يُقصد بهجرة الطيور انتقال الطيور من الأماكن ذات الموارد الغذائيّة المنخفضة إلى الأماكن ذات الموارد الغذائيّة المتزايدة، وذلك بحثًا عن الطعام أو الاستيطان كما تزداد هجرة الطيور عند برودة الجو من أجل الشعور بالدفء والأمان.
هجرة الطيور عند برودة الجو
ومن المتعارف عليه أنّ وجود ضوء النهار ثابتاً في بعض المناطق يمنح للطيور متسعًا من الوقت لتناول الطعام كل يوم، ولذلك لا تحتاج إلى الذهاب إلى مكان آخر للعثور على الطعام.
كل أنواع الطيور لها طريقة هجرة خاصة بها، إذ يسافر البعض في خط مستقيم إلى وجهتها الجديدة، والبعض الأخر يتتبع المعالم؛ وتجدر الإشارة إلى أنّ البعض يلتزم بالتحليق فوق الأرض والبعض الآخر يعبر المياه المفتوحة؛ كما يسلك البعض نفس الطريق في طريق الذهاب والعودة.
بينما يسلك البعض الآخر طريقًا مختلفًا تمامًا عن التي جاء منها، ومن السهل تحديد المعالم التي تستخدمها الطيور لإرشادها، مثل اتباع خط ساحلي أو نهر، أو استخدام معالم من صنع الإنسان مثل الطرق والسكك الحديدية، ويُذكر أنّ الطيور تمتلك مجموعةً من الوسائل لمساعدتها على التنقل مثل حاسة الشم والمجالات المغناطيسية.
وتتخذ بعض الطيور شكل حرف V في هجرتها؛ للحفاظ على الطاقة فكل طائر يطير قليلًا فوق الطائر الذي أمامه، ممّا يؤدي إلى تقليل مقاومة الرياح.
كما تتيح هذه الطريقة التناوب بين الطيور فيما بينها على الطيران في المقدمة، حتى إذا تعب الطائر رجع للخلف وأخذ طائر آخر مكانه، ويسهّل هذ النمط أيضًا من التواصل بين أفراد المجموعة، وتتبع بعضهم البعض.
وفيما يأتي مجموعة من الطيور التي تهاجر في فصل الشتاء:
- طيور الأجنحة الحمراء.
- طير لابوينجر.
- طيور الحقول.
- طيور البط.
- طيور الإوز.
اقرأ أيضا: أبرز وأمتع هل تعلم عن الطيور
أين تهاجر الطيور؟
وتعتمد ظروف هجرة الطيور على العديد من العوامل، مثل: أنظمة الأنهار، والوديان، والسواحل، والظروف الإيكولوجية، كما تعتمد أيضاً على الظروف الجوية، حيث تقوم الطيور بتغيير اتجاه هجرتها تبعاً لاتجاه الرياح وقوّتها.
تهاجر العديد من أنواع الطيور آلاف الكيلومترات كل عام بحثًا عن الطقس والغذاء، ففي فصل الربيع تهاجر الطيور إلى المناطق المعتدلة حيث يكون الطعام وفيرًا، وقد تبني أعشاشًا بأمان، وفي فصل الخريف تهاجر الطيور إلى خطوط العرض الأكثر دفئًا متتبعة مصادر طعامها وأنماط الطقس الأكثر راحة.
وتساهم الأعضاء الفردية للطيور في القدرة الملاحية للطائر، إذ تتفاعل عيون الطائر مع دماغه في منطقة تسمى الكتلة والتي تساعد الطائر في تحديد اتجاه الشمال، وتساعد أيضًا كميات صغيرة من الحديد في الخلايا العصبية للأذن الداخلية للطائر في هذا التحديد.
وتجدر الإشارة إلى أنّ منقار الطائر يساعد الطيور في الهجرة؛ إذ إنّه قادر على تحديد موقعها الدقيق، ويعتقد بعض الباحثين بأنّ الطائر يمكن أن يشم طريقه عبر مسار طيران، من خلال العصب الذي يربط منقار الطائر بدماغه، حيث يُساعد ذلك الطائر على تقييم مكانه بالضبط.
اقرأ أيضا: لماذا بعض الطيور لا تطير
أشكال هجرة الطيور
تنتشر الهجرة بين العديد من أنواع الطيور إلّا إنّ بعض أنواع الطيور لا تُهاجر، كما أنّه في بعض الأنواع لا تُهاجر جميع مجموعات النوع نفسه، وفي بعض الحالات لا تُهاجر جميع أفرادها، ففي بعض المناطق ومنها الجزر البريطانية تُقيم بعض الطيور فيها طوال العام ولا تُهاجر، بينما تُظهر مجموعات أخرى أنماط الهجرة الجزئية.
وتُهاجر أنواع أخرى هرباً من الشتاء إلى مناطق أخرى، وغالباً ما تحدث الهجرة لدى الطيور التي تعيش في البيئات الموسمية مثل تندرا القطب الشمالي، لأنّه في مثل هذه البيئات يحدث اختلاف ملحوظ في الإمدادات الغذائية على مدار العام، وتتحول من وفيرة خلال فصل الصيف إلى نادرة خلال فصل الشتاء.
وتختلف أوقات هجرة الطيور خلال اليوم تبعًا لأنوعها؛ إذ تهاجر بعض الطيور في الليل والبعض الآخر في النهار، ومن أنواع الطّيور التي تفضّل الهجرة خلال النّهار: الطّيور الجارحة، والطّيور صائدة الحشرات، والطيور المائيّة والحساسين.
ويرجع السبب في ذلك إلى اعتماد هذه الطّيور على التيّارات الهوائيّة الدّافئة الصّاعدة من الأرض لرفعها ومساعدتها على الطّيران، وتوفير الطّاقة الذاتيّة.
وعلى عكس تلك الأنواع فإنّ معظم الطيور المغرّدة تفضّل الهجرة خلال الليل، وتستغل فترة النهار للراحة والبحث عن الطّعام في الأماكن غير المألوفة، ويُعتقد بأن سكون الهواء، وانخفاض درجة حرارة اللّيل يُشكّلان ظروفاً مُثلى لطيرانها.
اقرأ أيضا: افضل انواع الطيور للتجارة
مخاطر هجرة الطيور
تتعرّض الطيور أثناء رحلة هجرتها إلى العديد من المخاطر، ويمكن ذكر بعض منها كما يلي:
- الإجهاد البدنيّ أثناء الطيران.
- نقص الإمدادات الغذائيّة.
- سوء الأحوال الجويّة.
- خطر التعرّض للافتراس.
- التّصادم مع الأبنية والأبراج.
اقرأ أيضا: عدد حجرات القلب في الطيور