سميت معركة الصفين الفتنة الأولى للمسلمين، وتعتبر من المعارك الشرسة التي خاضها المسلمون ضد بعضهم البعض، ومن خلال أهم معلومات عن معركة صفين ، يمكنك التعرف على سر الخلاف بين معاوية بن أبي سفيان وعلي بن أبي طالب، وكيف انتهى هذا الخلاف وما أدى إليه من بلبلة بين المسلمين بعضهم البعض.
معلومات عن معركة صفين
وقعت معركة صفين من شهر مايو إلى شهر يوليو عام 657 م، وتعتبر سلسلة من المفاوضات التي أطلق عليها الحرب الأهلية الأولى للمسلمين أو الفتنة.
رفض والي سوريا معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام الاعتراف بالخليفة علي بن أبي طالب، وذلك بسبب مقتل قريبه عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين، والذين كانوا يطالبون بالقصاص من قتلته قبل الموافقة على المبايعة.
حشد علي بن أبي طالب جيشه إلى الكوفة وحصل على الدعم حيث كانت مركز قوته للقاء والي سوريا، والتقى الجيشان على طول نهر الفرات على الحدود السورية العراقية، وبدأت المعركة.
لم تكن المعركة معتمدة على الجيش بالكامل بل كانت عبارة عن مناوشات في بدايتها، حيث كان كل طرف يرسل فريقا من جيشه لمواجهة الفريق الآخر خوفا من إراقة دماء المسلمين بالكامل ولعل الطرف الآخر يرتدع مهزوما فيعود وتنتهي المعركة، ولكن هذا لم يحدث.
ظلت المعركة قائمة بين الهدنات والمناوشات وبلغت أقصاها عندما سيطر معاوية على المعركة قليلا ففاجأه علي بقتال لا ينسى حتى كاد أن يهزمه، وهنا لجأ معاوية إلى خطة قوية وهي رفع الجنود المصاحف أعلى سيوفهم مطالبين بتحكيم القرآن الكريم، وترك الكلمة الأخيرة لحكم الله.
نهاية معركة صفين
وافق علي بن أبي طالب على الاحتكام إلى القرآن أملا في إيقاف بحر دماء المسلمين الذي لم يكن لينتهي إلا بعد القضاء على كافة المسلمين، وهو ما لم يكن الغرض الطبيعي للقتال.
ندب علي أبو موسى الأشعري نيابة عنه، بينما أرسل معاوية عمرو بن العاص، وتم وضع خطة تفيد بالهدنة بين الطرفين، ووافق علي على الأمر والتعامل مع معاوية بن أبي سفيان بعد فرض شروطا متساوية.
لم يثر هذا التنازل الذي قدمه علي إعجاب البعض واعتبروه خروجا عن أن الحكم لله وحده، وأنه بهذا التنازل ينفي حكم محاربة المتمردين، لذلك انشقوا عن صفوفه وعرفوا فيما بعد باسم الخوارج.
وبما أن معاوية كان له شروطا متساوية مثل علي تمكن فيما بعد من إعلان نفسه الخليفة وتم تأييده من قبل أنصاره في سوريا، ثم بدأت قوته تتوسع نحو العراق والحجاز، وأصبح قريبا من الكوفة مقر علي، ولكن بعد اغتيال علي رضي الله عنه، أصبح معاوية حرا في تنصيب نفسه خليفة، وأصبح أول خليفة للدولة الأموية.
ومن أهم معلومات عن معركة صفين أن الهدنة والتحكيم اللذان رضي بهما علي بن أبي طالب كانتا بمثابة اعترافا ضمنيا بأنه متنازلا عن كونه القائد الوحيد للمجتمع الإسلامي، بالرغم من أنه كان على وشك الفوز بالحرب.
معلومات أخرى عن المعركة
أقيمت معركة صفين بعد معركة الجمل، وكانت تعرف بالفتنة الأولى كذلك لكونها أحدثت فتنة كبيرة بين المسلمين بعضهم البعض وكانت بمثابة الحرب الأولى التي يقتل فيها المسلمون بعضهم.
استمرت المعركة لمدة شهرين متتاليين وشارك بها كبار الصحاب والتابعين وعلى رأسهم عمرو بن العاص وابنه.
وتعتبر صفين، قرية مدمرة منذ العصر البيزنطي وتقع على بعد أمتار من الضفة اليمنى للفرات، وتوجد حاليا بمحافظة الرقة السورية، وكانت مرحلة الخلفاء الراشدين الأوائل هي مرحلة التوسعات الإسلامية، وقاتل خلالها المسلمون البيزنطيين والفرس وأنزلوا بهم شر هزيمة لذلك مما اكسب الجيش الإسلامي قوة كبيرة وضراوة في الحرب وأموره.
ويذكر أن تعيين معاوية واليا على سوريا جاء خلفا لأخاه يزيد بن أبي سفيان الذي توفي بسبب الطاعون في عهد عمر بن الخطاب، وذلك للتصدي لمضايقات البيزنطيين التي تأتي عبر البحر.
وتمكن معاوية وقتها من إنشاء أسطولا بحريا هائلا تحت قيادة القوات الإسلامية والأقباط معا، وأنزل من خلاله هزيمة كبيرة بالبيزنطيين خلال معركة الصواري.
ختاما، نكون قد تعرفنا على أهم معلومات عن معركة صفين التي تعرف بالحرب الأهلية الأولى للمسلمين ونتائجها، وكيف أظهرت قوة الجيوش الإسلامية في هذا الوقت بالرغم من وقوع الفتنة.
