سبب تسمية بيت الله الحرام

يعدّ البيت الحرام أوّل بيت وضع في الأرض للقيام بعبادة الله تعالى، فهو بيتٌ مباركٌ عظيمٌ، فيه من الهدى الكثير، وفيه أمانٌ للنّاس، فمن يدخله يحظى بالأمان، ويقع البيت الحرام في مكّة المكرّمة، ويرتفع عن سطح البحر بحوالي 277 م، وقد يتبادر للكثيرين سؤالٌ عن سبب تسمية بيت الله الحرام بهذا الاسم.

سبب تسمية بيت الله الحرام

سبب تسمية بيت الله الحرامسمّى الله -تعالى- الكعبة في القُرآن بالبيت الحرام، لقوله: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِلنَّاسِ)، ويرجع سبب تسمية بيت الله الحرام بهذا الاسم إلى عدّة أقوال نوردها على النحو الآتي:

  • لعظمته وحُرمته، وحُرمة القتال والصيد عنده.
  • لأن إبراهيم -عليه السلام- لما وضع الحجر الأسود في الكعبة عند بنائها، أضاء من جميع الجهات، فحرمه الله -تعالى- إلى حيث انتهى نوره.
  • لما أهبط الله -تعالى- آدم -عليه السلام- إلى الأرض خاف على نفسه من الشيطان، فاستعاذ منه بالله -تعالى-، فأرسل الله -تعالى- إليه ملائكة وقاموا بحف مكة من جميع جوانبها، ووقفوا عند الحرم يحرسونه، فأصبح بينه وبين موقف الملائكة حرم.
  • لأن الله -تعالى- لما خاطب السماوات والأرض بقوله: (ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)، أجابته أرض الحرم فقط، فحرمها الله.
  • لأن الله -تعالى- حرم هذه الأرض إلى يوم القيامة، إذ يحرُم القتال فيه، أو تنفير صيده، أو تقطيع شجره، لما ورد عن النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (إنَّ هذا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ يَومَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، وإنَّه لَمْ يَحِلَّ القِتَالُ فيه لأحَدٍ قَبْلِي، ولَمْ يَحِلَّ لي إلَّا سَاعَةً مِن نَهَارٍ، فَهو حَرَامٌ بحُرْمَةِ اللَّهِ إلى يَومِ القِيَامَةِ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، ولَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، ولَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إلَّا مَن عَرَّفَهَا، ولَا يُخْتَلَى خَلَاهُ فَقالَ العَبَّاسُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إلَّا الإذْخِرَ فإنَّه لِقَيْنِهِمْ ولِبُيُوتِهِمْ، قالَ: إلَّا الإذْخِرَ).

اقرأ أيضا: معنى آية وأذن في الناس بالحج

آداب زيارة بيت الله الحرام

يتسارع المسلمون ويأتون من كل البلدان والأماكن طلباً وشوقاً لزيارة بيت الله الحرام، وهم سعداء فرحون لتلك الزيارة، وهنالك بعض السنن والآداب التي من الأفضل التحلي بها عند زيارة هذا البيت العظيم، ومن هذه الآداب ما يأتي:

  • الدخول إليه من باب بني شيبة.
  • القول عند دخول البيت الحرام: “بسم الله، وبالله، ومن الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله”، وعند اقترابه من البيت يقول: “الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وعلى إبراهيم خليلك وعلى جميع أنبيائك ورسلك”، ثُمّ يرفع يديه، ويدعو الله -تعالى-.
  • التوجّه نحو الحجر الأسود.
  • لمس الحجر الأسود باليد اليمين وتقبيله، فإن لم يستطع لمسه وتقبيله فإنه يشير إليه في مقابلته.
  • الدخول إليه بالرجل اليمنى.
  • قراءة دعاء دخول المسجد عند الدخول إلى البيت الحرام.
  • الابتعاد عن الأكل مما له رائحة كريهة، كالبصل والثوم.
  • الإكثار من أعمال الخير؛ لما فيه من مضاعفة الحسنات.
  • الكلام بصوت خافت، سواء إن كان الكلام على الهاتف، أو كان حديثاً بين الأفراد بعضهم البعض، وذلك إجلالاً، وتعظيماً، وإكراماً لمكانة الحرم، ولئلا يضيق المسلم على المصلين بصوته، ويُذهب خشوعهم.
  • عدم إهمال موضوع النية عند الارتواء من ماء زمزم، حيث ينوي المسلم شربه للماء إما بنية الشفاء من الأمراض، أو حصول الرزق، وغير ذلك.
  • عند الخروج من البيت يُسن له قول: “اللهم إني أسألُك من فضلك”، أو “اللهم اغفرلي، وافتح لي أبواب فضلك”.

اقرأ أيضا: أقدم صورة للكعبة

فضل بيت الله الحرام

بيت الله الحرامتوجد العديد من الفضائل الواردة في بيت الله الحرام، ومنها ما يأتي:

  • أحد المساجد الثلاثة الذي تُشدُ إليه الرحال؛ لقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأقْصَى).
  • تسمية الله -تعالى- له بالمسجد الحرام؛ فهو أعظم البيوت.
  • جعل الله -تعالى- البيت الحرام قياماً للناس وهدىً للناس، وورد ذلك في آياتٍ كثيرة، كقوله -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).
  • جعل الله -تعالى- البيت الحرام مثابةً وأمناً للناس، وجاء ذلك في قوله -تعالى-: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ).
  • مجيء الناس إليه بخضوع، وخشوع، وتذلل في الظاهر والباطن، ومُعظمين له ولحُرمته.
  • الصلاة فيه أفضل من مئة أفضل صلاة في غيره من المساجد؛ لقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مئةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ).

اقرأ أيضا: تاريخ كسوة الكعبة

حج بيت الله الحرام

يُعرف الحج في اللغة: القصد، وأمّا في الاصطلاح الشرعيّ: فهو قصد الكعبة لأداء أفعالٍ مخصوصة، ويُعدّ الحج الرُكن الخامس من أركان الإسلام، وهو فرضٌ مرةً في العُمر، وما زاد على ذلك فهو تطوع.

وأمّا شروط الحج فهي: الإسلام، والعقل، والبلوغ، والحرية، والاستطاعة البدنية، والمالية، والأمن، ويُضافُ شرطين آخرين للنساء؛ وهما: أن يكون معها محرم أو زوج، وأن لا تكون معتدةٌ من وفاةٍ أو طلاق، وقد فرضه الله -تعالى- في السنة السادسة للهجرة.

اقرأ أيضا: كم عدد ايام الحج ومتى يبدأ ومتى ينتهي

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة