التثدي عند الرجال
يُعرَف التثدي عند الرجال على أنَّه انتفاخ في أنسجة الثدي بسبب اضطراب هرمونات الإستروجين، والتستوستيرون، ومن الممكن أن يُؤثِّر التضخُّم في ثدي واحد أو اثنين، وفي بعض الأحيان بشكل غير متساوٍ.
التثدي عند الرجال
لا يُعتبر التثدي عند الرجال مشكلة خطيرة، ولكن قد يكون من الصعب التعامل معه، وفي العادة يُعاني المُصابون بتضخُّم الثدي من الألم في الصدر، وقد يُعاني 30% من الرجال على الأقلّ من تضخُّم الثدي أثناء حياتهم، وقد يحدث في أعمار مختلفة.
تلاحظ القمة الأولى لتضخُّم الثدي عند الأجنَّة حديثي الولادة، وتختفي بعد مرور أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وتظهر القمة الثانية في مرحلة البلوغ بين عُمر العشر سنوات حتى الثانية عشر، وتختفي هذه الحالة بالعادة بعد مرور 18 شهراً.
وتظهر القمة الثالثة عند الأشخاص الأكبر سنّاً الذين تتراوح أعمارهم بين 50-80 عاماً، ويُعزى السبب وراء تثدِّي الخرف إلى زيادة الأنسجة الدُّهنية مع التقدُّم في العُمر؛ لأنَّ الأنسجة الدُّهنية هي النسيج الرئيسي التي يتمّ فيها تحويل الأندروجينات إلى إستروجين.
اقرأ أيضا: كم نسبة هرمون الحليب المرتفع
أسباب التثدي عند الرجال
من الجدير بالذكر أنَّه في العديد من الأحيان يكون السبب وراء التثدي غير معروف، ومع ذلك هناك الكثير من الأسباب التي قد تُؤدِّي إلى حدوث اضطرابات في الهرمونات، مُؤدِّية بذلك إلى حدوث نمو في الصدر، ومن هذه الأسباب ما يأتي:
- مشاكل الغُدَّة الدرقيّة، حيث إنَّ هرمونات هذه الغُدَّة تتحكَّم بالنمو، والتطوُّر الجنسي.
- الفشل الكلوي.
- السُّمنة، حيث إنَّها تزيد من إفراز هرمون الإستروجين.
- بعض أنواع السرطان، مثل: سرطان الرئة، أو الغُدَّة النخاميّة، أو الغُدَّة الكظريّة.
- أمراض الكبد.
- حدوث إصابة أو مرض في الخصيتين المسؤولتين عن إفراز هرمون التستوستيرون.
- الأدوية، فهناك العديد من الأدوية التي قد تُسبِّب تضخُّم الثدي عند الرجال، ومنها: الستيرويدات، الكيتوكونازول المُستخدَم في علاج العدوى الفطريّة، الإستروجين، فيناستريد والذي يُستخدَم في علاج تضخُّم البروستاتا، والميترونيدازول المُستخدَم في علاج العدوى البكتيريّة، والديجوكسين، إضافةً إلى الأميودارون، وسبيرونولاكتون.
تشخيص التثدي عند الرجال
يتم تشخيص التثدي عند الرجال عن طريق الفحص البدني؛ حيث يعد وجود أنسجة في الثدي ذات قطر أكبر من نصف سنتيميتر أحد خصائص تضخم الصدر، كما يتم اللجوء أيضاً لأخذ التاريخ الطبي الدقيق، قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات كاختبارات الدم، والصور للمساعدة على معرفة السبب وراء تضخم الثدي.
ومن الجدير بالذكر إنَّه قد يتم اللجوء للتصوير الشعاعي للثدي في حال وجود شك بالإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال، كما أن هناك مجموعة من الفحوصات التي يمكن اللجوء إليها مثل: التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والموجات فوق الصوتية للخصية، وخزعات الأنسجة.
