التسول هو استجداء المساعدة المادية من الناس في الأماكن العامة والخاصة، كالطرقات والمحلات التجارية، أو التظاهر بأداء خدمات لتغطية عملية التسول، كألعاب الخفّة، أو بادّعاء الإصابة بالمرض لاستجداء عطف الناس، أو بالمبيت في الطرقات والأماكن العامة، وفي هذا المقال سنذكر كل ما شيء حول ظاهرة التسول.
ظاهرة التسول
التسول هو طلب الصدقة من الناس باستخدام أساليب مختلفة لتوليد اللطف والرحمة أو التظاهر بأداء خدمة معينة لغرض كسب المال، ويتواجد المتسولون بشكل شائع في الأماكن العامة مثل طرق النقل والحدائق الحضرية وبالقرب من الأسواق التجارية، وبالإضافة إلى المال، قد يطلبون أيضًا السجائر أو الأشياء الصغيرة الأخرى، وقد يستخدمون الأكواب أو الصناديق أو القبعات لجمع التبرعات.
أسباب التسول
- بعض الناس غير قادرين جسديًا على القيام بأي عمل، الطريقة الوحيدة للحصول على الطعام لهم هي التسول، وهؤلاء يكسبون تعاطف الآخرين بسهولة، وهم يستحقونها فعلا، لكن عدد هؤلاء المتسولين الجذام أو المكفوفين أو غير الشرعيين ليس كبيرًا جدًا مقارنة بأنواع أخرى من المتسولين.
- هناك منظمة تدرب الأطفال على فن التسول، حيث يمارس الأطفال الأيتام والمختطفون فيها هذه المهنة منذ الطفولة المبكرة، وبعد مرور الوقت، يصبحون خبراء، وهذا النوع من التسول هو في الواقع ضار جدا، فالأطفال هم المستقبل ويجب الإهتمام بهم والحفاظ عليهم من هذه الظاهرة الخطيرة.
- هناك بعض المجرمين عند عودتهم من السجون لا يعاملهم المجتمع تعاطفًا، لا يُمنحون أي فرصة لبدء حياتهم من جديد، بل يصبحون متسولين ويجدون مأوى في هذه المهنة.
- عندما يرى البعض تجارة التسول تزدهر ويكسب المتسولون رزقهم بطريقة سهلة للغاية، فإنهم يدخلون المهنة. هؤلاء المتسولون آخذون في الازدياد، ويجب علينا حماية مجتمعنا ضدهم.
- ويعد الفقر، وتفكك الأسرة من أبرز أسباب التسول، ويعتبر التسول هو الملاذ الأخير للبقاء على قيد الحياة عندما لا يكون للناس خيار آخر، وفي الإسلام تم تحريم التسول، وطور الإسلام طرقا لمواجهة هذه الظاهرة، منها: (حث العمل ومدح العمال، وجعل العمل فضيلة وقيمة للمجتمع، ومعاقبة المتسول ، ومصادرة أمواله ووضعها في الأموال العامة للمسلمين وتحقيق التكافل الاجتماعي بفرض الزكاة.
أنواع المتسولين
هناك أنواعًا عديدة من المتسولين، فبعضهم أعمى أو أعرج أو مشلول ويريد التسول، وبعض الناس الذين فقدوا منازلهم أصبحوا متسولين. كما أصبح المتسولين الأطفال والأيتام شائعون جدًا، وهناك أشخاص يتمتعون بصحة جيدة جسديًا ولكنهم يعتبروها مهنتهم لأنها تمكنهم من كسب عيشهم بسهولة، كما يتخلى البعض عن حياتهم الأسرية، مقابل هذا المكسب الوفير.
أساليب التسول
تتنوع طرق التسول والأساليب المتبعة فيه حسب المكان والزمان ولكن الغاية والمقصد واحد، ومن أبرز أساليب التسوّل:
- كسب تعاطف الناس باستغلال المرض والإعاقة أو تصنّعهما.
- كسب ثقة الناس وايهامهم من خلال عرض تقاریر ووثائق مزیفة.
