تمتد علاقة الكلاب مع الإنسان لآلاف السنين، فهي علاقة وطيدة تخفّض من التوتّر وتزيد من الشعور بالاسترخاء، حيث تملك الكلاب تأثيرًا إيجابيًا على مختلف مناحي الحياة، ولكن رغم كلّ الإيجابيات التي تملكها هذه الحيوانات الأليفة، تكثر أمراض تنقلها الكلاب للإنسان، والتي يجب على كلّ من يمتلك كلبًا التعرّف عليها وكيفية التعامل معها.
أمراض تنقلها الكلاب للإنسان
- داء الكلب: يُعد نوع من أنواع فيروسات الحمض النووي الريبي (RNA)، والكلاب هي الحيوانات الرئيسية التي تُسبب هذا الداء، ويُسبب هذا المرض ما يُقارب 30,000 – 70,000 وفاة كل سنة في جميع أنحاء العالم، ويحدث نتيجة عضة الكلاب، وتظهر أعراض على المصاب، مثل: الانفعال، والقلق، والهلوسة ورهاب الماء، وبما أنّ هذا المرض من أخطر أمراض الكلاب التي تنتقل للإنسان، يجب الحصول على العناية الطبية بشكل سريع ومباشر بعد التعرّض لعضّة الكلب أو أيّ حيوان آخر، أو التعرّض لأيّ حيوان يمكن أن يكون مصابًا بداء الكَلَب.
- كامبييلوباكتر: يُسبب الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة كالكلاب بهذا المرض لانتقال بكتيريا العطيفة (كامبييلوباكتر) التي تُصيب الامعاء، ويملك الأطفال فرصة أعلى للإصابة بهذا المرض من البالغين، ولكنّ الإصابة يمكن أن تحدث في جميع الأعمار، وفرصة إصابة الذكور بهذا المرض أعلى من الإناث، وتشيع الإصابات في فصل الصيف أكثر من فصل الشتاء، وتستمر الإصابة عادة لمدّة أسبوع، وتبدأ الأعراض بعد بضعة أيام من الإصابة، ومن أعراضها الحمى، والقئ، والإسهال وآلام في البطن.
- داء خفيات الأبواغ: وهو من الأمراض التي يُمكن أن تنتقل عن طريق الكلاب المصابة أو الماء أو الطعام الملوّثين، ويتسبّب هذا الطفيلي بأعراض هضمية كالإسهال المائي والتقلّصات البطنية المؤلمة والغثيان، وغالبًا ما يكون محدّدًا لذاته ويستمرّ عادة من يومين إلى 4 أيام، وقد يكون شديدًا عند المرضى المصابين بضعف في الجهاز المناعي.
- داء المشوّكات أو مرض الأكياس المائية: ويُصيب هذا المرض العديد من الأعضاء في الجسم، وعادة ما لا يتسبّب بالأعراض لفترات طويلة من الزمن، حيث يُمكن أن يبقى لاعرضيًا لعدّة سنوات، وتبدأ الأعراض عندما تبدأ الكيسة بالتضخّم والضغط على الأعضاء المجاورة أو المصابة بها، وأشيع مناطق الإصابة بهذه الكيسات هي الكبد والرئتين.
- الجيارديا: وتتضمّن أعراض الإصابة بهذا الطفيلي الإسهال والبراز الدهني والتجفاف، كما يُمكن أن يعاني الأشخاص المصابين من التقلصات البطنية والغثيان والتقيؤات، وتستمرّ الأعراض عادة بعد الإصابة لمدّة أسبوع إلى أسبوعين.
- داء لايم: يُعد داء لايم من أمراض الكلاب التي تنتقل للإنسان بسبب جرثومة تُدعى بالبوريليا برغدورفيرية، حيث ينتقل بشكل رئيس بسبب عضّة القرّاد، ويعاني الأشخاص المصابون بالمرض من طفح أحمر اللون في مكان العضّة بعد حوالي سبعة أيام من الإصابة، وتتلوه أعراض مشابهة لأعراض الزكام، ومن المُمكن أن ينتقل هذا المرض إلى مناطق مختلفة من الجسم ويُسبّب مشاكل خطيرة عند عدم علاجه.
- الحمّى المالطية: وهي من الأمراض البكتيرية التي تنتقل للإنسان عن طريق الحليب غير المبستر أو الحيوانات المصابة، ويعاني المصابون بالحمى المالطية من بدء تظاهر الأعراض خلال 6 إلى 8 أسابيع من الإصابة، وتكون الأعراض مشابهة لأعراض الزكام، وتستمرّ من أسبوعين إلى 4 أسابيع، ولكن من الممكن أن تتطور لإصابة مزمنة يصعب علاجها.
- السالمونيلا: يُصيب هذا المرض الأمعاء الغليظة في مجموعة من الثدييات كالكلاب، ويُمكن أن تنتقل للجهاز الهضمي عند البشر من خلال البراز وتُسبب لهم العديد من الأمراض كالتهاب المعدة، والأمعاء، والحمى المعوية، وجرثومة الدم، ويُمكن أن لا تظهر أعراض لهذا المرض سواء عند الكلاب أو البشر.
- عدوى نوروفيروس: يُصيب هذا الفيروس البشر من كل الفئات العمرية، ويُمكن أن ينتقل للإنسان من خلال الماء والأطعمة الملوّثة، كما أنّه مرض سريع الانتشار بين الناس عبر اللعاب.
اقرأ أيضا: البول المدمم عند الكلاب
الوقاية من الأمراض التي تنقلها الكلاب للإنسان
- غسل اليدين بالصابون والماء بعد ملامسة الكلاب أو لعاب الكلاب أو مخلّفات الكلاب، كما يجب التأكد من غسل الأطفال ليديهم بعد الاقتراب من الكلاب، فغسل اليدين بشكل فعّال يُمكن أن يُخفّف من خطر الإصابة بمختلف أمراض تنقلها الكلاب للإنسان.
- تجنّب عضّات الكلاب والخدوش التي يُمكن أن تحصل عن طريقهم، فعضّات الكلاب تحمل العديد من المخاطر والمشاكل أبرزها احتمالية الإصابة بداء الكَلَب، ولذلك يجب الحذر عند التعامل مع الحيوانات غير المألوفة، والاقتراب من الكلاب بحذر، حتّى عندما تبدو هذه الكلاب أليفة من الخارج.
- التخلّص من نفايات الكلاب بشكل كامل، خصوصًا عند وجودها في المناطق التي يلعب فيها الأطفال، فتنظيف مخلّفات الكلاب يُمكن أن يساعد في إبقاء المكان سليمًا من أمراض الكلاب التي تنتقل للإنسان، إضافةً إلى تخفيف احتمالية انتقال هذه الأمراض إلى الأشخاص أو الحيوانات الأخرى.
- زيارة طبيب الحيوانات بشكل روتيني عند امتلاك حيوان أليف، وذلك من أجل التقييم العام للحيوان والحفاظ على صحّته وإبقائه بعيدًا مختلف الأمراض.
اقرأ أيضا: أضرار تربية القطط الشيرازي