يُعد التدبير المنزليّ السليم وإدارة الشؤون الماليّة للأسرة بصورةٍ منطقيّةٍ ومُنظّمة أمراً في غاية الأهمية؛ حيث يُوفر الاستقرار المادي والمعنوي لأفرادها، ويُجنبهم الوقوع بالخلافات، ويتساءل الكثيرون عن كيفية تدبير ميزانية المنزل لتغطية النفقات بحكمةٍ وموضوعيّة.
كيفية تدبير ميزانية المنزل
هنالك العديد من الطرق التي قد تكون بسيطة إلا أنها تُساهم في تدبير ميزانية المنزل بفعاليّةٍ، ومنها ما يأتي:
التواصل بين أفراد الأسرة بوضوح وشفافية
إن التواصل الحقيقي الهادف والتعاون بين أفراد الأسرة العاملين والقادرين على المُساهمة ولو بجزءٍ بسيط من مصروف المنزل وتحمّلهم المسؤوليّة يداً بيدٍ أمر في غاية الأهميّة.
يُساعد هذا التواصل على حصر إيردات ودخل الأسرة بصورةٍ واقعيّة وناجحة، ويكون ذلك باتفاق الزوجين المُسبق والنقاش معاً حول دخل كل منهما، وممتلكاته الشخصيّة التي تعود عليه بالفوائد الماليّة بانتظامٍ.
ويجب إشراك باقي أفراد الأسرة العاملين في هذه الخطوة بين الحين والآخر، وحصر الواردات التي ستجنيها الأسرة بصورةٍ مُنتظمة أسبوعيّاً، أو شهرياً على سبيل المثال وحسب الإتفاق بينهم، ثم الحديث بشكلٍ شخصيٍّ أكثر عن المسؤوليات الماليّة التي يلتزم بها كل منهم.
وفي حال وجود ديون خاصّة أو مبالغ تم اقتراضها من البنوك وتستلتزم دفع أقساط لها، أو مسؤوليات ونفقات أخرى شخصيّة لمعرفة طريقة توزيع دخل كل منهم، والنسبة التي يُمكنه المساهمة بها في مصروف المنزل دون الإضرار بميزانيّته الشخصيّة ومُضايقته ماديّاً.
اقرأ أيضا: كيفية تدبير المال
وضع خطة منظمة لإدارة وحفظ الميزانية
تُعد إدارة الأموال فن مهم ومهارة خاصة يجب على جميع أفراد الأسرة تعلّمها وفهم أهميتها وآثارها الإيجابيّة على سعادتهم ورفاهيهم.
وتتم إدارة الشؤون الماليّة للمنزل بوضع خطةٍ مدروسة للميزانيّة التي تمتلكها العائلة، والتي يقودها أحد الأبوين ويتشارك باقي أفراد المنزل تقديم الأفكار والاقتراحات التي بدورها تدعم هذه الخطة، وتُحافظ على استقرار الميزانيّة، وتُعزز إمكانيّة الأسرة وكفاءة التدبير المنزليّ السليم للأموال.
كما يُمكن عقد اجتماعات عائليّة لأفرادها بين الحين والآخر، وبالتزامن مع التغيّرات الاقتصاديّة وتذبذب واختلاف قيم ومصادر الدخل التي تُسهم في تغذية هذه الميزانيّة ودعمها، وتشمل الخطة النقاط الهامة الآتية:
- توفير الحاجات الأساسيّة، وأولويات الأسرة، ودفع النفقات المنزليّة بشكلٍ مُنتظم.
- تجنّب اللجوء للدين، وفي حالة وجود دين إبقائه تحت السيطرة، بحيث يُمكن سداده ولو جزئيّاً دون التأثير على المستوى المادي للأسرة.
- الاهتمام برفاهيّة وسعادة الأسرة، ووضع شاغر لبعض الإضافات التي تجعل الحياة ممتعة لكن بشكلٍ صحيح دون المسّ باستقرارها.
- الحفاظ على الميزانيّة المُستقرة والالتزام بالخطة لتجنب القلق المستمر من الأمور الماديّة وآثارها على الأسرة.
