كتب المهدي المنجري
المهدي المنجري هو رجل اقتصاديٌ وعالم اجتماع مغربي، وواحد من أهم المرجعيات العربية والدولية فيما يخص السياسة والعلاقات الدولية والدراسات المستقبلية وهنا سنتعرف على “كتب المهدي المنجري”.
كتب المهدي المنجري
حياة المهدي المنجرة
يُعد المهدي المنجرة أحد أبرز المفكرين والمثقفين المغاربة العرب وربما يكون أهم عالم مستقبليات في المنطقة العربية والإسلامية، ولهذا السبب خلّف رحيله، وهو عالم الاجتماع المتخصص في الدراسات المستقبلية والاقتصادية، فجوة إنسانية وفكرية وثقافية مهمة لا تملأها إلا أعماله الأدبية والعلمية الراقية، حيث تعدّ كتاباته ومحاضراته مراجع في العلاقات الدولية والقضايا السياسية والاقتصادية.
وُلد المفكر مهدي المنجرة في مدينة الرباط، المغرب، في 13 – آذار – 1933. ترعرع ضمن أسرة محافظة والده هو الطيار محمد المنجرة. درس في مدارس الرباط، حيث التحق بمدرسة “أبناء الأعيان المسلمين” الابتدائية وكان ذلك إلى جانب تعلمه الكتاب واللغة العربية في المنزل على يد إدريس الكتاني ومصطفى الغرباوي.
تعليم الكاتب المشهور
تلقى تعليمه الثانوي في مدرسة “ليوطي” الثانوية المعروفة بثانوية “محمد الخامس” حاليًا. وفي أواخر تعليمه الثانوي وبسبب تعرضه لبعض المشاكل مع الفرنسيين، قرر والده عام 1948 إرساله لإكمال دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق مؤسسة بانتي؛ وهناك حصل على إجازة في الاقتصاد وكذلك في العلوم السياسية من جامعة كورنيل الأمريكية.
لم يتوقف عند هذا الحد بل تابع تعليمه، فانتقل في العام 1954 إلى لندن، وحصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعتها وكانت أطروحة الدكتوراه لديه حول موضوع “اللغة العربية”.
المهدي المنجرة الباحث والكاتب
المهدي المنجرة مفكرٌ وباحثٌ وعالمُ المستقبليات مغربي، وأحد أهم الشخصيات المشهورة عالميًا وعربيًا في مجال الاقتصاد والسياسة. عمل في مؤسسات دوليةٍ كثيرة ووصل إلى مناصب هامة يحلم بها الكثيرون. كان شغله الشاغل البحث والدراسة حول مستقبل العالم والإنسان.
إنجازات المهدي المنجرة
عاد المهدي المنجرة من لندن إلى المغرب في عام 1959 بعد إنهاء دراسته، وتم تعيينه كأول أستاذ مغربي في كلية الحقوق والأصغر سنًا أيضًا. كما تم تعيينه وهو بعمر الخامسة والعشرين كمديرٍ للإذاعة والتلفزيون المغربي.
في عام 1962 تم تعيينه مديرًا لديوان المدير العام لليونيسكو روني ماهو. وفي عام 1970 عاد إلى لندن، وعمل كأستاذٍ محاضرٍ وباحثٍ في الدراسات الدولية في كليه الاقتصاد بجامعة لندن. كما تولى منصب المستشار الخاص للمدير العام لليونسكو لعامين متتاليين 1975-1976، وكان أول مستشارٍ للبعثة الدائمة للمغرب لدى الأمم المتحدة.
لعبة السياسة والمهدي المنجرة
استقال المهدي المنجرة بعد ذلك من من العمل في المنظمات الدولية، وذلك لتعارض نهجها السياسي مع أفكاره. فقد وجد أنها تعمل على خدمة مصالح الدول الكبرى فقط. عاد بعدها إلى بلاده، وهناك عرض عليه الملك الحسن الثاني تولي منصب وزير المالية، ولكنه رفض ذلك أيضًا وتفرغ لمشروعه الخاص وأبحاثه حول المستقبل ومدى امتلاك العالم العربي والإسلامي لرؤية مستقبلية لما يحدث.
تعرض لكثيرٍ من المضايقات والتشديد في بلده المغرب، ومُنع من تقديم محاضراته في جامعة فاس، مما دفعه إلى الهجرة إلى اليابان والعمل فيها.
جاء المنجرة بمفاهيم جديدة فرضت نفسها في مجالات العلوم السياسية والعلاقات الدولية. يذكر منها مفهوم «الميغا – إمبريالية» وفكرة «الاستعمار الجديد». يقول المنجرة في كتابه الإهانة في عهد الميغا إمبريالية (2003): «أصبح للميغا إمبريالية أسلوب جديد ولغة من تركيب جديد. والميغا حسب مدلولها تقتضي الانفراد بالقرار. فهي لا تقبل إمبريالية أخرى منافسة على عكس ما كان في السابق، حين كانت الإمبريالية الفرنسية مثلا تقبل بوجود إمبرياليات أخرى ألمانية وبريطانية وإسبانية أو غيرها». ويقول عالم المستقبليات المغربي في كتاب «عولمة العولمة» (1999) بأنّ الاستعمار الجديد لا يمارس عن طريق استعراض القوة العسكرية بالضرورة، بل إن «الاستراتيجي، في الوقت الراهن، لا يكمن في عدد الأسلحة أو الوجود العسكري عبر القواعد في الأرض أو البحر، بقدر ما يكمن في امتلاك (السلطة الناعمة).
مؤلفات واعمال المهدي المنجرة
ألّف المهدي المنجرة مجموعةً قيمةً من الكتب التي تناولت موضوعاتٍ تخص العولمة والتنمية الاقتصادية وغيرها. كما تُرجمت هذه الكتب إلى عشرات اللغات. واعتُبرت كتبه الأكثر مبيعًا في فرنسا بين عامي 1980 و1990. ومن أشهر مؤلفاته: “الحرب الحضارية الأولى”، و”الإهانة في عهد الميغا إمبرالية”، و”عولمة العولمة”، و”انتفاضات في زمن الذلقراطية”، و”قيمة القيم”، و”حوار التواصل”.
الجوائز التي حصل عليها المهدي
أما الجوائز التي حصل عليها المهدي المنجرة فكانت كثيرة ومن أهمها: جائزة الإمبراطور الياباني عن بحثه حول أهمية النموذج الياباني بالنسبة للعالم الثالث. وجائزة الحياة الاقتصادية في العام 1981. والميدالية الكبرى للأكاديمية الفرنسية للمعمار عام 1984.
ونال المهدي قلادة الفنون والأداب بفرنسا عام 1985. وقلادة الشمس المشرقة في اليابان عام 1986. وميدالية السلام العالمية لألبرت أينشتاين. والجائزة الفدرالية الدولية للدراسات المستقبلية عام 1991.
وفاة المهدي المنجرة
توفي المهدي المنجرة في منزله في مدينة الرباط، بتاريخ 13 – حزيران – 2014 عن عمر ناهز 81 عامًا. بعد صراعٍ طويلٍ مع مرضٍ عضال لم ينفع معه أي علاج.
المراجع