كثيرًا ما تطرأ على أسماعنا مصطلحات قد تكون لها أثر إيجابي في تشكيل العديد من المجتمعات. ولعل مصطلح مجتمع المعلومات من أشهر المصطلحات التي قد لاقت انتشار مثالي خلال الفترات الراهنة. وقد يشير ذلك المصطلح بشكل عام إلى ذلك المجتمع الذي يعتمد بصورة تامة على إنتاج المزيد من المعلومات التي قد يساهم انتشارها بشكل إيجابي في نشر المزيد من التقدم والرقي بشكل عام، وهو ما تهدف إليه العديد من المجتمعات بشكل عام، خاصة وأن الثقافات والحضارات بصفة عامة تقوم في أساسها على كم المعلومات التي قد يحصّلها أبنائها، هذا وقد يتوقف رقي مجتمع ما على مدى دقته في تحصيل المعلومات المتاحة وأسلوب تنسيقها وتنظيمها، ومدى استغلال كافة المهارات والكفاءات المتاحة بذلك المجتمع في تحليل تلك المعلومات بصفة عامة.
مجتمع المعلومات
المعلومات هي تلك البيانات التي يتم تطويرها ومعالجتها لكي تمتلك سلاسة في الفهم لدى كافة الثقافات. هذا ويتم معالجة تلك البيانات بصور مختلفة سواء كان على يد أشخاص مختصين، أو أجهزة تكنولوجية متطورة.
أما فيما يخص مجتمعات المعلومات فقد ظهر منذ بداية الثورة الصناعية، وقد ظهر هذا المصطلح نتيجة اعتماد مجموعة محددة من المجتمعات على التطور التكنولوجي والتقنيات الحديثة في تطبيق المعلومات والبيانات التقنية على أرض الواقع.
متعلق بالموضوع: أنواع مصادر المعلومات
أهداف مجتمع المعلومات
هذا وتهدف مثل هذه المجتمعات إلى توطيد مجموعة من الأسس الإيجابية التي تساهم بشكل كبير في تطوير المجتمعات معرفيًا واقتصاديًا وغيرها من النواحي الأخرى، وإليكم تلك الأهداف فيما يلي:
- تحقيق طفرة تكنولوجية تفيد كافة المجالات داخل المجتمعات، وذلك من خلال استغلال كافة الوسائل التكنولوجية بما يعود بالنفع.
- تعزيز تبادل المعارف والعلوم بين كافة الدول عن بعد، مع التحفظ على عدم المساس بأي ثقافة أو حضارة.
- تحقيق المصلحة العامة للدولة، مع تعزيز المزيد من الرفاهية العملية والعلمية أثناء تحصيل المعلومات بشكل عام.
- إحداث تطوير شامل في المجالات التعليمية، خاصة بعد إضفاء الروح التكنولوجية عليها.
- كما يهدف إلى التخلص من الفروق المجتمعية التي قد تسيطر على عقول جمة، وذلك بأن يتساوى الجميع أمام تلك الثورة المعلوماتية التي قد تملأ أركان المجتمعات.
خصائص مجتمعات المعلومات
هذا وقد نلاحظ في مثل تلك المجتمعات العديد من الخصائص التي ميزتها عن غيرها، ولعل أبرز تلك الخصائص ما يلي:
- الاعتماد كليًا على الأجهزة والأدوات التقنية التي تجعل الحياة أكثر دقة وسهولة.
- استغلال المعلومات بشكل عام كمورد أساسي في العديد من النشاطات مثل النشاطات التعليمية والاقتصادية، وغيرها من النشاطات الأخرى، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر شركات تصنيع تطبيقات مايكروسوفت.
- تأثر المجتمع بتلك التقنيات المعلوماتية سواء كان بالإيجاب أو بالسلب، ففي حالة خطأ المعلومات التي تم إدخالها في جهاز تقني لبناء جسر ما قد ينتج عنه خلل في ذلك الجسر، وربما انهياره في مراحل أخرى.
- كما تعتمد هذه المجتمعات بشكل عام الآلات والأجهزة الحديثة في مجالها الاقتصادي، كعنصر أساسي لتحفيز إنتاجه.
- كذلك تجد لديه الأعمال الإدارية تعتمد في إطارها العام على تكنولوجيا المعلومات، مثل عملية رصد عدد المواليد إلكترونيًا.
اقرأ أيضا عن:مصادر المعلومات على شبكة الإنترنت
العناصر اللازمة لبناء مجتمع المعلومات
من الأهمية بمكان الإشارة هنا أن مثل تلك المجتمعات التي تعتمد على المعلومات التقنية بحاجة إلى ركائز أساسية تعزز نجاح خطاها، ومن ذلك ما يلي:
السياسات الاستراتيجية:
تعد أهم خطوة في ترسيخ قواعد تلك المجتمعات. وتسعى المجتمعات بخصوص ذلك الشأن تحفيز كافة قطاعاتها من أجل توطيد ركائز تكنولوجيا المعلومات بصورة واضحة.
البنية الأساسية المعلوماتية:
يتم من خلالها تجميع كافة الإمكانات والأدوات المادية مع القدرات البشرية لإنتاج وتوطيد أقوى بنية تحتية معلوماتية.
بناء القدرات البشرية:
والتي يجب ان تندمج بشكل فردي أو ضمن المؤسسات في عالم تكنولوجيا المعلومات. والتعامل مع تلك التقنيات بصورة صحيحة وسريعة.
النفاذ إلى المعرفة:
ويتم ذلك النفاذ من خلال توفير الأجهزة والأدوات التي يتم خلالها ترسيخ قواعد مجتمعات المعلومات.
التعاون المجتمعي:
ذلك التعاون بين كافة جهات المجتمع في توطيد قواعد مثل تلك التقنيات قد تساعد بشكل كبير في ترسيخ مجتمعات المعلومات بشكل عام.
كان هذا المفهوم الشامل الذي تم استنتاجه من مجتمع المعلومات وما يسعى إليه من أهداف. قد تساهم تلك الأهداف بشكل أو بآخر في تعزيز المزيد من الصورة المتطورة التي تسعى إليها المجتمعات التي تعتمد على التكنولوجيا بشكل كبير من أجل بناء قواعدها. هذا ونؤكد على ضرورة الحرص أثناء تتبع مثل تلك الخطوات، وذلك لما يعود بها على المجتمعات من نتائج إيجابية أو سلبية أيضًا.