تمييز زيت الزيتون الأصلي عن المغشوش
إذا فكرنا بزيت الزيتون نظن بأنّه سائل أخضر مستخلص من الزيتون فحسب، ولكن في الواقع عالم زيت الزيتون أوسع مما تظن وأكثر تعقيداً مما كنت تعتقد، فهناك الجيد وهناك المزيف، فالغش في زيت الزيتون ليس بالشيء الجديد، فهو يعود إلى أيام الرومان، ولا يمكن إحصاء عدد العبوات المغشوشة، ولكن هناك علامات قد تكون كافية لمعرفة كيفية تمييز زيت الزيتون الأصلي عن المغشوش.
تمييز زيت الزيتون الأصلي عن المغشوش
يتعرض الكثير من النّاس للخداع عند شرائهم لزيت الزيتون، إذ إنّه قد يكون مغشوشاً، وليس أصلياً، كما أنّ زيت الزيتون المتوفر في المحلات التجارية يُعدّ ذا جودة منخفضة؛ لذلك فإنّه ينبغي مراعاة معايير الجودة عند شرائه.
في دراسةٍ أجرتها جامعة كاليفورنيا (University of California) عام 2010، تبين أنّ 70% من العينات المستوردة، لم تحقّق الحدّ الأدنى من المعايير الحسية لزيت الزيتون البكر، والتي نصّ عليها المجلس الدولي لزيت الزيتون (International olive council) فقد كانت بعض العينات كانت متزنّخة (Rancid)، وبعضها كان مغشوشاً بواسطة زيوتٍ مكررةٍ، ومنخفضة الثمن.
لا يُعدّ تمييز زيت الزيتون الأصلي عن المغشوش أمراً سهلاً؛ لذلك نستعرض بعض الإجراءات الهامّة للحصول على زيت زيتون أصلي:
الانتباه إلى لون الزيت
يكون لون زيت الزيتون الأصلي أوّل عصره أخضر اللون مائلاً إلى اللون الذهبي، وبعد ذلك يصبح لون الزيت مائلاً إلى اللون الأصفر الفاتح.
وهناك طريقة معيّنة يمكن من خلالها الاستدلال على نوع وجودة زيت الزيتون الأًلي، وتمييزه عن الزيت المغشوش، وهي طريقة سهلة جداً ويمكن القيام بها في المنزل، وذلك بوضع كميّة من زيت الزيتون ووضعه في كوب زجاجي، ثم تركه في الثلاجة لمدة ساعتين كاملتين.
يتغير لون زيت الزيتون الأصلي بعد هذه التجربة من الأخضر المائل إلى الذهبي إلى اللون الأبيض، أمّا إن كان لونه مائلاً إلى البرتقالي فهو مغشوش بالتأكيد.
التأكد من طعمه الطازج
إذ اعتاد معظم المستهلكين على طعم زيت الزيتون المتزنخ والعتيق، مما يجعل تمييزه عن الزيت الأصلي والطازج صعباً، ولمعرفة الطعم الأصلي لزيت الزيتون ينصح بالذهاب إلى المحلات المتخصصة ببيعه، وتذوق عيناتٍ مختلفة منه، ومعرفة تفاصيل إنتاجه، ومن الجدير بالذكر أنّ الزيت العتيق تقلّ قيمته الغذائية، وذلك بسبب نقصان كمية المركبات المضادة للأكسدة فيه.
التحقق من مناسبة عبوة الزيت
يجب تجنّب شراء زيت الزيتون المعبأ في عبوات شفافة أو بلاستيكية، إذ إنّ العبوات الشفافة تعرض الزيت للضوء، مما يؤدي لتغير تركيبته وتقليل مدّة صلاحيته، أما العبوات البلاستيكية فقد تسبب دخول الهواء لعبوة الزيت.
