يُستخدم العلاج بالحجامة لكثيرٍ من الحالات المرضية؛ كالتخفيف من الآلام والالتهابات، المساعدة على تدفق الدم، الاسترخاء، الرفاهية ولتدليك الأنسجة العميقة من الجسم، ويهتم الكثير من المسلمين بالتعرف على أفضل وقت للحجامة حسب السنة النبوية فضلًا على معرفة أنواع الحجامة ونصائح إجراء الحجامة.
أفضل وقت للحجامة حسب السنة النبوية
واستدلالاً أيضاً بفعله -عليه السلام- فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (احْتَجَمَ وأَعْطَى الحَجَّامَ أجْرَهُ، واسْتَعَطَ). (( رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 5691 ))
يصنَّف بعض المختصون العلاج بالحجامة على أنَّها من أحد أنواع العلاج الوقائية، وعليهِ فيُنصح بها من 2-4 مرات في السنة في حال كان الشخص يتمتع بصحة جيدة، وبتكرارها مراتٍ عديدة في حال كان لدى المريض حالة طبية خطيرة.
يتبع أفضل وقت للحجامة حسب السنة النبوية لحديث رسول الله -صلى الله عليهِ وسلَّم- حين قال: (من احتجم لسبع عشرة من الشهر وتسع عشرة، وإحدى وعشرين كان له شفاء من كل داء). (( رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عبد الله بن عباس ، الصفحة أو الرقم: 3166، صحيح))
إنَّ السبب والحكمة من التوقيت المعيّن عند تطبيق علاج الحجامة، هو الاعتماد على الجاذبية ومستويات السوائل والماء داخل جسم الإنسان في أوقات معينة من الشهر، ومثلما يؤثر القمر على المدِّ المحيط، فإنَّه يؤثر على جسم الإنسان أيضًا.
وعليه يجب إجراء الحجامة في اليوم السابع عشر، التاسع عشر والواحد والعشرين من الشهر القمري، لما تساهم فيه قوة الأقمار في إزالة الخلايا الميتة.
وتجتنب الحجامة في الصيف عند اشتداد الحرارة، وفي البرد الشديد أيضًا، وأفضل أوقاتها الربيع عند اعتدال الجو، أمّا إن كان الإنسان مريضًا فله فعلها في أي وقتٍ احتاج لها، فقد ورد أنّ الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- كان يحتجم في أيّ وقتٍ وفي أيّة ساعةٍ.
اقرأ أيضا: الفرق بين الحجامة والتبرع بالدم
أنواع الحجامة
توضع المواد القابلة للاشتعال في الكوب وفور إشعالها وظهور اللهب يضع فوهة الكأس على الجلد، وفور برود الهواء داخل الكوب، يُصبح هناك فراغًا يؤدي إلى ارتفاع جلد المريض واحمرارهِ بالإضافة إلى تمدُّد الأوعية الدموية، وبعدها يُترك الكوب في مكانه لمدة تقارب الثلاث دقائق.
وهنا تجدر الإشارة إلى استخدام المعالجين مضخة مطاطيّة عوضًا عن النار لخلق الفراغ داخل الكأس، وقد يلجأ البعض منهم إلى الاستعانة بأكواب السيليكون التي تسهل عملية انتقال الكوب من مكان إلى آخر على الجلد، بتأثير يشبه التدليك، هذه الطريقة بأكملها تتبع الحجامة الجافة.
أما الحجامة الرطبة فتتم من خلال عملية شفط خفيف بواسطة الكوب الذي يُترك على الجلد لمدة تقارب الثلاث دقائق، بعد ذلك يزيل المعالج الكأس ويستعين بمشرطٍ صغير لعمل جروح صغيرة وخفيفة على الجلد، ومن ثمَّ يقوم بإجراء شفط آخر ثانوي لتتم عملية سحب كمية قليلة من الدم.
ويكون معدّل الأكواب المستخدمة في الجلسة الأولى بطريقة الحجامة الرطبة ما بين 3 إلى 5 أكواب، ومن النادر أن يتم استخدام أكثر من 5-7 أكواب وذلك تبعًا لجمعية الحجامة البريطانية، وبعد إتمام جلسة العلاج قد ينصح المعالج باستخدام مضاد حيوي كمرهم، لتجنُّب العدوى التي قد تظهر إثر التهاب الجروح.
ومن المهم أن تعود بشرة المريض إلى الحالة الطبيعية في غضون عشرة أيام، ومن جهةٍ أخرى فإنَّ جميع مؤيدي الحجامة الرطبة يعتقدون أنَّها تساهم في إزالة السموم الضارة والمواد السامة من الجسم وهذا من شأنه أن يعزِّز عملية الشفاء لديهم، ولكن هذه الاعتقادات لم تثبت علميًا إلى اليوم.
اقرأ أيضا: فوائد الوخز بالإبر
نصائح العلاج بالحجامة
من أبرز نصائح العلاج بالحجامة التي يجب على المريض أخذها في عين الاعتبار اختيار المعالج بدقة، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل الخضوع لجلسات العلاج بالحجامة، كما يجب ارتداء المعالج لمئزر، قفازات، نظارات واقية أو أي وسيلة أخرى لحماية العين، إضافةً إلى استخدام المعدات النظيفة.
هناك بعض الآثار التي قد يواجهها المريض أثناء وبعد العلاج بالحجامة، ومن أبرزها:
- الشعور بالدوار أثناء أو بعد العلاج.
- الشعور بالتعرق أو الغثيان.
- تهيج الجلد المحيط بحافة الكوب المستخدم أثناء العلاج.
- الشعور بالألم في مواضع الجروح.
- ظهور الندب على الجلد، أو الكدمات.
- احتمالية التعرُّض للعدوى، ولعلّها من أخطر الآثار المحتملة عند تلقي العلاج، ولكن يبقى خطرها بسيط عند اهتمام المُعالج باتباع الطرق الصحيحة بتنظيف الجلد والسيطرة على العدوى قبل وبعد الجلسة.
اقرأ أيضا: علاج دوالي الساقين بالحجامة