مكان ولادة السلطان قابوس
كدولة عربية تطورت في فترة قصيرة من الزمن، نجحت عمان في الحفاظ على هويتها وثقافتها وتقاليدها وتراثها الفريد. وقد قاد هذا العمل الجاد وتصميم الشعب العماني الرؤية الواضحة لسلطان عمان قابوس بن سعيد. إليك كل ما تحتاج إلى معرفته عنه ومنها “مكان ولادة السلطان قابوس”.
مكان ولادة السلطان قابوس
ولد السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد في صلالة في ظفار بجنوب عمان عام 1940. نشأ وترعرع في بيت والده السلطان سعيد بن تيمور وفي كنف الرعاية الكريمة والإشراف الشخصي المباشر. الحياة التعليمية لجلالته وهو السليل الثامن لعائلة البوسعيدي الملكية التي أسسها الإمام أحمد بن سعيد عام 1744. السلطان قابوس هو الأطول خدمة في العالم العربي، حيث شغل منصبه منذ ما يقرب من 48 عامًا. التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في العشرينات من عمره، ثم التحق بالجيش البريطاني بعد التخرج. كما درس في إنجلترا عام 1966 قبل أن يعود إلى عمان. غير راضٍ عن العزلة السياسية والوضع الاقتصادي في بلاده، فقد أقال والده من منصبه في عام 1970
في العام الخامس لصاحب الجلالة السلطان قابوس- حفظه الله – بدأ والده يهتم بأمور تهيئته وتعليمه حتى عام 1958 حينها بدأ حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم رحلة إكمال الدراسة في بريطانيا، حيث أمضى عامين في مؤسسة تعليمية خاصة في (سافوك) والتحق بعدها في عام 1960 بأكاديمية (سانت هيرست ) الملكية العسكرية كضابط مرشح , تخرج منها بعد سنتين لينضم جلالته إلى إحدى كتائب المشاة البريطانية العاملة آنذاك في ألمانيا الغربية، وبعد أن أكمل جلالته العلوم العسكرية عاد إلى بريطانيا حيث درس لمدة عام واحد في مجال نظام الحكم المحلي وأكمل دورات متخصصة في شؤون الإدارة. ثم هيأ له والده الفرصة فقام بجولة حول العالم لمدة ثلاثة أشهر، وبعدها عاد إلى البلاد عام 1964م.
هوايات واهتمامات السلطان قابوس بن سعيد المعظم
يهوى جلالته الرحلات البرية والبحرية ويمارس هذه الهواية ضمن برامجه السنوية التي يحرص فيها على تفقد أحوال شعبه الوفي ومتابعة برامج التنمية الممتدة إلى كل مكان. وقد اعتاد اختيار رحلاته الميمونة في ليالي الشتاء القارس، لا تثنيه عنها الأمطار والأنواء وعوامل الطبيعة القاسية ويصطحب في سفره السنوي الوزراء والحاشية ويعيش في الخيام وينتقل من مدينة إلى قرية ومن واد إلى جبل في طول البلاد وعرضها ويتفقد أحوال شعبه ويلتقي بوجهائهم ويكرم محتاجهم ويوجه فيما يرى فيه الأمن والصالح العام.
حكم السلطان قابوس بن سعيد
قبل يوليو 1970، كانت عمان دولة متخلفة للغاية تفتقر إلى البنية التحتية والطرق المعبدة والمؤسسات التعليمية والرعاية الصحية وفرص العمل باستثناء الزراعة وصيد الأسماك. مع العزلة السياسية التي فصلتها عن الدول الأخرى، بدا أنه لا مستقبل.
بدأ السلطان قابوس إنتاج النفط واستخدم عائداته لتحديث عمان. أرسى بنية تحتية حديثة وأقام المدارس والجامعات والفنادق والمستشفيات والبنوك والموانئ والمطارات. كما أسس الريال العماني كعملة وطنية للبلاد، وألغى العبودية وغير النظام السياسي إلى ملكية مطلقة. وحّد البلاد وسمّها “سلطنة عمان” بدلاً من “مسقط وعمان”، وعاصمتها مسقط.
كما اتحد العمانيون ورحبوا بمجتمع متنوع شمل أحفاد من الهند وباكستان وشرق إفريقيا. انتقلت هذه الجنسيات المختلفة إلى عمان خلال فترات مختلفة من التاريخ، كانت عمان من خلالها تتمتع بعلاقات قوية مع بلدانهم. مع وضع ذلك في الاعتبار، حرص السلطان قابوس على تكوين هوية وطنية تجمع بين جميع العمانيين. كما اعتنق التراث العماني والأعراف والتقاليد، واحتفى بالثقافة الفريدة للبلاد، وحث العمانيين على التمسك بهويتهم والاعتزاز بها.
حب عمان للسلطان قابوس بن سعيد
على الرغم من الأوقات العصيبة التي مرت بها البلاد، فإن فخر السلطان قابوس بالتاريخ والإنجازات العظيمة لبلده كان دائمًا واضحًا في خطاباته منذ اليوم الأول. كان يؤمن بقوة وقدرات الشعب العماني، وشجعه على العمل الجاد لبناء وطنه، الأمر الذي جعله يعمل بجدية أكبر لتسهيل تعليمهم وتوفير فرص عمل لهم وحقوق متساوية.
من أجل الكرامة والتطورات المستمرة والمستقبل الواعد والاستقرار والأمان والعيش الكريم الذي يتمتعون به، يحب العمانيون ويشعرون بالامتنان لقائدهم العظيم، مما أدى إلى سمعتهم كواحد من أكثر الناس لطفًا وودًا في الشرق الأوسط. وهذا هو سبب كون عمان دولة خالية من الإرهاب، وواحدة من أكثر الأماكن أمانًا للزيارة والعيش فيها.
وفاة السلطان قابوس وانتقال السلطة
توفي قابوس بن سعيد سلطان عمان بعد صراع طويل مع المرض. وأعلنت التلفزة الرسمية ووكالة الأنباء العمانية خبر وفاة السلطان، عن 79 عاما، في ساعة مبكرة من صباح السبت.
وأدى هيثم بن طارق آل سعيد اليمين الدستورية سلطانا جديدا للبلاد، وذلك عقب اجتماع لمجلس العائلة الحاكمة.
وهيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد هو ابن عم السلطان الراحل. وولد عام 1955 في مسقط عاصمة عمان، وهو من الأعضاء البارزين في العائلة الحاكمة.
وتخرج هيثم من جامعة أكسفورد البريطانية عام 1979، وتدرج في عدة مناصب بالدولة، وتولى منصب وزير التراث والثقافة منذ عام 2002 وحتى تنصيبه سلطانا.