لذلك يُنصح بشراء الزيت المعبأ بعبوات من الصفيح أو الزجاج الأخضر الغامق، كما يُنصح بشراء العبوات البعيدة عن الإضاءة في المحلات التجارية، ويجب الابتعاد عن شراء العبوات التالفة أو المُغبّرة.
معاينة طريقة التخزين
يُنصح بأن يكون زيت الزيتون مخزناً في مكان بارد، ومعتم، وأن تكون العبوة محكمة الإغلاق، لأنّ الحرارة تسبب تزنخ الزيت، أما الأكسجين فيسبب تغيراً في تركيبته، وينصح باستهلاك الزيت خلال ثمانية إلى عشرة أسابيع من فتح العبوة.
تتبع بيانات الملصق في حال توفره
يُوصى بالتحقّق من بلد المنشأ، ومكوّنات المنتج، بالإضافة إلى وجود بعض الأختام التي تدلّ على الموثوقية، كما يُنصح بالاطّلاع على تاريخ الحصاد، وتاريخ الصلاحية، إذ يفضل ألّا يتجاوز تاريخ حصاد الزيتون 12-15 شهراً كحدٍّ أقصى، قبل صناعة الزيت.
أما تاريخ الصلاحية، فيمكن أن يكون بعد الحصاد بعامين أو أكثر، ومن الجدير بالذّكر أنّ مواسم الحصاد تمتدّ من شهر أبريل إلى شهر أغسطس، في البلدان الواقعة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، بينما تمتدّ من أكتوبر إلى فبراير في النّصف الشمالي.
كما يجب التحقّق من وجود شهادات جودة المنتج مثل شهادة المجلس الدولي لزيت الزيتون، والتي يرمز لها اختصاراً ب IOC، وغيرها، حيث إنّ مثل هذه الشهادات تؤكّد أنّ جودة زيت الزيتون في وقت إنتاجه، تطابق معايير زيت الزيتون البكر، إلّا أنّها لا تضمن صلاحيته بعد فترات من التخزين.
الابتعاد عن شراء زيت الزيتون ذو السعر المنخفض
تُعبر عبوات زيت الزيتون ذات السعر المنخفض عن جودة سيئة غالباً، ومع ذلك فالأسعار المرتفعة ليست دليلاً على نوعية أفضل، وإنّما يمكن الحصول على زيتٍ أصليّ بسعر معقول من المصنعين المحليين.
ومن ناحيةٍ أخرى أشار تقرير نشرته مجلّة Wall street journal عام 2014، إلى عدّة عوامل ساهمت في رفع أسعار زيت الزيتون، ومنها: ارتفاع الاستهلاك العالمي له، وقلّة محاصيل الزيتون المنتجة في عدّة دولٍ، كإيطاليا، واليونان، وإسبانيا، إذ إنّ تصنيعه يتطلّب كميات كبيرة من الزيتون، حيث يحتاج إنتاج لتر من الزيت إلى سبع لترات من الزيتون.
اقرأ أيضا: فوائد زيت الزيتون
مواصفات زيت الزيتون الأصلي
يمكن تحديد مواصفات زيت الزيتون الأصلي في النقاط التالية:
- يمتاز الزيت الأصلي برائحة وطعم لا يتغيران، فعلى الرّغم من طول مدة الحفظ إلا أنّ طعمه ورائحته القوية تبقى به، ولا يفقد قيمته الغذائيّة أبداً.
- تترسّب الشوائب في الزيت الأصلي بطريقة بطيئة، على العكس تماماً من الزيت المغشوش فإنها تترسّب بسرعة عالية.
- عند تخزين زيت الزيتون، فإنّه يتجمّد وتتكوّن طبقة صلبة على وجهه، بينما يبقى زيت الزيتون المغشوش سائلاً.
- لا تتجاوز درجة حموضة زيت الزيتون الأصلي 1%، وتُفحص حموضة الزيت بجهاز خاص، وكلّما زادت حموضة الزيت يكون الزيت أقلّ جودة.
اقرأ أيضا: أنواع زيت الزيتون