مصطلحات علم القراءات
مصطلحات علم القراءات.. علم القراءات هو علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية، وطريق أدائها اتفاقًا أو اختلافًا مع عزو كل وجه لناقله، والمقصود بعلم القراءات اصطلاحًا هو ما تمت نسبته من القراءة إلى أحد أئمةِ القراءات العشر المشهورين.
مصطلحات علم القراءات
- أَقرَأَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم الصحابةَ الكرام على مُختلفِ لهجاتهم، وكان يُقرئ كل قبيلة بما يوافق لهجتها، فحرص ممثلوها أشدّ الحرص على ملازمةِ القراءات التي يعلمهم إيّاها حرفًا بحرفٍ، وحركةً بحركةٍ، ولم يكن للاجتهاد نصيب من الأمر البتَّة، وقد نقل التابعون هذه القراءات عن الصحابةِ بدرجة فائقة من الإحكام والدقة والتجويد.
- وفي أواخر عهد التابعين؛ تسللت الكثير من مظاهر العُجمة، وبعض من بوادر اللحن إلى القراءة، فانتفض علماء القرآن الفطناء، وأئمته الأتقياء، وعنوا بحصر القراءات وضبطها، وتحرِّي أسانيدها، ونبذ ما يشذُّ من القراءات ، فحازوا ثقة القراء واجتمع عليهم العلماء، وجابت شهرتهم الأمصار، إنهم أئمة القراءات العشر الأخيار، الذين تواترت قراءاتهم، وثبتت رواياتهم.
نشأة علم القراءات:
- ليس هناك تاريخ مقطوع به عند العلماء لنزول القراءات، فمن المعلوم أن القرآن الكريم نزل أول ما نزل في غار حراء قبل الهجرة بنحو ثلاث عشرة سنة، أما القراءات نفسها فاختلف العلماء في بدايتها على قولين:
- الأول:أنها نزلت في مكة المكرمة..لأن الآيات منه ما هو مكي ومنها ما هو مدني، وفي المكي ما في المدني من تعدد القراءات. ولا دليل على نزول القراءات المكية في المدينة وانفرادها بالنزول؛ فتبقى على الأصل.
- الثاني:أنها نزلت في المدينة النبوية..لأن القراءات نزلت للتيسير على الأمة؛ بسبب اختلاف اللهجات، ولم تكن الحاجة إليها قائمة إلا بعد الهجرة؛ لدخول القبائل المجاورة والبعيدة في الإسلام، وغموض بعض الألفاظ التي بغير لهجتهم، ولأن اختلاف الصحابة -رضي الله عنهم- في القراءات كان في المدينة ولم يثبت شيء من ذلك في مكة.
- وهناك من جمع بين القولين؛ بأن بداية نزول القراءات كان بمكة مع بداية نزول القرآن، لكن الحاجة لم تدع إلى استخدامها، لوحدة اللغة في مكة وما جاورها “لسان قريش”، واختلاف اللهجات إنما حدث بعد الهجرة في المدينة حين دخلت في الإسلام قبائل متعددة بلهجات مختلفة.
أنواع القراءات
- اشتهر لدى المتأخرين خاصة علماء أصول الفقه تقسيم القراءات إلى نوعين: متواتر وشاذ أو آحاد، وقسمها البلقيني إلى ثلاثة أقسام: متواتر وشاذ وآحاد، وقد حرر السيوطي من كلام متقن لابن الجزري أن القراءات أنواع هي:
الأول: المتواترة:
- وهو ما رواه جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب عن مثلهم إلى منتهى السند ومثاله: ما اتفقت الطرق في نقله عن السبعة وهذا هو الغالب في القراءات وكقوله تعالى: {مَالِكِ يَومِ الدّيِنِ}، وهي قراءة متواترة قرأ بها عاصم والكسائي ويعقوب وخلف وقرأ الباقون بحذف الألف “مَلِكَ يَوْمِ الدِّينِ”.
الثاني: المشهور:
- وهو ما صح سنده ولم يبلغ درجة التواتر ووافق الرسم والعربية، واشتهر عند القراء فلم يعدوه من الغلط ولا من الشذوذ.ومثاله ما اختلفت الطرق في نقله عن السبعة، فرواه بعض الرواة عنهم دون بعض.
- وأمثلة ذلك كثيرة في فرش الحروف من كتب القراءات كالمتواتر، ومثالها: قراءة أبي جعفر: “مَا أَشْهَدْناهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا” بفتح التاء في “وما كنت” وقرأها الباقون “وما كنتُ”، وبلفظ الجمع في “ما أشهدناهم” وقرأها الباقون بالإفراد “ما أشهدتهم”.
الثالث: الآحاد
- وهو ما صح سنده، وخالف الرسم أو العربية، أو لم يشتهر الاشتهار المذكور، وهذا النوع لا يقرأ به، ولا يجب اعتقاده.
الرابع: الشاذ
وهو: ما لم يصح سنده ونقل ابن الجوزي عن مكي بن أبي طالب في تعريف الشاذ أنه: ما نقله غير ثقة، أو نقله ثقة، ولا وجه في العربية، والمؤلفات في القراءات الشاذة كثيرة، ومن أمثلة ما نقله غير ثقة. كما قال ابن الجزري. كثير مما في كتب الشواذ مما غالب إسناده ضعيف، كقراءة ابن السميفع وأبي السمال وغيرهما في {نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} ننحيك بالحاء المهملة، “وتكون لمن خَلَفَك آية” بفتح سكون اللام.. وكالقراءة المنسوبة إلى أبي حنيفة رحمه الله “إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ” برفع الهاء ونصب الهمزة..
الخامس: الموضوع
- وهي التي لا أصل لها، أي ما روي بلا إسناد، وذلك أن القراءات توقيفية.
السادس: المدرج
وهذا النوع مما أضافه السيوطي إلى أنواع القراءات، ويريد بها “ما زيد في القراءات على وجه التفسير، كقراءة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: “وله أخ أو أخت من أم” أخرجها سعيد بن منصور، وقراءة ابن عباس -رضي الله عنهما: “ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلًا من ربكم في مواسم الحج” أخرجها البخاري.
ومن أهم المؤلفات في القراءات
- السبعة: لأبي بكر أحمد بن محمد بن مجاهد “ت324هـ”، وقد طبع بتحقيق د. شوقي ضيف.
- التذكرة في القراءات الثمان: لابن غلبون “ت399هـ”، طبع بتحقيق أيمن سويد في مجلدين.
- المبسوط في القراءات العشر: لأبي بكر بن مهران “ت381هـ” طبع في مجلد واحد بتحقيق سبيع حمزة حاكمي.
- الكشف عن وجوه القراءات السبع لأبي محمد مكي بن أبي طالب “ت437هـ”.
- التيسير في القراءات السبع: لأبي عمرو الداني “ت444هـ” طبع في مجلد واحد.
- الإقناع في القراءات السبع: لأبي جعفر ابن الباذش “ت540هـ”، طبع بتحقيق د. عبد المجيد قطامش في مجلدين.
- حرز الأماني ووجه التهاني المعروفة بـ”الشاطبية”، وهي منظومة للإمام القاسم الشاطبي “ت590هـ” نظم فيها كتاب التيسير للداني.