لطالما كان أحد أفضل جوانب العلم هو استعداده للاعتراف بالأخطاء التي يرتكبها. لذلك هناك الكثير من النظريات التي لم تلقى قبول من دول العالم والتي أثبت العلم خطأها فيما بعد ولماذا بالتحديد رفضها العالم. كما أن بعض هذه النظريات تم الاعتقاد بأنها صحيحة علميًا ولكن بعد ذلك تم إثبات خطأها حيث يتم إعادة صياغة النظريات باستمرار.
النظريات التي لم تلقى قبول من دول العالم
نظرية فولكان الكوكب المفترض
اقرأ أيضًا: حقائق عن كوكب عطارد .. الكوكب الأقرب للشمس
اعتقد علماء القرن التاسع عشر بنظرية فولكان التي تنص على وجود كوكب ما بين كوكب عطارد والشمس وهو ما يفسر حركة عطارد الغريبة حول الشمس. فكان هذا الكوكب بمثابة قوة جاذبية تتسبب في حركة عطارد. وكان عالم الرياضيات والفلك أوربان لوفيرييه هو أول من اعتقد بوجود هذا الكوكب. وقد أطلق عليه اسم كوكب فولكان وهو اسم إله النار الروماني. وسرعان ما ادّعى الكثير من علماء الفلك التواقين للشهرة بأنهم شاهدوا هذا الكوكب الغامض وهو يمر عبر الشمس. ولكن تم رفض هذه النظرية في العالم بأكمله بعدما سيطر الشك على كثير من علماء الفلك البارزين. كذلك كان للنظرية النسبية لأينشتاين دور في تفسير سبب دوران عطارد حول الشمس. لذلك تم إثبات خطأ النظرية فعليًا في عام 1915.
اقرأ أيضًا: ماهو الكوكب الذهبي
نظرية التولد الذاتي
على الرغم من أن الأمر قد يبدو سخيفًا بعض الشيء اليوم، إلا أنه كان يُعتقد منذ آلاف السنين أن الحياة نشأت بانتظام من العناصر دون أن تتشكل أولًا من خلال البذرة أو البيضة أو غيرها من الوسائل التقليدية للتكاثر. وكان أرسطو هو الداعم الرئيسي لتلك النظرية، حيث استند في نظرياته إلى أفكار مفكرين مثل أناكسيماندر وأناكساغوراس. وقد أكد جميع هؤلاء المفكرين على الطرق التي يمكن أن تنشأ بها الحياة تلقائيًا من مادة جامدة مثل الوحل والطين والأرض عند التعرض لأشعة الشمس. كما بنى أرسطو نظريته على الطريقة التي تولد بها اليرقات من جثث الحيوانات النافقة. وبالتالي اعتقد بأن الحياة يمكن أن تنبثق حرفيًا من لا شيء. وقد استمرت هذه النظرية لمئات السنين بعد أرسطو. إلا أن العالم رفضها بعد ذلك حيث ساعد اختراع المجهر في إظهار أن هذه الحشرات نفسها لم تنشأ عن طريق التولد الذاتي ولكن بواسطة الكائنات الحية الدقيقة المحمولة جوًا.
اقرأ أيضًا: مصطلحات علم الطفيليات
نظرية تمدد الأرض
يعتمد فهمنا الحديث للأرض وداخلها على الصفائح التكتونية ومفهوم الاندساس. ولكن قبل القرن العشرين، اشترك العديد من العلماء في النظرية الخيالية التي رفضها العالم فيما بعد والتي تقول إن حجم الأرض يتزايد إلى الأبد. وتنص نظرية تمدد الأرض على أن الظواهر مثل سلاسل الجبال الموجودة تحت الماء والانجراف القاري لا يمكن تفسيرها سوى بأن كوكب الأرض ينمو تدريجيًا ويتمدد. كما جاد مؤيدو النظرية أنه مع نمو حجم الكرة الأرضية، ستزداد المسافات بين القارات وكذلك قشرة الأرض. وكان لهذه النظرية ماضٍ طويل حيث أيدها داروين ونيكولا تيسلا. تم رفض هذه النظرية في القرن العشرين واستبدالها بنظرية أكثر تعقيدًا عن الصفائح التكتونية. ففي حين أن نظرية تمدد الأرض تفيد بأن جميع الكتل الأرضية كانت متصلة ببعضها وأن المحيطات والجبال نشأت فقط نتيجة لزيادة حجم الكوكب، فإن الصفائح التكتونية تفسر نفس الظواهر عن طريق الصفائح الموجودة في الغلاف الصخري والتي تتحرك وتتقارب تحت سطح الأرض.
اقرأ أيضًا: مصطلحات علم الجغرافيا
نظرية فلوجستون
ظهرت نظرية فلوجستون لأول مرة في عام 1667 من قبل يوهان يواكيم. وهي تنص على أن جميع الأشياء القابلة للاحتراق تحتوي على عنصر خاص يسمى فلوجستون. وينطلق هذا العنصر أثناء الاحتراق مما يجعل العملية برمتها ممكنة. كما نصت النظرية على أن الفلوجستون عديم اللون والطعم والرائحة ولا يكون مرئيًا إلا عند اشتعال النيران في جسم قابل للاشتعال. كذلك سعت النظرية إلى شرح العمليات الكيميائية مثل صدأ المعادن، بل واستخدمت كوسيلة لفهم التنفس حيث تم وصف الأكسجين النقي بأنه هواء غير منظم. ولكن تم رفض هذه النظرية مع التقدم في العلم ومع زيادة التجارب. وكان أحد أهم العوامل التي جعلت نظرية فلوجستون من النظريات التي لم تلقى قبول من دول العالم هو أنه عندما يتم حرق معادن معينة، فإنها تكتسب وزنًا فعليًا بدلًا من فقدانه. وهو عكس ما يحدث في حالة انطلاق عنصر الفلوجستون المزعوم.
اقرأ أيضًا: من أدلة حدوث تفاعل كيميائي
نظرية القنوات المريخية.. النظريات التي لم تلقى قبول من دول العالم
اقرأ أيضًا: حقائق عن كوكب المريخ .. تعرف أكثر على المريخ
كانت القنوات المريخية عبارة عن شبكة من الأخاديد والوديان التي اعتقد علماء القرن التاسع عشر أنها موجودة على كوكب المريخ. تم اكتشاف هذه القنوات لأول مرة في عام 1877 من قبل عالم الفلك الإيطالي جيوفاني شياباريلي. كما تم رسم خرائط تفصيلية لتتبع مسارات هذه القنوات. وجاءت النظرية الأكثر غرابة والتي تسببت في رفض النظرية بالكامل؛ من قبل عالم الفلك والرياضيات بيرسيفال لويل الذي قفز إلى استنتاج غريب مفاده أن هذه القنوات كانت نظام ري متطور طورته أنواع ذكية غير معروفة من الكائنات الحية. بالتالي تم رفض النظرية في القرن العشرين وثبت أنها مجرد أسطورة. فمع ظهور تلسكوبات أكبر وتكنولوجيا تصوير، اتضح أن ما بدا وكأنه قنوات كان في الواقع خداعًا بصريًا ناجمًا عن خطوط الغبار المتطايرة عبر سطح المريخ بسبب الرياح العاتية.
اقرأ أيضًا: ماهو الكوكب الأحمر