الصحابي ابو جندل

قدم الصحابي ابو جندل نموذجا مثاليا على التضحية والحب في سبيل الرسالة، حيث تمكن من لعب دور كبير في إنقاذ المسلمين الذين منعهم الكفار من مغادرة مكة واللحاق بالرسول محمد في المدينة المنورة، وبالرغم من وجود صلح الحديبية إلا أنه تمكن من تغيير شروطه.

الصحابي ابو جندل

الصحابي-ابو-جندل
الصحابي-ابو-جندل

يعتبر أبو جندل بن سهيل رضي الله عنه من أهم الصحابى لدى رسول الله، وهو أول من عاد إلى مكة عقب معاهدة الحديبية، كما أنه شقيق عبد الله بن سهيل رضي الله عنه وسهيل بن عمرو خطيب قريش.

منع أبو جندل بن سهيل رضي الله عنه من الهجرة إلى المدينة المنورة وسجن أيضا، كما أنه من أوائل من اعتنقوا الإسلام على غرار أخيه عبد الله بن سهيل رضي الله عنه، لكنهما ظلا يحاولان إخفاء إسلامهما بسبب كون والدهم من أعيان وقادة قريش.

انضم أبو جندل إلى قريش في معركة بدر، لكنه سرعان ما تحول إلى صفوف رسول الله معلنا إسلامه، وقام بالقضاء على الكثير من المشركين.

لم يمر الأمر مرور الكرام بل قام والده بمعاقبته عندما علم بإسلامه، وضربه وحبسه في المنزل، كما وضعه تحت المراقبة الدقيقة عدة سنوات، حتى أقيم صلح الحديبية.

حينما سمع أن رسول الله يقترب من مكة هرب أبو جندل بن سهيل إلى معسكر المسلمين في الحديبية، وحسب المعاهدة كان على المسلمين تسليم أي فرد يسلم ويهرب إلى المدينة المنورة ويعيدونه إلى مكة.

اضطر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تسليمه وإعادته إلى قريش، لكنه أشار عليه بالصمود، ثم واصل الرسول البحث عن حل للأزمة التي وقعت بسبب قطع قريش طريق المسلمين إلى مكة حينما أرادوا أداء العمرة.

وكانت قريش قد أرسلت عدة مبعوثين يطلبون من رسول الله العودة، لأنهم لن يسمحوا له ولرفاقه بدخول مكة، لكن الرسول أصر على دخولها، حيث كان يريد زيارة الكعبة وأداء العمرة فقط، وبعد مفاوضات أرسلت قريش وفداً برئاسة سهيل بن عمرو.

صلح الحديبية

عند وصول هذا الوفد الأخير قرر الرسول عليه الصلاة والسلام أن هذا الوقت المناسب للوصول إلى حل لتلك المشكلة، وأمر المسلمين برفع أصواتهم وإظهار الأضاحي ليؤكدوا أنهم ما جاءوا سوى إلى زيارة البيت الحرام.

وشملت المحادثات إصرار قريش على عدم الاستسلام أمام القوة، والاتفاق على هدنة بين الطرفين، ووضع حد للشتباكات القائمة.

قبل الرسول بالشروط الموضوعة من قبل قريش، وكانت مفاجأة لقريش والمسلمين أيضا لقبول الرسول بمثل تلك الشروط ودون استشارة رفاقه على عكس المعتاد.

بعد الانتهاء من كتابة المعاهدة على يد علي بن أبي طالب، جاء موعد إمضاء الشهود، وهنا وصل أبو جندل رضي الله عنه من مكة مكبل اليدين ومقيد القدمين، حيث أنه كان محتجزا معذبا لكونه مسلما.

وبالرغم من عذابه تمكن من الوصول إلى رسول الله من طريق عبر الجبال، واستقبله المسلمون بحفاوة كبيرة، وحينما نظر سهيل بين المسلمين شاهد ابنه، فتقدم نحوه وضربه على وجهه وأمسكه بقوة.

معاناة الصحابي ابو جندل

الصحابي-ابو-جندل
الصحابي-ابو-جندل

بكى أبو جندل رضي الله عنه بصوت مسموع، وبدأ يقول هل أعاد إلى الكفار ليبعدوني عن إيماني، فبكي الكثير من الصحابة، لكن والده لم يتأثر، وقال أنه أول شخص لابد أن يعود إلى مكة.

وكان وصول أبو جندل قبل إتمام الاتفاقية، ورفض الأب كل المحاولات التي أشارت عليه بترك ابنه لرسول الله.

وبدأ يضرب ابنه بفرع شجرة شائك، وهنا طالبه الرسول بتركه أو عدم إيذاؤه على الأقل، لكنه أبى ذلك، حتى توسط بعض أصدقاء سهيل مدوا حمايتهم إلى أبو جندل رضي الله عنه وتوقف أباه عن أذيته.

بعد مرور الوقت تمكن أبو جندل وآخرون من ترك مكة والعرب إلى مكان آخر غير المدينة، حيث وصلوا إلى جدة، وسمع الكثيرين بما فعل، ففعلوا مثله.

بعد قليل أيضا تمكن هؤلاء الشجعان ومعهم أبو جندل من قطع الطريق التجاري لقريش وأصابوا المشركين بالأذى مما أدى إلى استسلام المشركين الذين أرسلوا إلى الرسول رسالة تفيد بأن كل من يلجأ إلى الرسول بالمدينة سيكون آمنا، وهنا طالبهم الرسولبعدم قطع الطريق ومهاجمة القوافل بعد الآن.

ختاما، تمكن الصحابي ابو جندل من الوصول لما يريد، حيث تحمل العذاب بكل أشكاله في سبيل الوصول إلى رسول الله، وإظهار إسلامه أمام الجميع ولم يخف حتى الموت.

المصادر

مصدر1
مصدر2

مقالات ذات صلة