ما هو تأثير الإجهاد المطول؟
الإجهاد المطول، المعروف أيضًا باسم الإجهاد المزمن، هو استجابة فسيولوجية طويلة المدى يمكن أن يكون لها عواقب صحية خطيرة إذا لم يتم علاجها، ويمكن أن يشمل تأثير الإجهاد المطول كلاً من الظروف الصحية الجسدية والعقلية، ومن خلال هذا المقال سنتعرف أكثر عن تأثير الإجهاد المطول .
علامات الإجهاد لفترات طويلة
عندما يعاني الناس من الإجهاد، فإن استجابة القتال أو الهروب تؤدي إلى إفراز هرمونات تساعد في تحضير الجسم لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وتصبح متيقظًا جسديًا وعقليًا مع زيادة معدل ضربات القلب ومعدل التنفس.
يتيح لك ذلك اتخاذ إجراء في المواقف التي تتطلب استجابة سريعة، ولكن كونك في حالة الإثارة الشديدة هذه ستواجه مشكلة عندما لا يكون هناك خطر مباشر وتبقى في هذه الحالة لفترة طويلة من الزمن.
يمكن أن يكون للتوتر طويل الأمد عدد من التأثيرات المختلفة على جسم الشخص وعقله. تتضمن بعض علامات الإجهاد المطول مثل القلق، انخفاض الدافع الجنسي، صعوبة في التركيز، أفكار مشوشة، الأكل الكثير أو القليل، الإعياء، الشعور بالعجز، كثرة الأمراض والالتهابات، الشعور بالخروج عن السيطرة، مشاعر اليأس، الصداع، عسر الهضم، التهيج تغيرات في المزاج، التعافي البطيء من المرض أو العدوى، مشاكل في النوم
الأسباب
هناك عدد من المواقف التي يمكن أن تؤدي إلى التوتر لفترة طويلة، وفي بعض الأحيان قد يكون سببها مشكلة واحدة خطيرة وطويلة الأمد، ولكن قد يعاني الناس من العديد من هذه الأشياء في وقت واحد، وتشمل الأسباب المحتملة ما يلي:
- المشاكل الصحية المزمنة: يمكن أن تكون الظروف الصحية طويلة الأمد مصدرًا مهمًا للتوتر لفترات طويلة.
- العلاقات الصعبة: يمكن للعلاقات الصعبة مع أفراد الأسرة أو زملاء العمل أو غيرهم أيضًا أن تخلق ضغوطًا تستمر لفترة طويلة جدًا.
- المشاكل المالية: الديون أو النفقات المفاجئة أو التغييرات في الوضع المالي للفرد يمكن أن تخلق قدرًا كبيرًا من التوتر.
- الإجهاد المرتبط بالوظيفة: يمكن أن تكون الوظيفة عالية الضغط، أو بيئة العمل الصعبة، أو حتى عدم اليقين الوظيفي مصدرًا للتوتر لفترات طويلة.
- ضغوط الصدمة: قد يشمل ذلك أشياء مثل التعرض للاعتداء الجسدي أو العاطفي أو الجنسي، أو العنف بين الأشخاص، أو التعرض للقتال، أو التعرض لأنواع أخرى من العنف الشديد.
تأثير الإجهاد المطول
والآن، ما هي آثار هذا الضغط المطول على العقل والجسم؟ تشير الأبحاث إلى أن عواقب الإجهاد طويل الأمد يمكن أن تكون خطيرة ومدمرة، ويمكن توضيحها على النحو التالي:
الصحة النفسية
يمكن أن يكون للضغط المطول تأثير خطير على الصحة العقلية للفرد، فقد تم ربط الإجهاد المزمن والمستمر بحالات مثل القلق والاكتئاب وضغط ما بعد الصدمة ومشاكل تعاطي المخدرات وصعوبات النوم واضطرابات الشخصية، كما يمكن أن يكون للتوتر طويل الأمد أيضًا تأثير على ذاكرة الشخص وتقديره لذاته وتركيزه بالإضافة إلى جوانب أخرى من التعلم والإدراك.
وجدت الأبحاث أيضًا أن الإجهاد المطول يمكن أن يؤدي في الواقع إلى تغييرات في بنية الدماغ، بما في ذلك انخفاض الحجم في مناطق معينة من الدماغ، وهذه التغييرات الهيكلية في الدماغ لديها القدرة على أن تؤدي إلى اختلال وظيفي سلوكي وعاطفي ومعرفي وتزيد في النهاية من تعرض الشخص للأمراض العقلية.
نظام القلب والأوعية الدموية
يؤدي الإجهاد الحاد إلى زيادة سرعة نظام القلب والأوعية الدموية – حيث يرتفع معدل ضربات القلب، وتتوسع الأوعية الدموية، ويرتفع ضغط الدم لضخ الدم المؤكسج إلى مناطق في جميع أنحاء الجسم.
عادًة ما يعود الجسم إلى حالة الراحة بمجرد زوال التوتر، لكن الضغط لفترات طويلة يعرض نظام القلب والأوعية الدموية لمستويات أعلى من هرمونات التوتر التي يمكن أن تؤثر سلبًا بمرور الوقت.
الجهاز الهضمي
يمكن أن يسبب الإجهاد أيضًا مشاكل في المعدة والهضم على المدى القصير، ولكن عندما لا يزول هذا التوتر أبدًا، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل بما في ذلك آلام المعدة والانتفاخ.
يعتقد الباحثون أيضًا أن البكتيريا الموجودة في أمعاء الشخص قد يكون لها تأثير على الحالة المزاجية، لذا فإن الاضطرابات التي تصيب بكتيريا الأمعاء قد تؤثر أيضًا على الصحة العقلية وأنظمة الجسم الأخرى أيضًا.
تشير الأبحاث إلى أن التغييرات التي تطرأ على التفاعل بين الدماغ والأمعاء الناتجة عن الإجهاد يمكن أن تساهم في مجموعة من الأمراض بما في ذلك مرض التهاب الأمعاء (IBD)، ومتلازمة القولون العصبي (IBD)، والقرحة الهضمية، ومرض الجزر المعدي المريئي (GERD).
الجهاز العضلي الهيكلي
عندما تشعر بالتوتر، ربما لاحظت أن عضلاتك متوترة.
مع الإجهاد المطول، يستمر هذا التوتر العضلي لفترة طويلة من الزمن، ونتيجة لذلك قد يصاب الناس بالصداع أو الصداع النصفي غالبًا نتيجة لشد عضلات الرأس والرقبة والكتفين.
الجهاز التنفسي
يمكن أن يتداخل الإجهاد المطول أيضًا مع عمليات الجهاز التنفسي في الجسم.
الإجهاد النفسي قد يجعل التنفس أكثر صعوبة، مما يؤدي إلى سرعة وضيق التنفس، والأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض الجهاز التنفسي مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن أو الربو أو التصلب المزمن أن أعراضهم تزداد سوءًا نتيجة الإجهاد المستمر.