يعتقد الكثير من الناس أن الطب النفسي وعلم النفس شيء واحد، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح، فعلى الرغم من أن كلاً من الطبيب النفسي والمرشد النفسي لهما دوراً كبيراً في مساعدة الأشخاص في أن يعيشوا بشكل أفضل، لكن الاختلافات بينهما شاسعة؛ لذلك يجدر بكل شخص معرفة الفرق بين الطب النفسي وعلم النفس من حيث المفهوم والتعليم والتدريب.
الطب النفسي وعلم النفس
أصبح العلاج النفسي من أكثر المجالات أهميّةً في حياة الإنسان لمعالجته مشكلات العقل البشري، والسلوكيات المختلفة، والعلاقات الإنسانية، وتفاعل الناس مع بعضهم. كما أنّ تعقيدات الحياة الحديثة جعلت من العلاج النفسي أمراً لازماً وضرورياً.
وبالتالي فإنه من المهم تأهيل المختصين في هذه العلاجات، وإنشاء العيادات النفسية التي تخدم المجتمعات البشرية لتقديم خدمات الدعم النفسي التي تسعى إلى تكيف واستقرار الأفراد خلال حياتهم بكل ظروفها.
وقد ساهم العديد من المعالجين النفسيين وعلماء النفس مع الأطباء النفسيين في عملية تطوير العلاج النفسي كل منهم في مجاله وفي إطار دراساته في تفسير المرض النفسي وطرق علاجه، كل ذلك ساهم في حركه نهضة وتطور العلاج النفسي والطب النفسي.
اقرأ أيضا: معلومات عن تخصص الطب النفسي
الفرق بين الطب النفسي وعلم النفس
هناك الكثير من الاختلافات التي تظهر الفرق بين الطب النفسي وعلم النفس وإن كانا يتشابهان في الطبيعة الأساسية في مجال معالجة وتحديد مشاكل الصحة العقلية حيث يعمل كل من العلاج النفسي والطب النفسي على دراسة الأُطر الواسعة في عملية البحث لتحليل وتصنيف الظواهر السلوكية الإنسانية التي تتسم بالتعقيد سواءً كانت طبيعية سوية أو شاذة.
أما أوجه الاختلاف فمن الممكن تحديدها وتوضيحها عبر التعرف على المهام التي يؤديها الطب النفسي وعلم النفس كل على حدة، ومَن القائم على هذه المهام وتتجلى أهم الفروق بينهما عبر الآتي:
مفهوم الطب النفسي وعلم النفس
الطب النفسي هو أحد فروع العلوم الطبية حيث إن الطب النفسي هو العلم الذي يهتم بدراسة أمراض العقل، ودراسة أعراضها، والأسباب التي تؤدي إلى حدوثها، والطرق العلاجية المناسبة لها، بالإضافة إلى معرفة جميع أنواع التغيّرات التي تُحدثها في جسم الإنسان وطرق الوقاية وسبل الحماية منها.
ومع ذلك، فإن الطب النفسي يهتم بفهم المتلازمات المرضية وأعراضها المختلفة اعتماداً على المبدأ التشريحي الفسيولوجي، أي إنه يُعامل الأمراض، والاضطرابات العقلية كغيرها من الأمراض العضوية ذات الأساس الفسيولوجي.
أما علم النفس فهو العلم الذي يهتم بدراسة السلوك الإنساني ومكنوناته والأسباب التي تؤدي إلى ظهوره، بالإضافة إلى دراسة وفهم العمليات العقلية النفسية وآلية عملها والعوامل المؤثرة بها سلباً أو إيجاباً كعمليات الإدراك، والتذكّر.
وبمعنىً آخر فإن علم النفس هو العلم الذي يعمل على دراسة السلوك، والعقل البشري، بطريقة علمية كآليات التفكير، والشعور، وكافّة جوانب الأفكار، والأحاسيس، والدوافع الواقعة وراء الأنماط والظواهر السلوكية المختلفة.
اقرأ أيضا: أهمية العلاج النفسي
تعليم الطب النفسي وعلم النفس
يتخلل هذه الممارسة التمرين المستمر على التعامل مع كافة أنواع المرضى الأطفال والمراهقين الذين يعانون من الأمراض والاضطرابات العقلية والسلوكية، وكذلك التدريب على التعاطي المطلوب مع الحالات الشديدة والشديدة جداً التي يُعاني منها البالغين من الأمراض العقلية وتشخيصها وأساليب علاجها.
بينما يتوجّب على المهتم بعلم النفس ليرتقي إلى مستوى عالم نفس أو أخصائي في علم النفس الحصول على الدراسات العليا في العلوم النفسية، والتي قد تمتد من أربع إلى ست سنوات.
يدرس المهتم بعلم النفس أطوار الشخصية الإنسانية ومراحل نموها، وتاريخ المشكلات، والاضطرابات، والأمراض النفسية، وعلوم الأبحاث النفسية وأساسياتها، بالإضافة إلى أن الفرد يعمل طول فترة الدراسة على الوصول بنفسه إلى مرحلة من القدرة على فهم الاضطرابات العقلية والعاطفية وتشخيصها.
كما يتوجب على المهتم بعلم النفس إتمام عملية التدريب لفترة من الزمن وتطبيق إجراءات طرق حل المشكلات، والنظريات النفسية، والعلاجات السلوكية، ليتمكّن بعد ذلك من الحصول على الترخيص الرسمي الذي يمكنه من ممارسة أعماله كعالم نفس أو أخصائي نفسي.
تدريب الطبيب النفسي وعالم النفس
إن الطبيب النفسي هو الحاصل على المؤهل العلمي الطبي في التخصص النفسي الذي يعمل على عملية ربط الدماغ كعضو من أعضاء جسم الإنسان مع العلوم النفسية، وآلية تفاعلها مع بعضها، ومدى مساهمتها في تكوين وخلق الأنماط الشخصية التي تُميّز الأفراد بعضهم عن بعض.
أما تدريب الطبيب النفسي فيكون بهدف تمكينه من القدرة على وصف الأدوية والعلاجات المناسبة كوسيلة من وسائل مساعدة الأفراد على التعامل مع المشاكل المختلفة.
بينما تتم عملية تدريب علماء النفس على برامج ونظريات علم النفس التي تعمل على التركيز على الاهتمام بالعلاقات التي تربط الدماغ والسلوك الإنساني وأساليب البحث العلمي والنفسي، بالإضافة إلى تدريبه على كيفية وضع الخطط العلاجية لحل المشكلات السلوكية والتغلب عليها.
اقرأ أيضا: معلومات عن علم النفس