عمل قائمة بالحاجات والنفقات الأساسية للأسرة
يُساعد تحديد الأولويات والأساسيات على حصر مقدار نفقات الأسرة، وذلك بمراعاة الأمور الآتية:
- فصل الحاجات عن الرغبات: حيث إن هنالك فرق كبير بين احتياجات الأسرة الأساسيّة التي لا غنى عنها، والرغبات التي يضمها البعض لمصروف الأسرة لكنها في الحقيقة ليست أموراً هامة ويُمكن العيش بدونها أحياناً؛ حيث إنها لقصد الترفيه والمتعة.
- تأمين مبلغ للطوارئ: يجب ادّخار مبلغٍ من المال من مصروف الأسرة ووضعه جانباً بعيداً عن الميزانيّة الخاصة بالنفقات، حيث أنها قد تتعرّض لبعض الظروف الاضطراريّة والأزمات الماديّة المُفاجئة التي تستوجب وجود مبلغ مُدخر لها.
الاقتصاد وتوفير المصروف
يُنصح باتباع الإرشادات الآتية لتوفير المال وإدخار المصروف المنزليّ بطرقٍ بسيطة، وهي:
- وضع قوائم مُتغيّرة تعتمد على حاجات الأسرة؛ للاقتصاد في النفقات وإحضار حاجيّاتها الهامة فقط، وضمان عدم شراء الكثير من الأشياء الثانويّة عند التسوّق ونسيان الضروريات بالمُقابل.
- استخدام الكوبونات والقسائم الشرائيّة التي تحتوي على العديد من الخصومات وتوفّر النقود بفعاليّة، إضافةً للحصول على بعض المُنتجات المجانيّة أحياناً.
- التحقق من أسعار المُنتجات المُنتقاة قبل دفع ثمنها؛ حيث إن هنالك العديد من الأنواع والماركات المُختلفة والتي تتفاوت في أسعارها، إذ يُمكن توفير الأموال والحصول على مُنتجات ذات جودّة عاليّة بسعرٍ مناسب، ودفع ثمن معقول بدلاً من شراء مُنتجٍ باهظ الثمن وله نفس الجودة.
- شراء المُنتجات بالتزامن مع تاريخ الإنتهاء، حيث إن مراكز التسوق تقيم خصومات كبيرة على بعض المُنتجات التي لها تاريخ انتهاء قريب، وبالتالي يُمكن الحصول عليها واستهلاكها قبل الموعد وتوفير النقود، لكن لا بد من مراعاة تاريخ انتهائها والتحقق من استهلاكها قبله.
- استخدام الخصومات والاستفادة منها بشكلٍ ذكيّ، حيث إن هنالك بعض العروض التوفيريّة المُفيدة كشراء قطعة وكسب قطعةٍ أخرى كهديّة.
إدارة الديون والسيطرة عليها
لا بد من إدارة الديون والنفقات والدفعات الواجب سدادها بشكلٍ مُنتظم، والتي قد تُشكّل ضغطاً على ميزانية الأسرة، وذلك باتّباع الإرشادات الآتية:
- دراسة الدين بشكلٍ جيّد قبل الاقتراض، ويشمل ذلك الهدف من الدين، وفترة السداد، وقيمة الفائدة إن وجدت، وقيم الأقساط والدفعات وجميع هذه الأمور؛ للتحقق من قدرة الأسرة على تغطيّة الدين والسداد في الموعد.
- استخدام مبالغ الدين وتوظيفها بالشكل الصحيح، كتشغيله والمُساهمة وشراء بعض الأسهم التي ينتج عن بيعها بشكلٍ صحيح ومدروس مبالغ تكفي لإكمال الدين وكسب مبلغ جيّد من المال.
- الاقتصاد في المصروف والتوفير قدر الإمكان لسداد الدين، وذلك بالاستغناء عن بعض الكماليات والرغبات مدّةً من الزمن للتخلص من ضغوطات الدائنين.
- تجنّب مراكمة دفعات الديون أو الاقتراض من أكثر من جهةٍ؛ لأن ذلك يُصعّب ويزيد من مدّة سداد الدين، ويُهدد استقرار الميزانيّة الماليّة للأسرة.
اقرأ أيضا: ما هو مفهوم الذكاء الاقتصادي