سلبيات الصمت في الحب
يقول المثل الشائع: “إذا كان الكلام من فضة، فالصمت من ذهب”، ولكن في العلاقات العاطفية قد لا يكون الأمر كذلك دائمًا؛ لأن هذا الصمت قد يقتل مشاعر الشريكين؛ لذلك يجب التعرف على سلبيات الصمت في الحب وأشكال الإساءة العاطفية للشريك المرتبطة بالصمت.
سلبيات الصمت في الحب
هناك العديد من سلبيات الصمت في الحب وأبرزها ما يأتي:
زيادة الخلافات واتساع الفجوة بين الشريكين
عندما يصمت أحد الأطراف ويُعلق الخلافات بينه وبين شريكه إلى أجل غير مسمى فإن هذه الخلافات ستتراكم وستخلق فجوة كبيرة بينه وبين الطرف الآخر، وسيشعر بأن شريكه يُهمل علاقتهما ولا يعتبرها محورًا للاهتمام، في حين أن الاهتمام هو أساس العلاقات الناجحة وحاجة أساسية لأطرافها.
إن قطع التواصل أو رفض الحوار والتعاون بين الشريكين، حتى وإن كان المسؤول عنه أحدهما على حساب الآخر، سيزيد من المسافة التي بينهما ويُسبب فتورًا في العلاقة ويجعلها تضعف مع مرور الوقت، خاصةً في حال سيادة الصمت بشكل مستمر على المواقف وليس تأجيلها قليلًا بل رفض الحوار الإيجابي بين الشريكين بشكل قطعيّ.
التسبب بألم للشريكين
عندما يكون السبب وراء صمت أحد أطراف العلاقة الرغبة في التلاعب بالشريك والتهرب من المسؤولية تجاه خلاف أو قضية مهمة بينهما فإن هذا الأمر سيؤثر بشكل سلبي عليه وسيؤذي إحساسه الداخلي ويضره بشدة.
وقد يُخلف الصمت وراءه موجة من العواطف القاسية والمُتشابكة التي ستعصف به وتشعره بأنه غير محبوب وأن لا قيمة له عند شريكه، بالتالي سيتألم أكثر ويُصاب بخيبة أمل كبيرة، وقد يرتبك ويزداد استياءه وشعوره بالغضب الشديد والرفض وهو أمر سينعكس على العلاقة وقد يزيد من الخلافات بينهما، وهنا يكون الصمت أحد أشكال الإساءة العاطفية للأفراد.
اقرأ أيضا: ما هي مراحل الحب
ضعف التواصل وإجهاد العلاقة وأطرافها
يُعد التواصل اللفظي من القواعد الأساسية التي تبني العلاقات الصحة الناجحة خاصةً العلاقات الرومانسية منها، لأن المرء يُعبر عن أحاسيسه بطلاقة وبشكل صريح وجذّاب تجاه الشريك مُستخدمًا الكلمات المعسولة واللطيفة التي تترجم صدق مشاعره وعواطفه وتنقلها من الأعماق إلى النور.
وبالتالي، فإن انعدام الحوار في العلاقات الرومانسية سيُشعر أحد الأطراف بالنقص ويُسبب له الإجهاد من الداخل وينعكس على جودة العلاقة واستمراريتها في حال عدم كسر حاجز الصمت والانفتاح والحوار الهادف مع الشريك وتبادل المشاعر بغض النظر عن ماهيتها حتى وإن كانت غضبًا أو حزنًا أو استياءً من موقف معين، أو بالمقابل حبًا ولهفةً ومودةً واشتياقًا أو غيره.
لذلك يجب أن يعلم الشريكان أن الحب أجمل وأرَقّ من أن يُجرح بالصمت، والمشاعر الصادقة أثمن من أن تُخفى وتعامل كأنها غير موجودة.
إهانة الطرف الآخر
عندما يرفض أحد الشريكين محادثة الطرف الآخر أو الاعتراف بوجوده لمدة زمنية متفاوتة قد تستمر لأيام أو ساعات أو أسابيع أو أكثر فإن هذا سيثسعره بالإهانة، والدونية، وهو أسلوب قاسي للعقاب يُشعر أحد الأطراف كما لو أنه أصبح ضحية وليس إنسانًا طبيعيًا، ويُفقده الإحساس بالأمان والانتماء لشريكه.
لذلك قد يُفضل بعض الأشخاص أن يصرخ شريكهم أو يُعاتبهم بدلًا من التجاهل بشكل كليّ، لأن الصمت أشبه بكتلة من الجليد البارد تمزقهم من الداخل وتزيد من خوفهم وضعفهم وقد تزعزع ثقتهم بأنفسهم وهو أمر ينتج عنه أضرار نفسية وخيمة قد تستمر آثارها السلبية طويلًا حتى في حال عودة العلاقة لطبيعتها أو انتهاءها بالانفصال.
تدمير العلاقة والانفصال بشكل نهائي
عندما يتكرر الصمت ويُصبح عادة وليس مجرد وسيلة لإنهاء خلاف أو أخذ مهلة للتفكير بشكل عقلاني وخلق حوار متزن في وقت لاحق ستكثر الخلافات والمشاكل التي سببها الأساسي تراكم المشاعر السلبية المتمثلة بالضيق والاستياء وعدم الرضا عن الشريك أو انعدام الاحترام والمودة بين الأطراف وعندها ستصبح العلاقة مسمومة وغير صحية.
لذلك تنتهي الكثير من العلاقات بفراق الشريكين وانفصالهما عن بعضهما خاصةً عندما يتعمد أحد الأطراف تجاهل شريكه وعدم الاستماع له ومناقشته أو عدم الاعتراف بالخطأ وتحمل مسؤولية العلاقة بشكل متساوي وخلق توازن بينهما، أو رفض التغيير والبحث عن حل أفضل من الصمت واستبعاد النقاش بشكل نهائي وليس مؤقتًا.
اقرأ أيضا: علامات الحب الصامت لدى زوجك
أشكال الإساءة العاطفية المرتبطة بالصمت
هنالك أنواع أخرى من الإساءة العاطفية يستخدمها بعض الأشخاص للسيطرة على الشريك جنبًا إلى جنب مع التزام الصمت العقابي، ومنها:
- تعمد مراقبة أنشطة الشريك باستمرار دون الحديث معه.
- تهديد الشريك وإخافته أو توجيه إنذارات له أو التهديد بإيذاء الطرف الصامت لنفسه أو لشريكه أو لأصدقاءه وعائلته أو حتى حيواناته الأليفة.
- اختراق خصوصية الشريك والمطالبة بالدخول إلى هاتفه المحمول أو حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي وبريده الإلكتروني، والرغبة بمعرفة بياناته الرقمية المُختلفة، وأحيانًا قد يُحرج الشريك الطرف الآخر على مواقع التواصل الاجتماعي أمام أصدقائه.
- التحكم في حياة الشريك وتحديد طعامه وشرابه وأماكن خروجه وأحيانًا يصل الأمر لعقابه بعزله عن عائلاته وأصدقائه.
- السيطرة بشكل مادي وعملي على الشريك كالتحكم بنفقاته وأمواله، أو التحكم في ممارساته اليومية كذهابه للدراسة أو العمل.
- تفاقم الوضع، وازدياد الوضع سوءًا عندما لا يكتفي الشريك بالصمت ويُعرض الطرف الآخر للعنف الجسدي.
اقرأ أيضا: حكم بالانجليزي عن الصمت