سمات مجتمع المعرفة.. المجتمع المعرفي هو المجتمع الذي يتخذ المعرفة هدفاً رئيسياً، تخطيطياً، وتطبيقياً، في شتى مجالات حياته، ويُحسن استعمال المعرفة في تسيير أموره، وفي اتِخاذ القرارات السليمة، والرشيدة، وهو ذلك المجتمع الذي ينتج المعلومة؛ لمعرفة خلفيات، وأبعاد الأمور بمختلف أنواعها، ليس في بلده فقط، بل في أرجاء العالَم كله. وهو ذلك المجتمع الذي يُتاح فيه للأشخاص جميعاً، بدون تمييز من أي نوعٍ كان، ممارسة حقهم في حُرية الرأي، والتعبير، بما في ذلك حُرية اعتناق الآراء بدون تدخل، وحُرية التماس، وتلقي وإصدار المعلومات، والآراء، من خلال أي وسيلة اتصال، وعَبر الحدود الجغرافية.
سمات مجتمع المعرفة
تعددت سمات، وخصائص المجتمع المعرفي تبعاً لتعدد آراء الباحثين في هذا المجال، وفيما يأتي ذِكر لبعض هذه الخصائص:
- توفر المشاركة من قبل جماهير واسعة، وأفراد ينتجون المعرفة، كالعلماء، والباحثين، والمُبدعين، وغيرهم.
- التغير نحو التعليم الإلكتروني بدلاً من النمطيّة السائدة في التعليم.
- تجدد المعرفة باستمرار.
- إتقان صناعة المعلومات، ونشرها، وتوزيعها، وتبادلها، واستخدامها، وما إلى ذلك من أمور.
- الاعتماد على أنظمة الإدارة الإلكترونيّة، والإدارة الإبداعيّة، وإدارة المعرفة، حيث تعتبَر هذه الطّرُق غير نمطية في المؤسسات.
- زيادة أعداد الموارد البشرية المُدربة، والمُتميزة، والتي تتصف بالمقدرة على الإبداع، والابتكار.
- توفر البنية التحتية، والتي تكون مَبنية على تكنولوجيا الاتصالات، والمعلومات.
- تبادل المعلومات بكل سهولة، بحيث تكون مُتاحة للأفراد جميعهم.
- المقدرة على الابتكار، حيث إن استخدام العقل يساهم في إنتاج المعارف، وتوليدها.
- توفر مراكز البحوث، والتطوير، بإمكانياتها البشرية، والمادية.
- نمو ثقافة التعلم الذاتي، والتعليم المستمر مدى الحياة.
- تنمية المقدرة على اتخاذ أكثر القرارات فعاليّة.
- التركيز على العمل الذهني، وذلك من خلال حلّ المشكلات، وتنمية الفرص أمام الفرد، وغيرها من الأمور.
أبعاد مجتمع المعرفة
لمجتمع المعرفة عدة أبعاد يمكن تلخيصها فيما يأتي:
- البُعد السياسي: حيث يكون للأفراد جميعهم دور في اتخاذ القرارات بطريقة رشيدة تبنى على الاستعمال الفعال للمعرفة، وهذا يتأتى بتوسيع دائرة الحُرية في تبادل المعلومات، وتحقيق مفاهيم العدالة، والديمقراطية، والمساواة، والمشاركة السياسية الفاعلة.
- البُعد الاجتماعي: حيث يُعد الاهتمام بزيادة مستوى الوعي بأهمية المعرفة، وتكنولوجيا المعلومات في حياة الفرد اليومية أمراً مهماً، وذلك من خلال الاهتمام بمُعدل التجدد، والكم، والكيف، وسرعة التطور، وغيرها من الأمور.
- البُعد التكنولوجي: حيث يتم تطبيق التكنولوجيا في مجالات الحياة المختلفة جميعها.
- البُعد الاقتصادي: حيث تُعد المعرفة الركن الأساسي لترشيد الاقتصاد، وتوفير فُرص العمل، والقيمة المضافة، ويُقصد بهذا أن المجتمع الذي يستخدم المعلومة في نشاطاته الاقتصادية كلّها هو المجتمع الذي يفرض نفسه، ويكون قادراً على المُنافسة.
أسس بناء مجتمع المعرفة
أورد تقرير التنمية الإنسانية العربية مجموعة من الأُسس التي لا بُد منها؛ لبناء مجتمع المعرفة، وهي:
- إنشاء نموذج معرفي عام، بحيث يكون منفتحاً، ومستنيراً، وأصيلاً.
- الاهتمام بنشر التعليم الراقي بشكل كامل، مع الحرص على التعليم المستمرّ مدى الحياة، وإعطاء الأولوية للتعليم في مرحلة الطفولة المُبكرة، وتحسين جودة التعليم في المراحل جميعها، بالإضافة إلى الاهتمام بتطوير التعليم العالي، كما لا بُد من تعميم التعليم الأساسي بحيث يكون مُتاحاً للجميع، مع زيادة الفترة الخاصة به إلى عشرة صفوف كحد أدنى.
- الاهتمام بالتحول إلى إنتاج المعرفة بشكل حثيث في البيئة الاقتصادية، والاجتماعية، وذلك عن طريق التنويع في الأسواق، والاعتماد على المعرفة الذاتية، والقدرات التكنولوجية، وتطوير الموارد القابلة للتجدد.
- الاهتمام ببناء المقدرة الذاتية على البحث، والتطوير التكنولوجي في الأنشطة المجتمعية جميعها، وتوطين العلم.
- الاهتمام بحُريات التعبير، والرأي، وضمانها، حيث إن من شأنها أن تؤدي إلى إنتاج المعرفة، مما يعني الإبداع، والتطوير، والابتكار التكنولوجي، وما إلى ذلك من أمور.
اقرأ أيضًا: تشرح أهمية التحول إلى المجتمع المعرفي في العالم المعاصر