لماذا تشعر بالغضب؟
الغضب عاطفة يقمعها الكثير من الناس لأنهم لا يريدون التعبير عنها، أو ربما لا يعرفون كيف يعبرون عنها بطريقة صحية، حيث نشعر جميعًا بالغضب في أوقات مختلفة وبدرجات متفاوتة، فالغضب عاطفة لا يمكن إنكارها، وهي جزء من التجربة الإنسانية، ولكن قد تتساءل لماذا تشعر بالغضب، ما هي جذور المشكلة ؟
ما هو الغضب
يمكن أن تنشأ مشاعر الغضب في العديد من السياقات المختلفة وغالبًا لأسباب أساسية لم نفهمها بعد، وربما نقوم بدفن المشاعر والتجارب الماضية، ثم يأتي أحد المحفزات الصغيرة ويسبب انفجار هائل لكل مشاعر الغضب التي قمت بإخفائها.
ربما يخفي البعض غضبهم خوفًا من المعاناة من معاملة غير عادلة، أو سماع النقد، أو عدم الحصول على ما يريدونه، وهذه ليست سوى عدد قليل من المحفزات المحتملة.
يمكن أن تتراوح تجربة الغضب من الانزعاج الخفيف إلى الإحباط ، وصولاً إلى الغضب الشديد، وغالبًا ما يُنظر إلى الملل على أنه نسخة معدلة من الغضب في شكل عدم الرضا عما يحدث.
الغضب والدماغ
القشرة هي الجزء العامل من دماغنا حيث يكمن المنطق والحكمة، ويمكن وصف القشرة بأنها مركز الإستراتيجية والتحكم في الدماغ.
الجهاز الحوفي هو المركز العاطفي لدماغنا ويعرف بالجزء الأكثر بدائية منه، حيث يوجد داخل الجهاز الحوفي بنية صغيرة تسمى اللوزة، وهي مخزن الذكريات العاطفية، وهي أيضًا منطقة الدماغ المسؤولة عن ردود أفعال “القتال أو الهروب” والتي تُعرف أيضًا بغرائز البقاء الطبيعية، فعندما نشعر بالغضب ونعبر عنه، فإننا نستخدم المركز الحوفي في دماغنا.
عندما نصبح غاضبين، يتم تفعيل استجابة “القتال أو الهروب”، مما يؤدي إلى إطلاق طوفان من الهرمونات التي تسبب الإنذار الجسدي والعاطفي، ثم يظهر هذا على شكل إلى الصراخ ونفاد الصبر والإحباط والكلمات الجارحة.
لماذا تشعر بالغضب
الغضب هو أحد المشاعر التي يمكن أن تثيرها العديد من الأسباب المختلفة، وبعض هذه الأسباب هي نزاعات أساسية عميقة لم يتم حلها ولم تتم معالجتها، في حين تشمل الأسباب الأخرى ما يلي:
- عدم الاحترام أو المعاملة غير العادلة.
- الشعور بالتهديد أو الانتهاك.
- التعرض للأذى الجسدي.
- الشعور باليأس.
- الشعور بالعجز.
- مستويات عالية من التوتر أو القلق.
حدد المشاكل في ماضيك والتي يمكن أن تساهم في غضبك، هل تعرضت للإساءة أو العقوبة القاسية في الماضي؟ هل تجد صعوبة في التحكم في أعصابك وعواطفك؟ هل تفتقر إلى الشعور بالسلام الداخلي؟ حدد السيناريوهات الحالية التي تجعلك غاضبًا، مثل عدم الرضا عن وظيفتك أو زوجتك أو نفسك أو طفلك.
علامات الغضب
- الصراخ..
- الشتائم والتهديد.
- تعبير جسدي مثل ضرب الأشخاص أو الحيوانات أو الأشياء.
- الانسحاب أو الابتعاد.
- إلحاق الأذى بالنفس.
أسباب شائعة للغضب
لنفترض أنك تتعامل مع موقف مرهق أو تعاني من التنمر أو ظروف الحياة السلبية، في هذه الحالة من الطبيعي الشعور بالغضب والإحباط، خاصة عند التعامل مع مشاعر التوتر والعزلة والقلق المزمنة.
كطفل أو شاب، ربما تكون قد نشأت في أجواء غير صحية وغير منتجة عندما اختبرت تجربة الغضبن وربما لم يعبر والداك أو القائمين على رعايتك أو أفراد أسرتك المسنين عن مشاعرهم بطريقة صحية، والتي فاضت وانتقلت إلى مرحلة البلوغ.
إذا كنت قد مررت بأحداث صادمة في الماضي، فقد يكون من الطبيعي أن تشعر بالغضب المتبقي لأن الأحداث الصادمة يمكن أن يكون لها تأثير دائم على نفسك.
يمكن للمعالج المعتمد أو مستشار الصحة العقلية مساعدتك في التعامل مع صدماتك السابقة والمواقف العصيبة الحالية وصراعات الطفولة الكامنة على أمل تقديم التوجيه والشفاء لك.
الغضب والسلوك
الغضب هو عاطفة لا يجب التصرف بناءً عليها دائمًا، فعلى سبيل المثال يمكننا أن نشعر بالغضب ولكن لا نعبر عن غضبنا ظاهريًا.
غالبًا ما يكون التصرف بعدوانية جنبًا إلى جنب مع الغضب، ولكن لن يكون كل شخص غاضبًا عدواني، ولا يغذي الغضب كل سلوك عدواني.
ينظر مجتمعنا إلى الغضب على أنه عاطفة سلبية، لذلك غالبًا لا نريد معالجته أو نشعر بالذنب في معالجته، لكن هل يمكن أن يصبح الغضب منفذًا صحيًا عند معالجته بشكل مناسب؟
يصبح الغضب ضارًا عندما لا تعتبره إشارة لإصلاح المشكلة الأساسية، فأنت تركت الغضب يتفاقم حتى تكره مشاعرك ونفسك والشخص الذي جعلك تشعر بهذه الطريقة، إنها فقاعات على السطح في شكل عدوان.
يمكن أن يتفاقم الغضب غير المعالج ويخلق مشاكل أكثر أهمية مثل الاكتئاب والقلق والعدوان وانهيار العلاقات.