يشير علم نفس المراهق إلى احتياجات الصحة النفسية الفريدة للمراهقين (المُعرَّفة على أنهم أفراد تتراوح أعمارهم بين 10 و 19 عامًا).
ما هو علم نفس المراهق؟
كثير من الناس لديهم فكرة عما يبدو عليه العلاج التقليدي بالكلام مع البالغين، وقد يكون لديهم فكرة عما يبدو عليه العلاج باللعب مع الأطفال الصغار، أما المراهقون فهم مجموعة متميزة، لم يعودوا أطفالًا ولكن ليسوا بالغين بعد، وبالتالي لديهم احتياجات فريدة.
إن العمل في علم نفس المراهقين يعني النظر في الاحتياجات المحددة للشخص الذي تطور دماغه إلى ما بعد مرحلة الطفولة ولكنه لم ينضج تمامًا إلى مرحلة البلوغ.
ما هو السلوك النموذجي للمراهقين؟
السؤال الشائع للوالدين هو “كيف أعرف ما هو السلوك المعتاد للمراهقين؟”، وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يستجوب المراهقون والديهم، وأن يكسروا الكثير من الحدود، ويختبروا بعض “آلام النمو” أثناء تطويرهم لإحساسهم بأنفسهم، فقد يكون من الصعب على الآباء تحديد ما يقع خارج هذا النطاق من التطور النموذجي.
قد يعاني الآباء من الموازنة بين فرض حدود صحية وتعزيز علاقة إيجابية مع أبنائهم المراهقين، وإذا تساءل أحد الوالدين عما إذا كان العلاج يمكن أن يكون مفيدًا، أو إذا طلب أحد المراهقين رؤية معالج، فقد يكون من المفيد على الأقل السعي للحصول على استشارة أولية مع معالج لمعالجة هذه المخاوف.
العلاج مع المراهقين
نظرًا لاختلاف أدمغة المراهقين عن أدمغة البالغين، فإن العلاج مع المراهقين لا يشبه العلاج مع البالغين.
تتضمن الأشياء التي يمكن للوالدين وضعها في الاعتبار إذا كان ابنهم المراهق يخضع للعلاج ما يلي:
- العلاقة هي المفتاح: أهم جزء في أي علاقة علاجية هو الثقة والعلاقة مع المعالج، وهذا ينطبق بشكل خاص على المراهقين، كما أن هذا يعني أنه يجب أن يكون لدى المراهق معالج يمكنه الوثوق به، والانسجام معه.
- الخصوصية والسرية أمران أساسيان: يرغب العديد من الآباء في معرفة ما يحدث في جلسات العلاج الخاصة بمراهقهم، والفضول لدى الأهل أمر مفهوم، ولكن مطالبة المراهق أو المعالج بالكشف عن معلومات من الجلسات غالبًا ما يضر أكثر مما ينفع، ولكن قد يكون للوالدين الحق في الحصول على هذه المعلومات، وفي هذه الحالة يجب معاهدة للمراهق بأن والده سيحترم خصوصيته، ولكن يتدخل في ما يسمع، ولن يواجه المراهق بأي أحكام على الإطلاق، وهذه شروط السماح له بالمشاركة في الجلسات.
- المعالج سوف يعالج مخاوف تتعلق بالسلامة: المعالجون هم مراسلين مفوضين، مما يعني أنهم مطالبون بالإبلاغ عن إساءة معاملة الأطفال، كما يكشف المعالجون أيضًا عما إذا كان المراهق يفكر في الانتحار أو يخطط لإيذاء شخص آخر، وقد يكون من المفيد عقد جلسة مشتركة في بداية العلاج لمعالجة حدود السرية وتحديد المعلومات التي سيتم أو لن يتم مشاركتها مع أولياء الأمور.
- يختلف العلاج مع المراهقين عن العلاج مع البالغين: قد يشعر الآباء بالقلق من أن المراهق “يتحدث فقط” أو “يجري محادثة قصيرة” مع المعالج، لأن العلاقة العلاجية هي المفتاح، وغالبًا ما يؤدي منح المراهقين حرية اختيار الموضوعات التي تمت مناقشتها إلى إرساء الأساس “للتعمق أكثر” لاحقًا لأنهم يشعرون بالأمان مع معالجهم.
- إذا كان ابنك المراهق يحتاج إلى علاج، فلا بأس بذلك: لا يستطيع أحد الوالدين التحكم في كل ما يحدث لطفله، ولا يوجد والد مثالي، كما أن الاعتراف بأن المراهق يحتاج إلى العلاج والدعم من الكبار بخلاف الوالدين هو جزء من الأبوة والأمومة الجيدة ولا يشير إلى أن الوالد قد “فشل” طفله بطريقة ما.
- للمراهقين احتياجات تختلف عن الأطفال الصغار والبالغين على حدٍ سواء: عند تحديد احتياجاتهم النفسية وتقديم الرعاية المناسبة لهم، من المهم فهم المرحلة الفريدة من حياتهم والتعرف عليها بشكل أكثر دقة.