والحقيقة أن الطبيب لا يستطيع تحديد ما إذا كان تضخم الصدر تثدي أم لا حيث إنَّ هناك مجموعة من الحالات التي يمكن أن تسبب أعراضاً مماثلة للتثدي كأنسجة الثدي الدهنية التي تُعرف بالتثدي الكاذب، وسرطان الثدي الذي لا يعد شائعاً عند الرجال، وخراج الثدي الذي يُعرف على إنَّه عدوى تصيب أنسجة الثدي.
اقرأ أيضا: ماذا تعرف عن متلازمة كلاينفلتر
علاج التثدي عند الرجال
العلاج المنزلي
هناك مجموعة من العلاجات المنزلية التي يمكن اللجوء إليها للتقليل من الشعور بعدم الارتياح، وتحسين المظهر الخارجي للجسم كارتداء الملابس، والسترات الضاغطة على الصدر.
العلاج الدوائي
قد يزول تضخُّم الثدي من تلقاء نفسه خلال فترة ستَّة شهور، خاصَّةً خلال مرحلة البلوغ دون الحاجة إلى علاج، ومن الممكن اللُّجوء إلى إيقاف بعض الأدوية، أو علاج الأمراض المُسبِّبة لتضخُّم الثدي.
وتجدر الإشارة إلى أنَّه لا يوجد علاج مثبت من الهيئة العامَّة للغذاء والدواء لعلاج تضخُّم الثدي، ومع ذلك هناك مجموعة من الأدوية التي يُمكن اللُّجوء إليها لعلاج المشكلة، ومنها:
- بدائل التستوستيرون: فمن الممكن اللُّجوء إلى هذه العلاجات عند الرجال الذين يُعانون من نقص في هرمون التستوستيرون، ولكنَّه لا يُعَدُّ علاجاً فعَّالاً عندما يكون مستوى هذا الهرمون طبيعيّاً.
- كلوميفين: فمن الممكن اللُّجوء إلى هذا الدواء لحلِّ المشكلة، ويتمّ استخدامه لمُدَّة ستَّة أشهر.
- مستقبلات هرمون الإستروجين الانتقائيّة المغيرة: كالتاموكسيفين حيث يُساعد هذا الدواء على تصغير حجم الثدي، ولكنَّه لا يحل المشكلة بشكل نهائي، ويتمّ اللُّجوء إليه في الحالات الشديدة، أو المؤلمة من تضخُّم الثدي.
- دانازول: يُعَدُّ هذا الدواء من أقل الأدوية المُستخدَمة في علاج تضخُّم الثدي، ويُساعد هذا الدواء على تقليل إفراز هرمون الإستروجين من خلال تثبيط الغُدَّة النخاميّة.
العلاج الجراحي
تجدر الإشارة إلى أنَّ الثدي يتكوَّن من أنسجة غُدِّية صلبة، وكثيفة، وأنسجة دهنيّة ناعمة، وتختلف نسبة هذه الأنسجة من شخص لآخر، وفي حالة الرجال المُصابين بالتثدي قد تكون نسبة كلا النسيجين مرتفعة.
وقد يتمّ اللُّجوء إلى عمليّة شفط الدُّهون لإزالة الأنسجة الدُّهنية الزائدة، بينما يتمّ اللُّجوء إلى استئصال الثدي، أو الختان للتخلُّص من الأنسجة الغُدِّية الزائدة، وفي العادة تترك هذه العمليّة ندبة حول حافَّة الثدي، وقد يتمّ اللُّجوء إلى العمليَّتين معاً في بعض الحالات.
ويحتاج الشخص المُصاب في العادة إلى فترة 6 أسابيع قبل ممارسة أمور حياته الروتينيّة، ومن المضاعفات النادرة المرتبطة بالجراحة الإزالة غير الكافية لأنسجة الثدي، والالتفاف غير المتساوي في الصدر، وقد ترتبط عمليّة استئصال الثدي بتشكُّل الخثرات الدمويّة.
اقرأ أيضا: تجربتي مع علاج ترهل الثدي