سجّل الطب أمثلةً عديدةً عن أمراض غريبة تصيب الإنسان وهي أمراض نادرة تم تسجيلها عند أعراق معينة بسبب وجود خلل وراثي ما كما أنها متشعبة الأعراض، إذ إنها لم تشمل جهازًا واحدًا دون غيره، بل تم التأكد من إصابة عدة أعضاء بسببها.
أمراض غريبة تصيب الإنسان
شيخوخة الطفل
اضطراب وراثي نادر للغاية يحدث بشكل فرادي وينتقل ضمن العائلة الواحدة في حالات قليلة، وإلى الآن لم تظهر أي عوامل ذات علاقة مباشرة بالمرض، ولكن وجود طفل مصاب بالشيخوخة المبكرة داخل العائلة يرفع احتمال إنجاب طفل آخر مصاب بهذا المرض بشكل طفيف.
ويتسبّب هذا المرض بظهور علامات التقدم بالسن على الأطفال بدءًا من عمر السنتين، إذ يولد هؤلاء الأطفال بدون أي أعراض، وتبدأ علامات الإصابة بالتوضح خلال العام الأول بشكل تدريجي، كأن يحدث بطء في النمو، وتساقط في الشعر بما في ذلك شعر الرموش والحواجب، ومن العلامات المميزة للمرض أيضًا:
- كبر حجم الرأس غير المتناسب مع الوجه.
- وجه ضيق وفك سفلي صغير.
- جلد رقيق مجعد.
- أوعية دموية ظاهرة بالشفوف من تحت الجلد.
- صوت عالي النبرة.
- وجود أمراض قلبية ووعائية.
- خلع الورك، وتصلّب المفاصل.
يعتمد الأطباء على التغيرات الشكلية المُشاهَدَة عند الطفل من أجل التشخيص، مع إمكانية إجراء اختبار فحص مورثي يُؤكِد التشخيص، وللأسف لا يوجد أي علاج نوعي لهذا المرض.
ويبقى الأمل الوحيد هو تقديم علاجي عرضي يُؤَخِر الاختلاطات، من خلال وصف جرعة منخفضة من الأسبرين للوقاية من النوبات القلبية، مع وصف خافضات الشحوم والمسكنات لعلاج الصداع، مع تطبيق علاج فيزيائي للمحافظة على مرونة المفاصل لأطول وقت ممكن.
اقرأ أيضا: تعرف على أسماء الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان
الشرى المائي
نوع نادر من الشرى، يتسبب بظهور الطفح الجلدي على الرقبة والذراعين والصدر بعد ملامسة الماء، كما يترافق الطفح مع الحكة والإحساس بالحرق>
وقد عزى بعض العلماء السبب وراء هذه الحساسية لوجود الكلور ضمن الماء، ولكن لم يتم تأكيد هذه النظرية بشكل كبير، ما جعله واحدًا من أغرب الأمراض التي تصيب الإنسان.
وتنتج أعراض هذا الشرى عن إطلاق الهيستامين كرد فعل من الجسم تجاه أي مادة خارجية ضارة، وفي معظم الحالات يقتصر المرض على الأعراض سابقة الذكر، ولكن في حالات قليلة قد يحدث صعوبة في تنفس، وككل حالات التحسس، تُوصَف مضادات الهيستامين للسيطرة على الأعراض.
ويمكن استعمال الأدرينالين في الحالات الشديدة، ويبقى العلاج الأفضل ب:
- تجنب لمس الماء قدر الإمكان.
- ارتداء ملابس واقية ضد الماء.
- تغيير نمط التغذية، كأن يقلّل من تناول الأطعمة التي تحوي على نسبة عالية من الماء.
متلازمة أليس في بلاد العجائب
استوحى الطبيب المُكتَشِف لهذا المرض اسم المتلازمة من قصة أليس في بلاد العجائب، إذ يواجه الأشخاص المصابون بهذا المرض بعض الأمور الغريبة.
وتبدأ التغيرات الدماغية المرتبطة بهذا المرض منذ الطفولة، حيث تتغير طريقة الدماغ في استقبال المعلومات الحسية السمعية والبصرية، وبالتالي تتغير رؤية المريض لنفسه وللعالم من حوله.
ويمكن القول بأنّ هذه الأعراض مرتبطة بالنسمة الحاصلة في بداية نوبة الصداع النصفي، والتي تتجسد برؤية هالات ضوئية ساطعة، أو الشعور بوخز في اليدين، كما يمكن أن تترافق هذه المتلازمة مع الصرع، والسكتات الدماغية والفصام، ومن أهم الأعراض المُوصوفة من قِبَل المرضى :
- رؤية المريض أجزاء جسمه أصغر أو أكبر من الحجم الطبيعي.
- رؤية الجمادات تتحرك.
- تغير لون الأشياء.
- تشوّه في الوجوه.
- تحوّل الأجسام ثلاثية الأبعاد لأجسام مسطّحة.
ويبقى العلاج الأفضل لهذه الحالة هو تجنّب الأعمال التي قد تُثير الصداع النصفي، كما أثبتت مضدات الاكتئاب ومضادات الصرع، وحاصرات بيتا والكلس قدرتها على تحسين الأعراض، كما يساعد اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضار في تقليل نوبات المرض.
اقرأ أيضا: الأمراض غير المرئية
متلازمة الضحك المميت
يدخل الفرد في نوبة ضحك مميتة، ويعتقد البعض أن هذا الشخص سعيد، لكنه يكون في أخطر مرحلة يمر بها، نتيجة حدوث تآكل في المخ.
هناك عدة مراحل يتعرض لها مريض الضحك المميت، في حالة عدم ملاحظته وبدء العلاج مباشرة، من الممكن أن يتعرض الفرد للوفاة.
متلازمة اللكنة الأجنبية
كل فرد في هذا العالم يتكلم بلغة بلده، ويتعلّم عدة لغات أخرى بعد دراستها لفترة طويلة، ولكن ما يحدث في هذه المتلازمة، هو امتلاك الشخص للكنة جديدة.
وتُعد هذه المتلازمة نادرة جدًا، ولكن سُجِلَت عدة حالات بعد التعرض لرضوض الرأس، أو السكتات الدماغية أو التصلّب المتعدد، إذ أثّرت هذه الحالات على منطقة بروكا الموجودة في الجانب المسيطر من الدماغ، والتي تعد مسؤولةً عن الكلام، ما جعل المرضى يتكلمون بلكنة مختلفة عن لكنتهم بعد الاستيقاظ من النوم.
ولتشخيص هذه المتلازمة يجب البحث بشكل جيد في تاريخ المريض العَرَضي والمرضي، ويساعد الطبقي المحوري والتصوير بالرنين المغناطيسي في تشخيص هذه المتلازمة.
وتُعالَج هذه الحالة بحسب السبب المؤدي، وإذا لم يَكشِف الفحص الطبي عن أي مرض، يحتاج المريض عندها لمعالجة نطقية لمساعدته على استعادة لكنته الأصلية.
اقرأ أيضا: الأمراض المعدية وكيفية الوقاية منها
