من هو اول من اذن في السماء

الاذان له أهميّة كبيرة في الإسلام فهو يحتوي على أهم شعائر العقيدة الإسلامية من بدء الأذان بالإقرار لله بالأكبريّة، وإثبات للرّسالة المحمديّة التي جاء بها الرسول، وإنهائه بتوحيد الله عزّ وجل. وهنا سنتحدث عن “من هو اول من اذن في السماء”.

من هو اول من اذن في السماء

وقد شُرّع الأذان على زمن الرّسول صلى الله عليه وكان اول من يؤذّن من الرجال هو بلال بن رباح القرشي.

إذ لم يكن الأذان موجودًا قبل السنة الأولى للهجرة، ولكن بعد اختلاف النّاس على الكيفيّة التي سيعرفون بها وقت الصّلاة، أقرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم الأذان، وأمر بلال بن رباح أن يؤذن للناس.

هناك دعوة مستجابة للعبد إذا دعا بين الأذان والإقامة، كما ورد في الحديث الشريف: [الدُّعاءُ لا يردُّ بينَ الأذانِ والإقامةِ]. ومَن ردّد الأذان مع المؤذّن، ثمّ سأل الوسيلة للرسول، حلّت له شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، والوسيلة هي منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لواحد من عباد الله المخلصين.

أهمية الاذان للمسلمين

والأذان هو فرض كفاية على المسلمين، فيكفي أن يؤذن شخص واحد من الرّجال حتى يسقط عن البقيّة، وهو أحد أهم شعائر الإسلام ولا يجوز إيقافه أو تعطيله بأي حال من الأحوال، والأذان ثابت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

ففي الحديث الشريف عن مالك بن الحويرث قال: [أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في نَفَرٍ مِن قَوْمِي، فأقَمْنا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وكانَ رَحِيمًا رَفِيقًا، فَلَمَّا رَأَى شَوْقَنا إلى أهالِينا، قالَ: ارْجِعُوا فَكُونُوا فيهم، وعَلِّمُوهُمْ، وصَلُّوا، فإذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أحَدُكُمْ، ولْيَؤُمَّكُمْ أكْبَرُكُمْ]

لا يجوز للمرأة أن ترفع الأذان، والأذان مشروع فقط للصلوات الخمس المفروضة، ولا يُشرع لبقية الصّلوات من غير الفرض؛ كصلاة الجنازة، وصلاة العيد.

اول من اذن من ملائكة السماء

أول من أذّن في السماء هو جبريل عليه السلام، وهو إمام أهل السماء فهو من يؤذّن في السّموات العُلى.

من هو بلال بن رباح

بلال
بلال بن رباح

كثير من الناس اليوم لا يعرفون قصة بلال بن رباح، وهو عبد سابق أصبح من أكثر الرجال تبجيلًا في الإسلام. يقال إن بلال كان ابن عبد عربي وكانت والدته أميرة إثيوبيا. وُلِد بلال عام 580 م في مكة المكرمة.

عندما أعلن محمد أنه نبي الله، استمع بلال إلى تعاليم الدين واعتنق الإسلام فيما بعد. علم سيده أمية بن خلف بقصة اعتناقه الاسلام وضرب بلال وعذبه حتى ينكر إيمانه. تم جره حول مدينة مكة وتم شده بالحبال لكسر إيمانه. إلا أن بلال لم يتردد وردد “أحد أحد”.

يتفق كل من المسلمين السنة والشيعة على أن محمد علم على وجه التحديد بلال الأذان، بسبب صوته الواضح العميق. وكان بلال هو أول مَن أذّن للصّلاة في الإسلام، عندما اختلف المسلمين على كيفيّة معرفة وقت دخول الصلاة، فأمر الرّسول بلال بالقيام والأذان بالناس، كما جاء في الحديث النبوي الشريف: [كان المُسلِمونَ حين قَدِموا المَدينةَ يَجتَمِعونَ، فيَتحَيَّنونَ الصَّلَواتِ، وليسَ يُنادي بها أحَدٌ، فتَكَلَّموا يَومًا في ذلكَ، فقال بعضُهمُ: اتَّخِذوا ناقوسًا مِثلَ ناقوسِ النَّصارى. وقال بعضُهمُ: اتَّخِذوا قَرنًا مِثلَ قَرنِ اليَهودِ. قال: فقال عُمَرُ بنُ الخطَّابِ: أوَلا تَبعَثونَ رجُلًا يُنادي بالصَّلاةِ؟! قال: فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا بلالُ، قُمْ فنادِ بالصَّلاةِ]. توفي بلال بن رباح في عام 642 م عن عمر يناهز 63 عامًا.

احفاد بلال بن رباح

هاجر أحفاده إلى أراضي مالي وأسسوا عشيرة ماندينكا في كيتا. استمر الماندينكا في تشكيل إمبراطورية مالي القوية والغنية، والتي أنتجت أغنى رجل أسود على الإطلاق، الملك مانسا موسى.

اليوم، تقدر ثروته الصافية بنحو 400 مليار دولار. ضمت مملكته غانا وتمبكتو ومالي وينتج نصف انتاج الملح والذهب في العالم.

شروط وسنن الأذان والمؤذن

توجد عدّة شروط يجب أن تتوفر في الأذان والمؤذن، وهي:

  • أن يكون الأذان مرتبًا كما جاء إلينا بالسنّة النبويّة الشريفة، فلا يجوز تقديم أو تأخير أيّ كلمة على الأخرى، فيبدأ المؤذّن الأذان بالتّكبير، ويُنهيه بالتوحيد.
  • يجب أن يكون الأذان بعد دخول وقت الصّلاة مباشرة من دون تأخيره عن موعده.
  • ألا يكون هناك لحن في صيغة الأذان، واللحن هو مخالفة قواعد اللغة؛ لأنّ ذلك من شأنه أن يُغيّر من صيغة الأذان وبالتالي يتغيّر معناه.
  • يجب أن يرفع المؤذّن صوته بالأذان، حتّى تحصل الفائدة منه وهو إبلاغ النّاس بدخول وقت الصّلاة.
  •  أن يؤذن شخص واحد فلو أذّن شخص ثمّ أكمله شخصٌ آخر، فالأذان بهذه الطريقة باطل ولا يصح. يجب أن يكون المؤذّن مسلمًا بالغًا عاقلاً. يجب أن يكون المؤذّن عدلاً، ويعني أن يتّصف بالأمانة، فالفاسق غير أمين ولا يُعتدُّ بأذانه.
  • أن يكون المؤذّن مسلمًا فلا يُعتدّ بأذان الكافر. أن يكون المؤذّن رجلًا، فلا يصح أذان المرأة ولا إقامتها.

 

مقالات ذات صلة