على الرغم من أن معظم الناس قد سمعوا عن شلل الأطفال ، إلا أنه لا يسبب كثيرًا من القلق هذه الأيام، وهذا تغيير هائل عما كان عليه قبل 70 عامًا، ففي ذلك الوقت ، انتشر شلل الأطفال في أجزاء كبيرة من العالم، وخلف آلاف الأطفال قتلى أو مصابين بالشلل الدائم.
ما هي أعراضه؟
يبدأ المرض كعدوى في القناة الهضمية، حيث يدخل الفيروس الجسم عن طريق الفم ويتكاثر في الحلق والمعدة والأمعاء.
معظم الناس – 3 من كل 4 مصابون بالمرض – لا تظهر عليهم الأعراض أبدًا خلال هذه المرحلة المبكرة، وعندما يسبب شلل الأطفال أعراضًا ، فإنه غالبًا ما يشبه الإنفلونزا ، مع أعراض مثل الحمى، صداع الراس، التهاب الحلق، اضطراب معدي ، تعب.
بالنسبة لعدد أقل من الأشخاص – حوالي 1 من كل 150 شخصًا مصابًا – ينتقل الفيروس من الأمعاء إلى مجرى الدم ويؤثر على الدماغ والجهاز العصبي، وهذا يسبب أعراض عصبية تشمل:
- التهاب السحايا ، أو التهاب حول الدماغ.
- تنمل ، أو الشعور بوخز غير مريح في الساقين.
- شلل أو ضعف شديد في العضلات.
يمكن أن تكون هذه الأعراض دائمة أو مهددة للحياة، ويتحسن بعض الأشخاص ، ولكن بعد عقود من الزمن يصابون بمتلازمة مابعد المرض، مع ضعف شديد وإرهاق.
كيف ينتشر الوباء؟
ينجم شلل الأطفال عن فيروس من عائلة الفيروسات المعوية، ومثل الفيروسات المعوية الأخرى، فإنه ينتشر من شخص لآخر في سوائل الجسم، وغالبًا ما ينتشر في البراز و نفايات المجاري، ويمكن أن ينتشر أيضًا في اللعاب أو البصاق.
قبل وجود لقاح ، كان المرض شائعًا خلال أشهر الصيف، ويعتقد العديد من العلماء أن الهواء الدافئ الرطب يساعد على انتشار مشببات المرض.
حتى يومنا هذا ، يصعب محاربة المرض في أجزاء من العالم تظل دافئة طوال العام.
من يصاب بشلل الأطفال؟
غالبًا ما يصيب الأطفال الصغار، ويطلق عليه أحيانًا “شلل الأطفال” لأنه يصيب الرضع كثيرًا، ومع ذلك، يمكن أن يؤثر على الأشخاص في أي عمر.
ينتشر المرض بسرعة في المجتمعات التي تعاني من سوء الصرف الصحي، ففي هذه الأماكن غالبًا ما يتعرض الأطفال لشلل الأطفال من مياه الصرف الصحي عندما يكونون صغارًا جدًا، ومن المرجح أن يكون الأطفال الذين يعيشون في أماكن ذات صرف صحي أفضل أكبر سناً عندما يتعرضون لأول مرة للمرض.
يطور الأشخاص المصابون بالشلل مناعة تمنعهم من الإصابة به مرة أخرى.
كيف انتهى الوباء ؟
- استمرت حالات شلل الأطفال في الارتفاع كل صيف حتى تم تطوير لقاح.
- ابتكر الدكتور جوناس سالك أول لقاح ضد مسببات المرض في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وكان يطلق عليه لقاح شلل الأطفال IPV ، أو اللقاح المعطل، وقد كان يعطى للأطفال على شكل حقنة، وكان فعالاً جداً في الوقاية من الشلل الناتج عن مسببات المرض.
- بعد عدة سنوات ، طور الدكتور ألبرت سابين لقاحًا جديدًا ضد المرض.
- يمكن تناول اللقاح الفموي عن طريق الفم ، مما سهل إعطاءه للأطفال.
- تم اختبار OPV في الاتحاد السوفيتي خلال الخمسينيات من القرن الماضي وتمت الموافقة على استخدامه في الولايات المتحدة في عام 1960، لينتشر منها إلى العالم.
هل يمكن أن يعود شلل الأطفال؟
المرض لا يزال موجودًا، ولا يزال ينتشر بسهولة ويسبب أمراضًا مدمرة، ما زلنا لا نملك علاجًا جذريًا له.
لا تزال اللقاحات قيد التطوير، ففي عام 2020 ، وافقت منظمة الصحة العالمية على نوع جديد من لقاح شلل الأطفال – مع فيروس حي أقل عرضة للطفرة، وسبب عدم القلق بشأن المرض الآن هو أن كل شخص تقريبًا قد تم تطعيمه ضد المرض.
اللقاحات تعمل بشكل جيد ، وقد تلقى معظم الناس الجرعات الموصى بها، ولكن إذا لم نواصل جهودنا في مجال التطعيم ، فقد يصبح شلل الأطفال مشكلة مرة أخرى.
