أنماط التعلم
لم يتوقف علم النفس يومًا عن الدراسة والبحث في مجال التعليم من أجل فهم ما يُعرف بعملية التعلم واستيعاب الطالب للمعلومات، والطريقة التي يتعلم بها، والفرق بين الطلاب في تلقي المعلومة وفهمها، وتُعتبر أنماط التعلم أحد نتائج هذه الدراسات في مجال التعليم، وتختلف أنماط التعلم من طالب إلى آخر؛ لذلك فإن معرفة أنماط التعلم لكل طالب لزيادة القدرة على اكتساب وفهم المعلومات.
أنماط التعلم
تُعرّف أنماط التعلم بأنها الطرق التي يقوم الطالب بتوظيفها من أجل فهم المعلومة واكتساب المعرفة، حيث تختلف اساليب وطرق تلقي وفهم المعلومات من طالب إلى آخر، وفيما يلي بيان لجميع أنماط التعلم وفوائدها، والطريقة المثلى لتلقى المعلومات، مع توضيح للوظائف المناسبة لكل نمط من هذه الأنماط:
النمط البصري
يُحسن المتعلّمون البصريون التعامل مع الرسومات والخطوط البيانية، كما أنّهم في الكثير من الأحيان يرون “الكلمات” كأشكال أو أشياء. بمعنى آخر، عندما يرى متعلّم بصري كلمة “تفاحة” مثلاً، سيتخيّل على الفور شكل التفاحة ولونها وربما طعمها أيضًا، هذا ويستخدم المتعلّمون البصريون عادة الجانب الأيمن من الدماغ لمعالجة المعلومات التي يتلقونها.
تكمن إحدى أهمّ منافع نمط التعلم البصري في أنّ الدماغ يعالج المعلومات البصرية بشكل أسرع بكثير من النصوص الجامدة. وبالتالي، إن كنت متعلّمًا بصريًا، ستجد أنّه بمقدورك أخذ الكثير من المعلومات وتذكّرها بسرعة كبيرة، لأنّك تفضّل هذه الطريقة في معالجة البيانات، والتي يتقنها العقل البشري أصلاً بالفطرة.
يفضّل المتعلم البصري أثناء الدراسة استخدام واحد ممّا يلي:
- خرائط العقل.
- تحديد الخطوط العريضة للمادة الدراسية.
- الرسوم والمخططات البيانية.
- التصاميم.
- الأنماط.
أمّا عند تدوين الملاحظات، فهم يرتبونها في شكل أنماط بصرية. وقد يستخدمون لذلك المخططات البيانية أو الرسومات. قد يفصلون الصفحة إلى أقسام رئيسية، وأغلبهم يستخدمون ألوانًا متعدّدة لتظليل الملاحظات المهمّة.
غالبًا ما ينجذب المتعلّمون البصريون إلى مجالات المعرفية التقنية أو ما يعرف بالـ STEM، والتي يشير اختصارًا إلى العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، والرياضيات. ومن الأمثلة على الوظائف التي تناسب هذا النوع من المتعلّمين:
- التصوير الفوتوغرافي.
- البناء.
- التصميم الجرافيكي.
- تصميم الديكور.
- الهندسة المعمارية.
- الفيزياء.
- الدعاية والإعلان.
- الهندسات.
- الجراحة.
اقرأ أيضا: التعلیم الإفتراضي ودوره في التعلم الحديث
النمط السمعي
يتعلّم أصحاب النمط السمعي بشكل أفضل من خلال الاستماع والإصغاء. قد يكون ذلك من خلال سماع المعلومات من مصادر خارجية، أو عن طريق سماع أنفسهم يتحدّثون. وهم غالبًا من يتطوّعون للإجابة عن الأسئلة في الغرفة الصفية أو للمشاركة في النقاشات الصفية.
يمتلك المتعلّمون السمعيون ميزة كبيرة في الفصل الدراسي لأنهم لا يخشون التعبير عن آرائهم أو طرح الأسئلة والحصول على الإجابات. بعكس أولئك الذين يمتلكون نمط تعلم يعتمد على القراءة والكتابة، فهؤلاء قد لا يدركون أنّ لديهم سؤالاً إلاّ عندما يرجعون إلى منزلهم ويراجعون ملاحظاتهم.
