مكة المكرمة أول موضع في الأرض يشهد البناء أو كما نعلم جميعا ما هي مكة المكرمة وما مكانتها بين جميع مدن العالم، تلك البقعة المباركة التي اختارها الله تعالى ليشرفها ببناء بيته الحرام، هناك الكثير من المشارف التي حظيت بها مكة وسوف نتعرف عليها خلال السطور القادمة.
هل مكة المكرمة أول موضع في الأرض يشهد البناء؟
تعد مكة من المدن التي تمتعت بالكثير من المزايا عن غيرها من المدن، ففيها هاجر رسول الله ونبيه إبراهيم بزوجته هاجر وابنه إسماعيل وتركهما وحيدين في ذلك المكان.
ولكن الله من عليهما في مكة بالخير الوفير وأرسل إليهم القبائل، ورزقهم بماء زمزم الذي أحيا الحياة في قلب مكة.
بدأت الحياة تدب في أرجاء مكة مع قدوم هاجر وإسماعيل واستوطنت القبائل العديدة هناك بفضل ما أرسله الله عليهم من ماء زمزم المبارك.
ويمكن القول بأن مكة هي المكان الأول الذي شهد تطور العالم بخيره وشره.
في مكة بدأت القبائل تعرف معنى الاستقرار والحياة الهادئة، بعيدا عن التنقل والترحال بحثا عن الماء، فقد من الله على مكة بماء زمزم الذي كان سببا في استقرار هذه القبائل.
مكة المكرمة قبلة المسلمين
استكمالا لأمجاد مكة وعظمتها كرمها الله عز وجل، حينما أمر نبيه إبراهيم ببناء أعظم مكان وهو الكعبة المشرفة على أرض مكة، حتى تصبح قبلة المسلمين في شتى بقاع العالم.
فلم تقبل صلاة إلا باتجاه الكعبة وبهذا نرى المسلمين جميعا يوجهون وجوههم لمكة المكرمة كل يوم خمس مرات، فما لها من عظمة لم تحظى بها مدينة قبلها قط سوى المسجد الأقصى قبل أن تتحول القبلة تجاه مكة بأمر من الله.
ولعل من أهم الأسباب التي جعلت مكة المكرمة أول موضع في الأرض يشهد البناء والعظمة، ذهاب المسلمين إليها كل عام من جميع بقاع العالم لأداء فريضة الحج، والقيام بجميع المناسك على هذه الأرض المباركة.
أسباب تشريف مكة المكرمة
ولعل من أهم أسباب تشريف مكة المكرمة هو مولد أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيها.
حيث ولد محمد في قبيلة قريش في مكة، وتربى فيها وترعرع حتى كلف بالدعوة على أرضها.
كما أن الإسلام قام في مكة فكانت المنبع لدين الله وكانت أحب البلاد إلى رسول الله.
وحينما خرج محمد صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجرا إلى المدينة قال (ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت) وذلك من شدة حب النبي لمكة المكرمة، فهي موطنه الذي ولد وتربى على أرضه وكبر وشب تحت سمائها.
قد يهمك: أول من جمع القرآن الكريم
مناقب مكة المكرمة
ومن أكبر المناقب التي حظيت بها مكة المكرمة تشريفها بنزول القرآن الكريم على أرضها، حينما كان يتعبد النبي بغار حراء الموجود في جبل النور.
ونزل عليه الوحي جبريل بأول آيات الله (قْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ) فكان لها من التكريم حظا عظيما.
وجدير بالذكر معرفة أنه بدأ تاريخ مكة والتعرف عليها مع قدوم سيدنا إبراهيم وعائلته إليها، وكانت تعرف من قبل ذلك باسم بلاد ما بين الرافدين أو النهرين.
ومن خلال هذا يتضح لنا أن مكة ترتبط ارتباطا وثيقا بالأنبياء وهي أرض الإسلام التي استقبلته في مهده دون غيرها من المدن.
لذلك من الجدير أن نقول إن مكة المكرمة أوبل موضع في الأرض يشهد البناء بحق، لما شهدته عبر الكثير من العصور من حفاوة والتميز بين جميع مدن العالم، ولما تحتله من مكانة لا تضاهيها مدينة على الإطلاق بتشريفها ببيت الله الحرام واحتوائها لأنبياء الله على مر العصور.