يكثر البحث عن أنواع الاستشعار عن بعد وتقنياته حيث يُعد الاستشعار عن بعد من العلوم الهامة التي تدرس جميع الطرق والوسائل التي تمكننا من تجميع معلومات وبيانات وصور عن شيء ما أو مكان ما من مسافة محددة وذلك دون الحاجة إلى تلامس فعلي، ويتم تحليل ومعالجة البيانات الملتقطة والاستفادة منها في مختلف المجالات.
أنواع الاستشعار عن بعد
بدأت عملية الاستشعار عن بعد بأبسط صورها عام 1858م وكانت أول عملية استشعار عن بعد هي عبارة عن التقاط صورة لمدينة باريس وذلك من خلال منطاد هواء ساخن استخدمه غاسبار تورناخون.
تطورت العملية وأصبحت ذات أهمية وذلك في فترة الحروب مثل الحرب الأهلية الأمريكية والحربين العالميتين الأولى والثانية ومن ثم الحرب الباردة، حيث كانت إحدى المهام الأساسية الموكلة للجيش هي الحصول على معلومات مهمة حول مناطق معينة، ومن ثم تطور الاستشعار عن بعد ليصبح عن طريق الأقمار الصناعية التي ملأت فضاءنا في يومنا هذا.
تتنوع أنواع الاستشعار عن بعد إلى نوعين هما: استشعار عن بعد إيجابي واستشعار عن بعد سلبي، الاستشعار عن بعد الإيجابي (Active Remote Sensing) يكون عن طريق إرسال موجات معينة عبر وسائل وأجهزة مختصة لهذا الغرض والانتظار حتى يتم استقبال الموجات المرتدة ويتم بعدها تحليل البيانات والمعلومات.
أما الاستشعار عن بعد السلبي (Passive Remote Sensing) يكون عن طريق تجميع البيانات والمعلومات بعد دراسة الانبعاثات الحاصلة من تلقاء نفسها من الشيء المراد دراسته.
اقرأ أيضا: يدل اللون الاسود في بيانات الاستشعار عن بعد على
آلية الاستشعار عن بعد
تتلخص آلية الاستشعار عن بعد في 4 مراحل أساسية وهي أولًا القيام بعملية تجميع المعلومات عبر أجهزة معينة وإرسالها لجهة المعالجة، ثم القيام بتحليل هذه البيانات والمعلومات لتصبح في شكلها النهائي.
وعلى ضوء هذه النتائج والتفسيرات يتم تحويل المعلومات إلى مجموعة من الصور، لنصل لآخر مرحلة وهي عمل الدراسات البيانية والخرائط ليتم الاستفادة منها حسب الغرض المخصص لها.
وتعتمد تقنيات الاستشعار عن بعد على المستشعرات (Sensors)، وذلك بالاعتماد على مبدأ أن كل جسم له بصمة طيفية خاصة به (Spectral Signature)، والتي تعرف بكم من الطاقة المغناطيسية المنبعثة أو المنعكسة من الجسم والتي تكشف عن صفات وخواص الجسم وتميزه عن غيره، تقوم هذه المستشعرات بالتعرف على البصمة الطيفية الخاصة بالجسم وبالتالي تحدد خواصه.
اقرأ أيضا: تعريف نظم المعلومات الجغرافية
تطبيقات الاستشعار عن بعد
- يخدم علم الاستشعار عن بعد بشكل أساسي المجال الزراعي، من خلال التنبّؤ بمقدار الإنتاج الزراعي، كما ويرصد الأمراض التي تُصيب الأشجار، والنباتات، والتربة، ويراقب درجة ومدى خطورة التصحر، ويفيد بشكل كبير في مراقبة الحرائق التي تشتعل في الغابات، والتي يصعب الوصول إليها وتصويرها.
- يدخل في في مجال علم الجيولوجيا بما في ذلك دراسة كافة طبقات الأرض ومعرفة مدى التصدّعات وغيرها، وذلك من خلال الخرائط الجيولوجية واكتشاف مناطق البراكين، وكذلك يساهم في البحث عن الثروات الطبيعية والمواد الأولية اللازمة للصناعات.
- يستخدم في دراسة وتحديد درجات التلوث التي تتعرّض لها المسطحات المائية، كما ويصمم خرائط يحدد فيها بدقة أماكن انتشار الموارد المائية، بما في ذلك المياه الجوفية، ورصد المناطق المحتمل حدوث الفيضانات فيها.
- يقدّم خرائطًا دقيقة جدًا في كافة المجالات ويفيد بشكل خاص في معالجة الأماكن التي تعاني من التلوث البيئي بشكل عام، وذلك من حيث رصد مدى تلوث الهواء وخاصة بدخان ومخلفات المصانع، والتلوث بالنفايات.
- يساعد في توفير الحماية والأمن للدول سواء من النزاعات والحروب ومحاولات السيطرة الخارجية وخاصة عبر الجو، أو حماية الآثار من السرقات التي قد تتعرّض لها القصور والقلاع وغيرها.
- يُطبّق بشكل كبير في مجالات التنبؤ بالكوارث الطبيعية أو الكوارث التي يقف وراء حدوثها الممارسات والأنشطة البشريّة، سواء تلك المتعلقّة في الزلازل، والبراكين، وتسونامي، والفيضانات بكافة أنواعها، أو تلك التي تنتج عن الحروب، والانفجارات الذرية، والنووية، والحرائق، والبراكين وغيرها، وبالتالي السيطرة عليها والتحكم بها.
- يمكن الاستفادة بشكل كبير من هذا الحقل العلمي في مجال الجليديات، والذي يتمثل في متابعة المناطق الجليدية ومعدل ذوبان الثلوج المتراكمة وأماكن الانهيارات وغيرها.
اقرأ أيضا: بدء ظهور نظم المعلومات الجغرافية في الولايات المتحدة سنة 1964م
الاستشعار الراداري
يعتمد الاستشعار الراداري أو ما يعرف بـ (Microwaves) على مبدأ الاستشعار عن بعد الإيجابي حيث يقوم بتوجيه موجات ونبضات كهرومغناطيسية اتجاه الهدف المراد فحصه ودراسته وبعد ارتداد الموجات يتم دراستها وتحليلها والتعرف على الجسم وتحويل المعلومات على شكل صور ذات أبعاد ثلاثية.
تمتاز هذه التقنية بالعديد من المميزات من أهمها إمكانية التقاط صور للهدف من جهتين متقابلتين، يمكن دمج البيانات المستخرجة من هذه التقنية مع بيانات وقياسات أخرى، يمكن التقاط الصور الرادارية طول فترة اليوم في الليل والنهار لأن لديه مقدرة اختراق عالية حيث يستطيع اختراق الضباب والغيوم وغيرها من الأغلفة.
اقرأ أيضا: أهمية الرادار الكمومي