أول من نقط القرآن

قد يعتقد البعض أن الحروف العربية التي نستخدمها يوميا كانت تستخدم كما نراها الآن، ولكن الحقيقة أنها لم تكن كذلك أبدا، ولهذا يمكننا أن نتعرف على أول من نقط القرآن بلغته العربية، وكيف ساعد ذلك على نشر الإسلام وحماية القرآن من التحريف.

لماذا كان القرآن غير منقطًا

كان القرآن قديما مكتوبا بدون نقط أعلى الحروف، فلم يضف العرب النقط المتعارف عليها فيما بيننا، ولكن كيف تطور الأمر ليصل إلينا القرآن منقطا بالكامل بهذا الشكل الذي هو عليه اليوم.

يطلق على علم تنقيط القرآن والعلامات علم إعجام القرآن، لأنه جعل أي أعجمي أي أجنبي قادرا على قراءة القرآن، ففي البداية كان الخط الذي يكتب به القرآن قديما خطا كوفيا نوعا ما ولا يحتوي على أي نقاط.

ولم يجد العرب وخاصة المتعلمين منهم أي مشكلة في قراءة تلك النصوص، لأن فصاحتهم وتعودهم ساهما في ذلك، ولأن اللغة العربية هي لغتهم الأم.

حفظ المسلمون الأوائل أيضا القرآن جيدا جدا ولم يحتاجوا إلى قراءته من كتاب موضوع، لذلك لم يفكروا في النقاط.

عندما انتشر القرآن وأصبح الكثير من غير العرب يرغبون في دخول الإسلام، أصبح هناك حاجة إلى قراءته.

أول من نقط القرآن

أول-من-نقط-القرآن
أول-من-نقط-القرآن

لم يجمع المؤرخون على من هو أول من قام بتنقيط القرآن تحديدا، ولكن مما لا شك فيه أن مثل هذا الأمر تم بتوجيه من الإمام علي رضي الله عنه.

ولكن أول من اخترع قواعد اللغة العربية كان أبو الأسود الدؤلي بأمر من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وهو أيضا أول من وضع النقاط على القرآن الكريم وآياته.

ويعتبر الدؤلي من تلاميذ علي كرم الله وجهه، ولكن في أقوال أخرى يقال أن من طور هذا العلم هو يحيى بن يعمر، أو نصر بن عاصم.

أسباب تنقيط القرآن

أول-من-نقط-القرآن
أول-من-نقط-القرآن

بعد التعرف على من هو أول من نقط القرآن كان كل حرف عربي يمتلك ثلاثة أصوات وكل حرف يكتب بشكل مختلف، ويعتمد الأمر في تفسير ما هو هذا الحرف على كونك عربي ويمكنك استنتاج الباء أو التاء وتفرقتهما عن بعضهما على سبيل المثال.

وإذا قمت باستنتاج الحرف الخاطئ سيتغير شكل الكلمة بالكامل كما هو الحال في اللغة الإسبانية عندما يتم وضع علامة (~) على حرف فإنها تغير معنى الكلمة كليا.

أخذ تنقيط القرآن ووضع الحروف المتحركة وقتا طويلا تمت خلاله العديد من المناقشات بين علماء الدين، والزعماء الإسلاميين حول ما يجب أن يوضع، فكان عليهم دراسة كل جملة في القرآن بشكل دقيق للغاية لمعرفة مقصد النبي منها.

كان الأمر سهلا في بعض الأمور مثل أسماء الأشخاص والاستشهادات، لكن البعض الآخر كان صعبا كالصفات.

وكانت طريقة العلماء في معرفة الأمر الصحيح تعتمد على المؤسسين والذاكرة واتساق السياق، وذلك لأن الأمر تم بعد وفاة الرسول بسنوات قليلة.

أيضا أضيفت الحركات على الكلمات فأصبحت الفتحة عند فتح الفم والضمهة عند ضم الشفاه، والكسرة عند خفض الشفاه للأسفل.

أيضا دخلت الألوان إلى المصحف فاستخدم أهل العراق الاحمر للرموز، وأهل المدينة استخدموه للتنقيط، بينما كان الأصفر للحركات.

ويقال أن القرآن كتب بالشكل الذي نتحدث عنه اليوم في القرن التاسع، وبالرغم من ترجمة القرآن للعديد من اللغات للفهم إلا أنه لا يقرأ ولا يدرس سوى باللغة العربية فقط  وهي اللغة التي كتب بها، وذلك لأن الترجمة من الممكن أن تغير من معنى الكلمات بالشكل الذي يفسد  المعنى، وعمل علماء الإسلام على أن يكون كلام الله موحدا دون أي ثغرة قد تغير المعنى.

يذكر أنه في عام 2015، تم العثور على أقدم مصحف في العالم الموجود حاليا في مكتبة جامعة برمنغهام، المملكة المتحدة، وبعد خضوع تلك النسخة إلى اختبارات الكربون المشع تبين أن عمرها هو 1376 سنة، أي أنها كتبت ما بين عامي 568 و645 وفقا للبيانات، ويقال أن تلك الفترة كانت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، مما يدل على كتابة القرآن حتى من قبل تنقيطه.

ختاما، يعد اختلاف العلماء حول من هو أول من نقط القرآن أمرا طبيعيا لأن كل من ذكرناهم قد ساهموا بشكل ما في وصول القرآن الكريم لنا على هذه الصورة سهلة القراءة.

المصادر

مصدر1
مصدر2

مقالات ذات صلة