يتضمن علم النفس التربوي دراسة كيفية تعلم الناس، بما في ذلك طرق التدريس والعمليات التعليمية والاختلافات الفردية في التعلم، والهدف منه هو فهم كيفية تعلم الناس والاحتفاظ بالمعلومات الجديدة، ومن خلال هذا المقال سنساعدك في معرفة ما المقصود بعلم النفس التربوي بشكل أكثر دقة.
ما المقصود بعلم النفس التربوي؟
لا يشمل هذا الفرع من علم النفس عملية التعلم للطفولة المبكرة والمراهقة فحسب، بل يشمل العمليات الاجتماعية والعاطفية والمعرفية التي تشارك في التعلم طوال فترة الحياة بأكملها.
يشتمل مجال علم النفس التربوي على عدد من التخصصات الأخرى، بما في ذلك علم النفس التنموي وعلم النفس السلوكي وعلم النفس المعرفي.
وجهات نظر في علم النفس التربوي
كما هو الحال مع مجالات علم النفس الأخرى، يميل الباحثون في علم النفس التربوي إلى اتخاذ وجهات نظر مختلفة عند التفكير في مشكلة ما.
تركز وجهات النظر هذه على عوامل محددة تؤثر على كيفية تعلم الشخص، بما في ذلك السلوكيات المكتسبة والإدراك والخبرات والمزيد.
المنظور السلوكي
يشير هذا المنظور إلى أن جميع السلوكيات يتم تعلمها من خلال التكييف، ويعتمد علماء النفس الذين يتبنون هذا المنظور بشدة على مبادئ التكييف الفعال لشرح كيفية حدوث التعلم.
على سبيل المثال، قد يكافئ المعلمون من خلال منح الطلاب رموزًا يمكن استبدالها بالعناصر المرغوبة مثل الحلوى أو الألعاب. يعمل المنظور السلوكي على النظرية القائلة بأن الطلاب سيتعلمون عندما يكافأون على السلوك “الجيد” ويعاقبون على السلوك “السيئ”.
في حين أن مثل هذه الأساليب يمكن أن تكون مفيدة في بعض الحالات، فقد تم انتقاد النهج السلوكي لأنه فشل في تفسير أشياء مثل المواقف والعواطف والدوافع الجوهرية للتعلم.
المنظور التنموي
يركز هذا على كيفية اكتساب الأطفال مهارات ومعارف جديدة أثناء تطورهم، وتعد مراحل التطور المعرفي لجين بياجيه أحد الأمثلة على نظرية تنموية مهمة تبحث في كيفية نمو الأطفال فكريا.
من خلال فهم كيف يفكر الأطفال في مراحل مختلفة من التطور، يمكن لعلماء النفس التربوي أن يفهموا بشكل أفضل ما يمكن للأطفال القيام به في كل نقطة من مراحل نموهم، كما يمكن أن يساعد هذا المعلمين في إنشاء طرق ومواد تعليمية تستهدف بشكل أفضل فئات عمرية معينة.
المنظور المعرفي
لقد أصبح النهج المعرفي أكثر انتشارًا في العقود الأخيرة، ويرجع ذلك أساسًا إلى أنه يفسر كيفية مساهمة أشياء مثل الذكريات و المعتقدات والعواطف والدوافع في عملية التعلم.
موضوعات في علم النفس التربوي
- التكنولوجيا التعليمية: النظر في كيف يمكن أن تساعد أنواع التكنولوجيا المختلفة الطلاب على التعلم
- التصميم التعليمي: تصميم المواد التعليمية.
- التربية الخاصة: مساعدة الطلاب الذين قد يحتاجون إلى تعليمات متخصصة.
- تطوير المناهج الدراسية: إنشاء الدورات الدراسية التي من شأنها زيادة التعلم.
- التعلم التنظيمي: دراسة كيف يتعلم الناس في الإعدادات التنظيمية.
- المتعلمين الموهوبين: مساعدة الطلاب الذين تم تحديدهم كمتعلمين موهوبين.
وظائف في علم النفس التربوي
يعمل علماء النفس التربوي مع المعلمين والإداريين والمعلمين والطلاب لمعرفة المزيد حول كيفية مساعدة الناس على التعلم بشكل أفضل، ويتضمن هذا غالبًا إيجاد طرق لتحديد الطلاب الذين قد يحتاجون إلى مساعدة إضافية، وتطوير برامج للطلاب الذين يعانون، وحتى إنشاء طرق تعلم جديدة.
يعمل العديد من علماء النفس التربويين مع المدارس بشكل مباشر، بعضهم مدرسون أو أساتذة، بينما يعمل البعض الآخر مع المعلمين لتجربة طرق تعلم جديدة لطلابهم وتطوير مناهج جديدة للدورة.
يمكنك حتى أن تصبح مستشارًا، مما يساعد الطلاب على التغلب على حواجز التعلم بشكل مباشر
يعمل علماء النفس التربوي الآخرون في البحث، فعلى سبيل المثال، قد تعمل في مؤسسة حكومية مثل وزارة التعليم، للتأثير على القرارات المتعلقة بأفضل الطرق للأطفال للتعلم في المدارس في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى ذلك، يمكنك العمل في إدارة المدرسة أو الجامعة.
في كل هذه الأدوار، ستكون قادرًا على التأثير في الأساليب التعليمية ومساعدة الطلاب على التعلم بالطريقة التي تناسبهم على أفضل وجه.
شخصيات هامة في مجال علم النفس التربوي
- جون لوك: لوك الفيلسوف الإنجليزي الذي اقترح مفهوم tabula rasa، أو فكرة أن العقل هو أساسًا لوحة فارغة عند الولادة، وهذا يعني أن المعرفة يتم تطويرها من خلال الخبرة والتعلم.
- جان بياجيه: عالم نفس سويسري اشتهر بنظريته المؤثرة للغاية في التطور المعرفي، لا يزال تأثير جان بياجيه على علم النفس التربوي واضحًا حتى يومنا هذا.
- سكينر: هو عالم نفسي أمريكي، قدم مفهوم التكيف الفعال، والذي يؤثر على وجهات نظر السلوكية، ولا يزال بحثه حول التعزيز والعقاب يلعب دورًا مهمًا في التعليم.