القرآن يقسم إلى أجزاء وأحزاب وأرباع وهو شيء تم تطويره والاتفاق عليه فيما بعد من قبل العلماء، ويقوم على اجتهادهم الخاص. ولهذا قد يختلف العلماء في تقسيمها، كل على ما يناسبه، وما يفضله، وعلى ما يراه أنفع للناس وأيسر. وهنا سنجيب عن سؤال هام وهو “كم حزب في القرأن”.
كم حزب في القرأن
أما القسمة المشهورة التي وردت عن الصحابة رضي الله عنهم فهي ما رواه أوس بن حذيفة قال: سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قسموا القرآن؟ قالوا: ثلاثة وخمسة وسبعة وتسعة وأحد عشر وثلاثة عشر وحزب المفصل وحده. رواه أبو داود (1393).
- ثلاث سور وهي: الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، والنساء.
- ثم خمس سور وهي: المائدة، والأنعام، والأعرف، والأنفال، والتوبة.
- سبع سور وهي: يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل.
- تسع سور وهي: سورة الإسراء، والكهف، ومريم، والهمزة والأنبياء، والحج، والمؤمنون، والنور، والفرقان.
- يتبعها إحدى عشرة سورة وهي الشعراء والنمل والقصاص والعنكبوت والروم ولقمان والسجدة والأحزاب وسبأ وفاطر ويس.
- ثم ثلاثة عشر سورة، وهي: الصافات، والسعد، والزمر، والسور السبع، ابتداءً بمجموعة حاء ميم وهم سورة غافر ثم فصلت ثم الشورى ثم الزخرف ثم الدخان ثم الجاثية ثم تنتهي بسورة الأحقاف، ومحمد، والفتح، والحجرات.
- يليها الباقون من سورة ق الى الناس.
عدد أحزاب القرآن الكريم
يحتوي القرآن على سور تدل وتبين وجود الله سبحانه وتعالى، وصدق الرسالات السماوية، وتخاطب الأجيال كافة في كافة القرون والأماكن، ويبلغ عدد سور القرآن 114 سورة ما بين مكية ومدنية، ويحتوي على 30 جزء، وعلى 60 حزب، وعلى 6236 آية.
كل حزب مقسم إلى أربعة أرباع، فقد حزب الصحاب القرآن ليس على أساس الأجزاء بل على عدد الأحرف والآيات التامة، وذلك لتيسير فهم واستيعاب القرآن من قبل القارئ، وكان يستغرق معهم ذلك إلى قرابة الشهر، وكل حزب يوجد به آيات تدل على عظمة الخالق، حيث تعتبر مرجع لجميع المسلمين، فيجدون ما يحتاجون من أحكام وواجبات وفروض فرضها الله عليهم، وتبين مراحل نزول القرآن الكريم على نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وطريقة نزول آيات القرآن الكريم عليه من الملاك جبريل عليه السلام.
الزرقاني في “مناحل العرفان في علوم القرآن ”
المصحف العثماني لم ينقسم إلى أجزاء كما نتناقش هنا، ولم يكن لديهم نقاط أو علامات حرف علة. مع مرور الوقت بدأ الناس يبتكرون طرقًا مختلفة لكتابة المصحف وتقسيمه إلى أجزاء، وابتكروا عددًا من الأنظمة. ومنهم من قسّم القرآن إلى ثلاثين قسما ليقول المسلم منا قرات جزء من القرآن.
قسّم بعض الناس كل جزء إلى قسمين، يسمى الحزب، والبعض الآخر قسم كل جزء إلى أربعة أجزاء تسمى فرك والتي تعني حرفيا “الربع”.
بعض الناس يضعون كلمة خمس بعد كل خمس آيات من السورة، وكلمة عشر بعد كل عشر آيات. وبعد الآيات الخمس التالية كرروا كلمة خمس وبعد العاشرة رددوا كلمة عشر وهكذا حتى نهاية السورة.
وبدلاً من كتابة كلمة “خمس”، كتب بعضهم الحرف العربي “خاء”، وبدلاً من كتابة كلمة “عشَر”، كتبوا الحرف العربي “عين”. كتب بعض الناس رقم الآية في بداية كل آية، وكتب البعض رمزًا بدون رقم.
ومنهم من وضع رأسًا في بداية كل سورة يوضح اسم السورة وعدد آياتها وهل هي مكية أم مدنية ونحو ذلك.
وقد تحدث العلماء في ذلك مطولا، وهل هو جائز ام مكروه، ومع ذلك، قد يكون هناك بعض التساهل في هذا الأمر، طالما أن الهدف هو تسهيل الأمور على الناس، وطالما أنه بعيد كل البعد عن التسبب في اللبس، أو إدخال أي عنصر غريب وغير مناسب للناس.
قال أوس بن حذيفة: (سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طريقة كيف يحزبون القرآن ؟ قالوا : ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده) رواه أبو داود (1393)، ولكن التقسيم الشائع والمنتشر الآن هو 30 جزء و60 حزب.
فضل القران الكريم
القرآن الكريم من أعظم الكتب الموجودة على الأرض، فلذلك يجب على الآباء غرس القرآن الكريم في نفوس أطفالهم، لتربية جيل صالح ونافع لمجتمعه وحياته، فلا يوجد أحسن وأفضل من القرآن لتقدم وتطور المجتمعات، فحب القرآن وحفظه يطهر النفس، فحافظ القرآن له مكانة عظيمة في الجنة، فهو شفيع له وينجيه من النار، ويهون عذاب القبر، ويلبس الشخص تاج الكرامة، فالمسلم لا يستطيع أن يستغني عن القرآن، فهو طريقه للهداية، ونور لقلبه ولحياته ولأخرته، ودليل لسعادته وفوزه برضا الله سبحانه وتعالى وجناته.