معلومات عن أبو الدرداء

هو الفارس الحكيم أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان أبو الدرداء رضي الله عنه من آخر الأنصار إسلامًا وهنا سنقدم مجموعة من ال “معلومات عن ابو الدرداء”.

معلومات عن أبو الدرداء

بينما كانت جيوش الإسلام تتقدم منتصرة، عاش في المدينة فيلسوف رائع ورجل حكيم تدفقت حكمته بكلماته المشرقة المتفتحة. وظل يقول لمن حوله: “هل أقول لكم عن أفضل أعمالكم التي هي أحسن وأفضل من غزو أعدائكم ، وقطع حناجرهم ، وقطع حلقهم ، وأفضل من الدراهم والدنانير؟”
الذين استمعوا إليه انطلقوا وسارعوا إلى سؤاله ؛ “وما هذا يا أبا الدرداء؟” واستأنف أبو الدرداء حديثه وتألّق وجهه بنور الإيمان والحكمة: “ذكر الله ، ذكر الله أعظم ما في الحياة”.

لم يكن ذلك الرجل الحكيم الرائع يعظ بفلسفة انعزالية ولا بكلمات هوائية. لم يكن يدعو إلى السلبية ولا إلى التقاعد من مسؤوليات الدين الذي يعتبر النضال حجر أساسه. نعم ، لم يكن أبو الدرداء من هذا النوع، بل هو الرجل الذي حمل سيفه وقاتل نبي الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلم حتى جاء عون الله ونصره.

ومع ذلك ، فقد كان من هذا النوع الذي يجد نفسه في وجوده الكامل المفعم بالحيوية كلما كان بمفرده يفكر في مأوى من ملاذ الحكمة، وكرس حياته للبحث عن الحقيقة واليقين. كان أبو الدرداء (رضي الله عنه)حكيم تلك الأيام العظيمة شخصًا يتطلع إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ، وكان يعتقد أيضًا أن هذا الإيمان بواجباته وفهمه هو الوحيد. الطريقة المثلى لمعرفة الحقيقة.

اسلام ابو الدرداء

في اليوم الذي أسلم فيه وبايع النبي صلى الله عليه وسلم، كان تاجرا ناجحا بالمدينة المنورة. حيث قال لقد اعتنقت الإسلام على يد الرسول صلى الله عليه وسلم وكنت تاجرا. كنت أرغب في الجمع بين التجارة والعبادة، لكنهما لن يجتمعا أبدًا. تركت التجارة واحتفظت بالعبادة. واليوم لا يسعدني البيع والشراء لأربح 300 دينار في اليوم رغم أن متجري عند باب المسجد. لا أستطيع أن أقول إن الله حرم البيع ، لكني أحب أن أكون ممن يرفعون شعار لا للتجارة التي تجبرك على ان تترك ذكر الله.

كان رجلاً يبحث عن التفوق الروحي ويبحث عن أقصى درجات الكمال المتاحة للبشر. أراد أن تكون العبادة سلمًا يرفعه إلى أعلى درجات الخير ويقترب من الحقيقة في أصلها اللامع.

منزلة وفضل أبي الدرداء

مميزات شخصية أبي الدرداء

ابو
ajyal102 s

حرصه على الدعوة إلى الله

عن رجل من النخع قال: سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه حين حضرته الوفاة قال: أحدثكم حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، واعدد نفسك في الموتى، وإياك ودعوة المظلوم؛ فإنها تستجاب، ومن استطاع منكم أن يشهد الصلاتين العشاء والصبح ولو حبوًا، فليفعل».

خوفه وخشيته من الله

قال أبو الدرداء رضي الله عنه: “أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث: أضحكني مُؤمِّل دنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك بملء فِيهِ ولا يدري أرضي الله أم أسخطه؟! وأبكاني فراق الأحبة محمد وحزبه، وهول المطلع عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي الله، ولا أدري إلى الجنة أم إلى النار؟!”.

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه لبعيرٍ له عند الموت: “أيها البعير، لا تخاصمني إلى ربك؛ فإني لم أكُ أحمِّلك فوق طاقتك”.

حرصه على الأخوة في الله

كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: أعوذ بالله أن يأتي عليَّ يوم لا أذكر فيه عبد الله بن رواحة رضي الله عنه، كان إذا لقيني مقبلاً ضرب بين ثديي، وإذا لقيني مدبرًا ضرب بين كتفي، ثم يقول: يا عويمر، اجلس فلنؤمن ساعة. فنجلس فنذكر الله ما شاء، ثم يقول: يا عويمر، هذه مجالس الإيمان.

ولما قيل لأبي الدرداء رضي الله عنه: ألا تبغض أخاك وقد فعل كذا؟ قال: “إنما أبغض عمله وإلاَّ فهو أخي، وأخوة الدين أوكد من أخوة القرابة”. وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: “إني لأدعو لسبعين من إخواني في سجودي، أسمِّيهم بأسمائهم”.

الزهد في الدنيا

قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ما يسرني أن أقوم على الدرج من باب المسجد فأبيع وأشتري فأصيب كل يوم ثلاثمائة دينار أشهد الصلاة كلها في المسجد، ما أقول: إن الله لم يحل البيع ويحرم الربا، ولكن أحب أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.

 علمه

عن يزيد بن عميرة قال: لما حضرت معاذ بن جبل رضي الله عنه الوفاة، قيل له: يا أبا عبد الرحمن، أوصنا. فقال: “التمسوا العلم عند عويمر (أبي الدرداء)؛ فإنه من الذين أوتوا العلم”. وقد ولي أبو الدرداء رضي الله عنه قضاء دمشق، وكان من العلماء الحلماء الألِبَّاء.

حاله مع ربه

عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه كان يقوم من جوف الليل، فيقول: “نامَتِ العُيُونُ، وَغارَتِ النُّجُومُ، وأنْتَ حَيٌّ قَيُّوم”. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: “لأَنْ أقول: الله أكبر مائة مرة أحبُّ إليَّ من أن أتصدق بمائة دينار”.

من كلمات أبي الدرداء

كان أبو الدرداء رضي الله عنه حكيمًا وأيَّ حكيم. ومن بستان حكمته قوله رضي الله عنه: “لو أن رجلاً هرب من رزقه كما يهرب من الموت، لأدركه رزقه كما يدركه الموت”.

وقوله: “من كثر كلامه كثر كذبه، ومن كثر حلفه كثر إثمه. ومن كثرت خصومته لم يسلم دينه”.

وقال أيضًا: “من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه. فقد قلَّ علمه وحضر عذابه، ومن لم يكن غنيًّا عن الدنيا فلا دنيا له”.

وفاته

عن أم الدرداء -رضي الله عنها-أن أبا الدرداء رضي الله عنه لما احتضر جعل يقول: من يعمل لمثل يومي هذا؟! من يعمل لمثل ساعتي هذه؟! من يعمل لمثل مضجعي هذا؟! ثم يقول: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 110].

مات أبو الدرداء رضي الله عنه سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة بدمشق، وقيل: سنة إحدى وثلاثين.

المراجع

مصدر 1 مصدر 2 مصدر 3

Exit mobile version