تُعرف الجمعة السوداء (Black Friday) بأنها اليوم الذي يأتي بعد عيد الشكر، حيث يكون هذا اليوم حافلًا بالخصومات المذهلة، وبذلك يكون هناك فرصة جيّدة لشراء السلع في يوم العطلة من المتاجر التقليدية، أو من المتاجر الإلكترونية عبر الإنترنت، إذ يكون هذا اليوم بمثابة بداية موسم التسوق، ويهتم الكثير من المسلمين بمعرفة حكم تسمية يوم الجمعة بالجمعة السوداء وأصل هذه التسمية.
حكم تسمية يوم الجمعة بالجمعة السوداء
وقد أجاب الشيخ محمد بن إبراهيم عن ذلك بما ملخصه أن ما يجري على ألسنة الناس هو شيء شائع بين الناس، وموجود في الكتاب والسنة، كقوله -تعالى-: (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا).
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فإنَّه لا يَأْتي علَيْكُم زَمَانٌ إلَّا الذي بَعْدَهُ شَرٌّ منه)، إلى أن قال الشيخ: والأدب تركها وأمثالها. ولو استُخدم مصطلح الجمعة البيضاء لكان خيراً وأفضل؛ فإن يوم الجمعة يوم مُكَرم عظيم مهيب عندنا.
وقد قال -تعالى-: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ). وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها)، وهذا من تعظيم أمر الله تعالى، لأن يوم الجمعة عيد خصّ الله تعالى به المسلمين، فهو من شعائر المسلمين عموما.
ولا ينبغي لنا أن نتقصّد هذا اليوم بوصف سلبي عموما، والأفضل تتبع الأسماء التي تدل على التفائل والعمل والخير، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يُعجبُهُ الفَألُ الحسَنُ، ويَكْرَهُ الطِّيرةَ)، فطالما أن الناس يصفونه يفضّل أن يُوصف بوصف مبارك دالٌّ على التفاؤل والتكافل.
أمّا عن حكم الشراء من تخفيضات هذا اليوم، فالأصل في الشراء أو البيع أو الاستفادة من التخفيضات التي يفعلها التجار أنها حلال طالما كانت وفق ضوابط الشريعة الإسلامية في البيع والشراء والتجارة، ولا تأثير لتلك التسمية في الحكم، فربط الناس لما هو حلال في أصله بمسمّيات أخرى لا يغير الحكم الشرعي إلا إنْ وُجدت مخالفات شرعية في البيع والشراء.
اقرأ أيضا: أحاديث عن يوم الجمعة
الجمعة السوداء
وقد اتُّفق في البلاد العربية على إطلاق مصطلح مكافئ للجمعة السوداء وهو الجمعة البيضاء، وذلك لأنّ يوم الجمعة هو يوم مقدّس وحسّاس من الناحية الدينية، ويُفضّل الابتعاد عن إعطائه أوصافًا سلبية، كما إنّ عيد الشكر لا يُحتفل به لدى المسلمين ولا يكون يوم عطلة أصلًا.
يبدأ التجّار بالحملات الإعلانية قبل حلول يوم الجمعة السوداء، وتُفتح المتاجر منذ ساعات الفجر الباكرة أو حتّى قبلها لجذب الزبائن؛ لذا من الشائع تخييم الناس في بعض الدول خلال الليل لضمان أخذ دور في الصفوف الأولى للدخول إلى متجرٍ ما، والحصول على السلعة بالخصم الذي يُريد.
انطلق مفهوم الجمعة السوداء لأول مرّة في 24 أيلول عام 1869م، وذلك عندما أقدم مستثمران برفع أسعار الذهب بصورة مفاجئة، ممّا أدى إلى حدوث انهيار اقتصادي كبير في ذلك اليوم، فانخفضت أسعار الأسهم بنسبة 20%، وتوقّفت حركة التجارة الخارجية، كما انخفضت أسعار المحاصيل الزراعية الأساسية، كالقمح والذرة بنسبة وصلت إلى 50%.
كما ارتبط هذا اليوم بعيد الشكر الذي يعود للقرن السابع عشر ميلادي بعد هجرة الأوروبيين إلى أمريكا، وكانت هجرة مليئة بالصعاب، فكان العيد شكرا لله على نجاتهم منها.
بينما يقول البعض: سمّيت الجمعة السوداء بسبب اكتظاظ الناس في الأسواق والأرصفة، وتجمّعاتهم حول المحالِّ التجارية، مما يعيق حركة السير والمرور، ويصعّب العمل، ويشغل الأمن بتنظيم الناس، وفض الاشتباكات، إلى غير ذلك من الأمور.
كما أطلقت شرطة فيلادلفيا اسم الجمعة السوداء على الجمعة التي فصلت بين عيد الشكر واليوم المخصص لألعاب الجيش والبحرية في خمسينيات القرن العشرين، وذلك لاضطرارهم للعمل لساعات متواصلة في تلك الليلة بسبب تهافت كلًّا من السياح وأهل البلد أنفسهم في نفس اليوم للتسوق.
ويعتقد البعض بأنّ اختيار اللون الأسود في التسمية يعود إلى كثرة الأرباح المحقّقة في ذلك اليوم، فالتجّار قد اعتادوا قديمًا على تدوين الأرباح باللون الأسود في دفاترهم، أمّا الخسائر فتكون باللون الأحمر، وقد استُخدم هذا المصطلح بصيغةٍ رسميةٍ مطبوعة لأوّل مرّة في الإعلانات عام 1966م.
اقرأ أيضا: كلام عن الجمعة
تخفيضات وعروض الجمعة السوداء
تشمل عروض وتخفيضات الجمعة السوداء أنواعًا مختلفة من المنتجات في معظم المتاجر، أو من خلال المتاجر الإلكترونية بنسبٍ تتراوح بين (20-70)%، وبذلك تحقّق المتاجر مبيعات عالية خلال ساعات معدودة أحيانًا من خلال تهافت الزبائن عليها، إذ تقوم بالإعلان مسبقًا عن الخصومات من خلال المواقع الإلكترونية، ومن هذه المنتجات:
- الأزياء.
- المنتجات الصحية.
- الإلكترونيات، وخصوصًا الهواتف المحمولة.
- الأجهزة والأدوات المنزلية.
- القرطاسية.
اقرأ أيضا: مواقع الكوبونات واكواد الخصم 2020
