الصحابي جليبيب

يعرف الجميع أن الإسلام جاء ليوحد بين الغني والفقير، وقال أنه لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، وتثبت قصة الصحابي جليبيب هذا كله، لكونه غير معروف النسب عاش ذليلا بين المشركين، لكن رسول الله رفع قدره وأعزه بالإسلام، فأصبح أعلى مكانة وحصل على حسن الخاتمة كما سنقرأ معا.

حياة الصحابي جليبيب

الصحابي-جليبيب
الصحابي-جليبيب

يعرف المسلمون الكثير من سيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم الكثيرين ذو المرتبة المرتفعة، وآخرون أثروا في الدعوة وعملوا على نشر الإسلام في كل مكان.

كان الجليبيب رضي الله عنه من الصحابة الذين يحبهم رسول الله، وذلك بالرغم من عدم شهرته، حيث لن تجد الكثيرين ممن يحفظون سيرته ويعرفون تفاصيلها.

وبعد فحص المعلومات المتاحة حوله نجد أنه مثال للأمل في النفوس المتواضعة، فلم يكن من الأشخاص طوال القامة أو ممن يتمتعون بالوسامة، كما أنه لم يكن محاربا مغوارا قبل الإسلام.

يذكر أيضا أنه لم يكن له نسبا، فقد كان يتيما ولم يكن المجتمع يرحمه آنذاك قبل ظهور الإسلام بسبب مكانة النسب بين القبائل وجعلوه منبوذا بينهم، ولاهتمامهم بالصفات الجسدية والمظهر، لكنه قرر تعليم الجميع أن قيمة الإنسان لا تعتمد على مظهره وأصله بل جوهره.

عانى الصحابي كثيرا بسبب الشعور بالخزي والذل، ومواجهة المعاملة السيئة، ومع تطلعه للحصول على الحب والتقبل الذي فقدهما منذ ولادته أسلم لله آملا أن تكون رسالة الإسلام السامية تعويضا له.

الصحابي جليبيب بعد الإسلام

الصحابي-جليبيب
الصحابي-جليبيب

بعد إسلامه، كان من الصحابة المخلصي لله في حبهم، وكان نعم الصحابي لرسول الله، وهو ما جعله يحصل على الاحترام والرحمة والمودة، ومع الوقت حصل على الشرف الذي يتمناه الكثيرين وهو حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واهتمامه بما يخصه بشكل شخصي.

وفي رواية عن الإمام أحمد، ذهب النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى رجل من الأنصار فقال: قال النبي لرجلٍ من الأنصار: “زوجني ابنتك”، قال: نعم وكرامة يا رسول الله ونعمة عين.

فقال: “إني لست أريدها لنفسي”، قال: فلمن يا رسول الله؟ قال: “لجليبيب”، فقال: يا رسول الله، أشاور أمها.

فأتى أمها فقال: رسول الله يخطب ابنتك، فقالت: نعم ونعمة عين، فقال: إنه ليس يخطبها لنفسه، إنما يخطبها لجليبيب، فقالت: أجليبيب إنيه أجليبيب إنيه؟.

فلما أراد أن يقوم ليأتي الرسول محمد فيخبره بما قالت أمها، قالت الابنة: من خطبني إليكم؟ فأخبرتها أمها، قالت: أتردون على رسول الله أمره؟ ادفعوني إليه؛ فإنه لن يضيعني، فانطلق أبوها إلى رسول الله فقال: شأنك بها، فزوجها جليبيباً.

كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهما بالخيرقائلا “اللهم اصبب عليها الخير صبّاً، ولا تجعل عيشها كدّاً”. ثم قتل عنها جليبيب، فلم يكن في الأنصار أيمٌ أنفق منها.

قصة استشهاد جليبيب

انطلق  الصحابي في رحلة استكشافية مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وخلالها قابلوا بعض المشركين في معركة، وحينما انتهت المعركة أخذ الرسول يسأل عن الصحابى عمن فقدوهم، وأخذ كل منهم يدلي بما لديه من مفقودين، وهكذا حتى قال صلى الله عليه وسلم: “لكنني فقدت الجليبيب ابحث عنه في ساحة المعركة”.

فلما فتشوا ووجدوه بجانب سبعة مشريكين ضربهم قبل أن يلقى حتفه، فقام النبي وذهب إلى المكان الذي كان رفيقه جليبيب يرقد به فوقف فوقه وقال: قتل سبعة ثم قتل؟ هذا الرجل مني وأنا منه.

أعاد قوله مرتين أو ثلاثة ثم أخذه بين ذراعيه وقيل أنه لم يكن يملك فراشا أفضل من ذراعي رسول الله، ثم حفر له النبي قبرا ووضعه بنفسه فيه كما أنه لم يغسل لأن الشهداء لم يكونوا يغسلون قبل دفنهم.

وهكذا أظهر الصحابي أفضل ما لديه بعدما تلقى الرحمة والحب تحت ظل الإسلام، كما أن مكانته ارتفعت كثيرا وأصبحت سيرته بين أفضل الصحابة رضي الله عنهم، كمثال على أن التواضع وعدم ملاءمة معايير المجتمع لا تكون المعيار الذي يقاس به البشر لدى ربهم.

في الختام، تعرفنا على حياة الصحابي جليبيب ، وكيف تمكن من مقاتلة المشركين بضراوة حتى سقط شهيدا، وأيضا كيف تحولت حياته إلى الأفضل بعد إسلامه، ورفعة شأنه.

المصادر

مصدر1
مصدر2

مقالات ذات صلة