يزخر التاريخ بقصص الكثير من الصحابة الذين التفوا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم، واقتدوا بأفعاله وأوامره من بينهم الصحابي الذي ولد في جوف الكعبة دعونا نتعرف على ذلك الصحابي الجليل وما هي قصة ولادته، وملامح حول حياته، وبعض المعلومات عن هذه الشخصية من خلال المقال السطور القادمة.
الصحابي الذي ولد في جوف الكعبة
هو حكيم ابن حزام الصحابي الجليل ابن أخي خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله، ولد في مكة المكرمة وأعلن عن إسلامه يوم فتح مكة.
عاش 120 عام عاش منهم 60 عاما في الجاهلية و60 في الإسلام، وكان من الصحابة النافعين لدين الله، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم 40 حديثا، ومات في المدينة المنورة أثناء خلافة معاوية بن أبي سفيان سنة 54 هجريا.
قصة ميلاد حكيم ابن حزام
كانت أم حكيم في نزهة مع صديقاتها في الكعبة وقررن مشاهدة جوف الكعبة، فجاءها المخاض في بطن الكعبة ولم تستطيع الحركة وولدت طفلها حكيم على قطعة من الجلد داخل جوف الكعبة، وتربى حكيم في أسرة ثرية وذات اسم وعراقة، عاش حياة مرفهة ولكنه عرف بالحكمة ورجاحة العقل.
جعله والده يقوم بالرفادة وهي مساعدة المحتاجين والحجاج، وكان سخي اليد ومعطاء، أخرج من ماله الكثير لمساعدة المحتاجين.
كان من الصحابة المقربين للنبي صلى الله عليه وسلم وكان صديقا مقربا له بالرغم من أن حكيم كان يكبر النبي بخمسة أعوام إلا أن أواصر صداقة عظيمة جمعتهم قبل الدعوة، ووثقتها زواج خديجة من محمد.
كان حكيم مشهورا بصداقته للنبي وكان يعمل في التجارة واشتهر بأنه تاجرا ماهرا، بالإضافة إلى كونه من سادة قريش قال عنه رسول الله (إن بمكة لأربعة نفر أربأ بهم عن الشرك، وأرغب لهم في الإسلام : عتاب بن أسيد، وجبير بن مطعم، وحكيم بن حزام، وسهيل بن عمرو) أي عده النبي ضمن من حسبهم على خير.
اقرأ أيضا: من هو الصحابي الذي تم تكليفه بتتبع القران وجمعه
الغزوات التي شهدها حكيم بن حزام
ذلك الصحابي الذي ولد في جوف مكة أو كما يقال في بطن مكة، غزا مع رسول الله غزوتين وهما غزوة حنين وغزوة الطائف.
كان يحب حكيم أخذ الغنائم وكان يطلبها من الرسول بكثرة، فخاف عليه الرسول فحذره من غرض جمع الغنائم فإن كانت بغرض السخاوة لا ضرر وإن كانت بغرض التباهي والشرف فلا بركة فيها، فوعده حكيم ألا يأخذ غنائم مرة أخرى مهما بلغ من العمر وبالفعل نفذ عهده في ولاية أبو بكر وعمر بن الخطاب، حتى أشهد عمر الناس على حكيم في رفضه للغنائم التي يستحقها.
مواقف من حب حكيم ابن حزام للنبي
كان حكيم شديد الحب لرسول الله وقال إن محمد أحب الناس إليه وذلك قبل إسلامه.
ومن مظاهر حبه للنبي صلى الله عليه وسلم أنه ذهب ذات يوم للمدينة بهدية لرسول الله وكان مازال على الشرك، فرفض النبي هديته وقال أقبلها ولكن بثمن فوافق حكيم ودفع النبي ثمنها، فلما رآها على النبي فرح من جمال النبي في تلك الحلية.
هكذا كانت الصحابة في عهد رسول الله، يحبونه ويهابونه ولا يخافون في الله لومة لائم.
عاش حكيم في عز في الجاهلية والإسلام ومن مشارف ولادته كونه الصحابي الذي ولد في جوف مكة.
كما زادت محبة النبي له بعد إسلامه حيث تمنى الرسول ذلك وتحققت أمنيته وأصبح حكيم من الصحابة المسلمين الذين قدموا للإسلام العز والنصر وشاركوا في أهم الغزوات التي دعمت الإسلام.