يعتبر أيّ شكل من أشكال الاستماع سيكون طريقة فعّالة لهذا النوع من المتعلّمين. حيث قد تتضمّن بعض هذه الطرق ما يلي:
- المحاضرات.
- الكتب المسموعة.
- المناقشات.
- عمليات معالجة المعلومات شفويًا.
يبرع المتعلّمون السمعيون في رواية القصص وإلقاء الخطابات أيضًا. وكثيرون منهم يفضّلون العمل والدراسة ضمن مجموعات لأنّهم يتمكّنون حينها التحدّث وتبادل المعلومات. ممّا يجعلهم متعلّمين اجتماعيين.
ستكون أيّ وظيفة تتطلّب الكثير من الاستماع و/أو المحادثة على الأغلب مناسبة جدًا للمتعلّم السمعي. حيث تشمل هذه الوظائف على سبيل المثال:
- الإذاعة والبث التلفزيوني.
- مجالات الحقوق والقانون.
- التعليم.
- علاج مشاكل النطق واللغة.
- الاستشارات.
اقرأ أيضا: تعريف علم النفس المعرفي
النمط المقروء/ المكتوب
بالنسبة لمتعلّمي نمط القراءة/الكتابة، فإنّ المعلومات الشفوية ستدخلُ من أذن وتخرج من الأخرى! لذا فهم يفضّلون رؤية المعلومات مكتوبة أمامهم على اللوح أو من خلال العروض التقديمية على باوربوينت أو غيرها، وتتضمّن طرق تدوين المعلومات لدى هذا النوع من المتعلّمين ما يلي:
- القوائم والملاحظات.
- المذكّرات المكتوبة.
- القواميس والمعاجم.
قد يلجأ بعض الطلاّب لإعادة كتابة ملاحظاتهم، أو إضافة وصف/تعليق للصور. كما أنّهم على الأغلب سيختارون الكتب الورقية بدلاً من المسموعة. وسيختارون إظهار الكلام مكتوبًا أسفل مقاطع الفيديو، والخيار الوظيفي الأكثر وضوحًا وشيوعًا لمتعلّمي النمط المقروء/ المكتوب هو الكتابة بالطبع، لكنه ليس الوحيد. فمن الوظائف الأخرى التي يمكن لأصحاب هذا النمط القيام بها، نجد الآتي:
- التحرير والتدقيق.
- الدعاية والإعلان.
- البحث والترجمة.
اقرأ أيضا: صعوبات التعلم عند الأطفال
نمط التعلم الحركي
يحقق المتعلمون الحركيون نتائج أفضل عند القيام بأمر ما، أو عند تحريك أجسامهم ودمج ذلك مع ما يتعلّمون في لحظة معيّنة، والطريقة الأفضل بالنسبة للمتعلمين الحركيين لتدوين المعلومات وحفظها هي من خلال التجارب العملية، إضافة إلى طرق أخرى مثل:
- مشاهدة مقاطع الفيديو المباشرة.
- القيام بالرحلات الميدانية.
- دمج العملية التعلّمية بأيّ شكل آخر من أشكال الحركة.
غالبًا ما يشعر هذا النوع من المتعلّمين بالملل أثناء الاستماع للدروس والمحاضرات، وهم من يلاحظ عليهم استخدام اليدين وحركة الجسد أكثر من غيرهم من المتعلّمين.
وتعدّ الوظائف التي تسمح بالنشاط البدني وتحريك الجسم خيارًا رائعًا لمتعلم النمط الحركي. إذ غالبًا ما يعبّر هذا النوع من المتعلّمين عن عدم قدرتهم على البقاء في مكان واحد، وأنّ الوظائف المكتبية لا تناسبهم. لذا فهم يميلون إلى وظائف مثل:
- الاحتراف الرياضي.
- الزراعة.
- النجارة.
- العلاج الطبيعي.
- أعمال الميكانيكا.
اقرأ أيضا: ما هو مفهوم الذكاءات المتعددة