بحيرة الحولة.. تقع بحيرة الحولة أو بما يسمى بوادي الحولة شمال شرق فلسطين، ويحدها مرتفعات الجولان من الشرق، ودان ومستوطنة معيان باروخ من الشمال، بينما يحدها تلال نفتالي من الغرب، وتنحدر تدريجيًا إلى الجنوب وصولًا إلى بحر الجليل، ويبلغ عرضها 4 أميال، وطولها حوالي 16 ميلًا، وتغطي مساحة تبلغ حوالي 68 ميل مربع.
تاريخ بحيرة الحولة
جذبت البحيرة مستوطنة بشرية من عصور ما قبل التاريخ، وتم العثور على بقايا أثرية من العصر الحجري القديم بالقرب من جسر بنات يعقوب في الطرف الجنوبي للوادي، وكانت ملاحة هي أول مستوطنة دائمة في المنطقة، والتي يعود تاريخها إلى ما بين 9000 و10000 سنة مضت، وفي الآتي سيتم الحديث باستفاضة عن تاريخ بحيرة الحولة، والذي يتضمن ما يأتي:
- قبل تصريفها في أوائل الخمسينيات كانت بحيرة الحولة بطول 5.3 كيلومتر أي ما يعادل 3.3 ميل، وعرض 4.4 كيلومتر أي ما يعادل 2.7 ميل، وتمتد على 12-14 كيلومتراً مربعاً، وعمقها حوالي 1.5 متر أي ما يعادل 4 أقدام و11 بوصة خلال فصل الصيف، وعمق 3 أمتار أي ما يعادل 9.8 قدم خلال فصل الشتاء، حيث كانت تتغذى من الينابيع الدائمة.
- كانت المنطقة مفترق طرق رئيس على الطريق التجاري الّذي يربط المركز التجاري الكبير في دمشق بالساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط ومصر، كما تم بناء مدينتي حزور ولايش في مواقع رئيسة على هذا الطريق خلال العصر البرونزي منذ حوالي 4000 عام.
- في الفترة 745–727 قبل الميلاد تم الاستيلاء على المنطقة من قبل جيوش الإمبراطورية الآشورية الجديدة، والتي قامت بطرد سكانها.
- عُدت بحيرة الحولة وما حولها المنطقة الريفية لكل من الفترات الهلنستية، والرومانية، والبيزنطية، والعربية المبكرة من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الثامن الميلادي.
- تأسست مدينة سلوقية سامولياس على شاطئ البحيرة خلال الإمبراطورية السلوقية.
- تم إدخال الجاموس في القرن الثامن إلى المنطقة، كما تم إدخال العديد من المحاصيل مثل الأرز خلال الفترة الهلنستية، والقطن وقصب السكر الّذي جلبه العرب، والذرة التي جُلبت إلى المنطقة بعد اكتشاف الأميركتين.
- سكن البدو في المنطقة خلال القرن التاسع عشر، ولكن في عام 1882 ارتفعت معدلات الوفيات للغاية؛ بسبب انتشار الملاريا. كما أن العديد من المسافرين كتبوا عنها؛ فكتب أحدهم أنها كانت من بين أرقى مناطق الصيد، وكتب آخر أنها تُعد موطنًا للفهود والدببة والخنازير البرية والذئاب والثعالب وابن آوى والضباع والغزلان، وخلال الحرب العالمية الثانية كتب ضباط الجيش البريطاني عن صيد الطيور هناك.
- قامت شركة تطوير الأراضي الفلسطينية بوضع الخطط لتصريف وري المنطقة، وكان ذلك في عام 1933 أثناء الانتداب البريطاني.
- في ثلاثينيات القرن الماضي أفاد زائر للمنطقة أن القُرى المحيطة حصدت ورق البردي للنسيج، والتي استخدمت لصنع الحصير الفاخر، والحصير الأطول والأكثر خشونة.
مناخ بحيرة الحولة
- تتميز بحيرة الحولة بمناخ البحر الأبيض المتوسط الذي يتميز بشتاء ممطر وبارد وصيف حار وجاف، ولكنها عادة ما تتعرض إلى تقلبات موسمية ويومية في درجات الحرارة أكثر شدة من تلك التي تتعرض لها المناطق الساحلية؛ بسبب وقوع البحيرة بين سلسلتين جبليتين.
- يتراوح هطول الأمطار السنوي إلى ما يصل إلى 800 ملليمتر في شمال الوادي، وحوالي 400 ملليمتر في جنوب الوادي، ويسود المنطقة خلال فصل الشتاء رياح إقليمية وعواصف ريفية قوية من الشمال الشرقي.
حديقة بحيرة الحولة
- تقع حديقة بحيرة الحولة في الجزء الجنوبي من سهل الحولة، وتم تأسيسها كجزء من مشروع إعادة تأهيل المنطقة، حيث في أوائل التسعينيات غمر جزء من الوادي في المنطقة مرة أخرى؛ نتيجة لتجمع الأمطار الغزيرة؛ ولذلك تقرر تطوير المنطقة وترك المياه المغمورة، وبهذا أصبح الموقع الموطن الثاني لآلاف الطيور المهاجرة في رحلة الذهاب والعودة من أوروبا إلى إفريقيا خلال الخريف والربيع، حيث استخدمتها الطيور كمواقع تعشيش ومواقع مراقبة.
- في عام 2011 أكد علماء الطيور أن بحيرة الحولة هي نقطة توقف لعشرات الآلاف من طيور الرافعات التي تهاجر من فنلندا إلى إثيوبيا كل شتاء، كما يقوم المزارعون بتقديم الطعام لهذه الطيور لمنعهم من إتلاف المحاصيل بالقرب من البحيرة، ولكن ساد القلق بشأن استنزاف الحولة؛ فتقرر إنشاء جمعية لحماية الطبيعة في فلسطين من خلال تخصيص مساحة صغيرة تصل إلى 3.50 كيلومتر مربع من مستنقعات البردي كأول محمية طبيعية في البلاد، وفي الآتي سيتم الحديث عن تاريخ بحيرة الحولة.
التنوع الحيوي في بحيرة الحولة
- عُدت المنطقة غنيَة بمختلف أنواع الأسماك بما في ذلك سمك السلور وسمك البلطي والكارب الذي يزيد طولهُ عن متر، حيث أظهرت الاكتشافات الأثرية في عام 2009 وتحليل بقايا السمك المستخرجة من الموقع الأثري لجيشر بينوت يعقوب أن البشر الّذين استوطنوا المنطقة استغلوا مجموعة واسعة من الأسماك التي عاشت في بحيرة الحولة، كما تعرضت بعض الأسماك المستوطنة الفريدة من نوعها للانقراض بما في ذلك أسماك السيبرينيد أكانثوبراما هولينسيس، وأسماك السيشليد تريستراميلا إنترميديا؛ بسبب الجفاف الذي تعرضت له المنطقة نتيجة للتصريفات التي قام بها الصندوق القومي اليهودي.
- في نوفمبر 2011 لعام 1996 تم تصنيف ضفدع الحولة على أنه حيوان منقرض؛ نتيجة لتصريف الأهوار وإنشاء المنتزهات، ولكن فيما بعد صُنِف على أنّه حيوان معرض للانقراض؛ بسبب ظهور أحدها في المنطقة وتبع ذلك العثور على عشرة آخرين على الأقل.
اقرأ أيضًا: بحيرة ريتبا