- محاولة التستّر بالهندام المهترئ، وقلة النظافة، وادّعاء الجوع والحاجة.
- استغلال الأطفال بطرق تدفع الناس لتصديقهم وتقديم المساعدة لهم.
- استخدام الأدعية والألفاظ التي تدفع الناس لتصديقهم والعطف عليهم ومساعدتهم.
- التغطية على فعل التسوّل بادّعاء بيع السلع البسيطة على جوانب الطرقات.
نتائج التسول
- أسوأ ما في التسول هو أنه بمرور الوقت يصبح أولئك الذين يلجأون إلى التسول عاجزين عن العمل أو تحمل أي مسؤولية، ونتيجة لذلك تصبح مجموعة من الناس غير منتجة.
- في مثل هذه الحالة يتعطل العمل وأحيانًا يتوقف تمامًا مما يعيق مسيرة الحياة العادية.
- ينتج عن ذلك أيضآ أن الزائرين سوف يأخذون فكرة ورأى سيء عن البلد ولن يأتوا مرة أخرى أبدًا، كما أن هذه الظاهرة تزيد من الصفات السلبية وتلقي بظلال سيئة حول البلد.
- يؤثر ذلك ايضآ تأثيرآ شديدآ على التنمية الوطنية، بالإضافة إلى أن الجرائم ستحدث وستزداد السرقات كما أن هذه بعض النتائج أو الآثار.
- تراجع التعليم بكثرة لأن المتسول لا تعنيه الدراسة ولا التعليم والشهادات الجامعية مما يؤدى إلى زيادة الأمية.
علاج ظاهرة التسول
لا بد من سن قوانين متنوعة للحد من ظاهرة التسول والتغلب على مشكلة الفقر في كافة أنحاء العالم والسيطرة عليها، ومن أهم طرق علاج التسول ما يأتي:
1. زيادة التمويل للمشاريع التي تُساعد على الحدّ من ظاهرة التسول.
2. توفير وظائف مناسبة للمتسولين.
3. إنشاء برامج متعددة للحدّ من تزايد الفقر.
4. تحديد مسؤولين لمراقبة ظاهرة التسول من موظفي الشرطة وموظفي الرعاية الاجتماعية.
5. إطلاق برامج خيريّة لمساعدة المتسولين.
6. تجريم التسول من خلال الحدّ من ظاهرة التسوّل من خلال اعتبارها جريمة يُعاقب عليها القانون.
7. تقديم الرعاية حيث ينبغي إقامة مراكز للمتسولين المحتاجين للحماية، كي ترعاهم وتحفظهم وتُقدّم لهم حاجاتهم الأساسية والضّرورية.
8. الحد من الفقر حيث تشير أغلب الدراسات إلى أن الفقر وتدني مستوى المعيشة يدفع الأشخاص بكافة أعمارهم للتسول، لذلك فلا بد من توفير الاستقرار المادي للعائلات الفقيرة من خلال إنشاء المشاريع التنموية، وتوفير فرص عمل للمتسولين، وتمويل الأسر المحتاجة.
9. التخطيط الإعلامي وذلك بجمع المعلومات اللازمة عن مدى انتشار ظاهرة التسول في الريف والمدن، وتقديم نماذج حية لبعض المتسولين والمشاكل التي تواجههم، بالإضافة إلى إنشاء قضية رأي عام حول الظاهرة وخلق جو مناسب لتمكين العاملين في مجالات الرعاية من تنمية قدراتهم للقضاء على ظاهرة التسول.
10.الحملات التوعوية حيث تُعدّ توعية المجتمع حول مخاطر ظاهرة التسول مهمة جداً للحد منها، ويمكن تنفيذ حملات توعوية عبر جميع وسائل الإعلام المختلفة، لذلك ظهرت الحاجة لتقديم حلول ومقترحات لعلاج ظاهرة التسوّل والوقاية منها بسبب انتشار وتفشّي الظاهرة في بعض المجتمعات.