أنبياء التقى بهم النبي في رحلة الإسراء والمعراج

أنبياء التقى بهم النبي في رحلة الإسراء والمعراج

by محمود عاطف
أنبياء التقى بهم النبي في رحلة الإسراء والمعراج.

تعدّ حادثة الإسراء والمعراج من المُعجزات الحِسّيّة الماديّة الدّالة على صدق النبيّ -صلّى الله عليه وسلم-، وآيةً تدلُّ على تشريفه وتكريمه وتعظيمه، ويتساءل الكثير من المسلمين عن أنبياء التقى بهم النبي في رحلة الإسراء والمعراج وما حدث في لقائه بهم.

أنبياء التقى بهم النبي في رحلة الإسراء والمعراج

أنبياء التقى بهم النبي في رحلة الإسراء والمعراج.التفى النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- بثمانية أنبياء في رحلة الإسراء والمعراج، وهم:

آدم عليه السلام

إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- لم يكن قد رأى سيدنا آدم -عليه السلام- من قبل، وقد ثبت في صحيح البخاري أن آدم عليه السلام كان واحداً من أنبياء التقى بهم النبي في رحلة الإسراء والمعراج وذلك في السماء الأولى: (فَقالَ له جِبْرِيلُ: هذا أبُوكَ آدَمُ فَسَلِّمْ عليه، فَسَلَّمَ عليه ورَدَّ عليه آدَمُ، وقالَ: مَرْحَبًا وأَهْلًا بابْنِي، نِعْمَ الِابنُ أنْتَ).

يحيى وعيسى عليهما السلام

التقى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بابني الخالة يحيى بن زكريا وعيسى ابن مريم -عليهما السلام- في السماء الثانية، وكلاهما رحّبا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ودعوا له.

وعيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا هم أولاد خالة، حيث إن مريم هي أم عيسى -عليهما السلام-، وقد كان لها أخت تزوّجها زكريا، ثم بعد ذلك كفل زكريا مريم، وجاء من زكريا يحيى -عليهما السلام-.

يوسف عليه السلام

التقى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في السماء الثالثة بـ سيدنا يوسف -عليه السلام-، وهو أجمل الخلق وجهاً، حيث قال عنه -صلى الله عليه وسلم-: (إذا هو قدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ)، ورحّب به ودعا له بخير.

صحّ في حديث الإسراء والمعراج: (ثُمَّ عَرَجَ بي إلى السَّماءِ الثَّالِثَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فقِيلَ: مَنَ أنْتَ؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنا، فإذا أنا بيُوسُفَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذا هو قدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الحُسْنِ، فَرَحَّبَ ودَعا لي بخَيْرٍ).

إدريس عليه السلام

التقى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في السماء الرابعة سيدنا إدريس -عليه السلام-، وعندما مرّ جبريل -عليه السلام- على إدريس -عليه السلام- قال: (مَرْحَبًا بالنبيِّ الصَّالِحِ والأخِ الصَّالِحِ)، فرحّب بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ودعا له بخير.

وذُكر أنّ إدريس -عليه السلام- هو بن يرد بن مهلايل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، وقيل إنّه أول من خاط الثياب بعد أن كانوا قبل ذلك يلبسون الجلود، قال الله -سبحانه وتعالى- في ذكر شأن إدريس عليه السلام: (وَرَفَعناهُ مَكانًا عَلِيًّا)؛ أي رفعنا إدريس مكاناً عالياً وهو السماء الرابعة.

اقرأ أيضا: أحاديث عن الإسراء والمعراج

أنبياء التقى بهم النبي في رحلة الإسراء والمعراجهارون عليه السلام

التقى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في السماء الخامسة سيدنا هارون -عليه السلام-، فقد ورد في الحديث الصحيح: (ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ الخامِسَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قيلَ: مَن هذا؟ فقالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بهارُونَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَرَحَّبَ، ودَعا لي بخَيْرٍ).، وهارون هو أخو سيدنا موسى -عليهما السلام-، ووزيره وخليفته في بني إسرائيل.

موسى عليه السلام

ومن بين أنبياء التقى بهم النبي في رحلة الإسراء والمعراج كان نبي الله موسى، فقد جاء في الحديث الصحيح: (ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ السَّادِسَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنا، فإذا أنا بمُوسَى صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَرَحَّبَ ودَعا لي بخَيْرٍ).

لكن موسى -عليه السلام- بكى عندما رأى سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقيل له ما يُبكيك، فقال: (يا رَبِّ هذا الغُلَامُ الذي بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِن أُمَّتِهِ أفْضَلُ ممَّا يَدْخُلُ مِن أُمَّتِي).

وهذا بالطبع لم يكن حسداً من سيدنا موسى -عليه السلام-، ولكنها كانت غِبطة، وهو يبكي مُتحسّرا على أمته لكفرها وعنادها.

ويدل الحديث المطوّل الذي جرى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حول عدد الصلوات المفروضة في اليوم على حُب سيدنا موسى -عليه السلام- لأمّة سيدنا محمد، والتي خفّف الله -سبحانه وتعالى- عنهم عدد الصلوات من خمسين إلى خمس صلوات في اليوم.

إبراهيم عليه السلام

التقى سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- سيدنا إبراهيم -عليه السلام- في السماء السابعة، وهي آخر السموات، فقد ورد في الحديث الصحيح: (ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ السَّابِعَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فقِيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قيلَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بإبْراهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إلى البَيْتِ المَعْمُورِ، وإذا هو يَدْخُلُهُ كُلَّ يَومٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ لا يَعُودُونَ إلَيْهِ).

وقد رأى سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أباه إبراهيم -عليه السلام- وهو مُسند ظهره إلى البيت المعمور، والبيت المعمور هو بيت في السماء السابعة يصلّي ويطوف به كل يوم سبعون ألف ملك إلى يوم القيامة لا يعودون إليها.

ووصّى سيدنا إبراهيم -عليه السلام- سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وصيّة لأمّته فقال: (يا محمَّدُ أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ، وأخبرْهم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ عذبةُ الماءِ، وأنَّها قِيعانٌ، وأنَّ غِراسَها: سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أكبرُ).

اقرأ أيضا: معلومات للاطفال عن الإسراء والمعراج

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

You may also like