصيب أو يحدث شيء سيء، أشر إلى أنه لا يزال هناك الكثير من الأشياء التي تجعلك تشعر بالامتنان، فبدلاً من الشكوى من المطر، تحدث عن كونك ممتنًا لأن النباتات تُروى حتى يكون لديك طعام لتأكله.
- التعبير عن الامتنان، فعندما يراك طفلك تكتب ملاحظات “الشكر” أو ترسل رمزًا تقديريًا لشخص ما، ستعلمه أن يفعل الشيء نفسه.